افتتح دولة رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العربية السورية المهندس محمد ناجي عطري امس في مدينة دمشق، /ملتقى رجال الأعمال السعودي السوري الأول/، بحضور معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ومعالي وزير المالية السوري الدكتور محمد الحسين. كما حضر حفل الافتتاح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سورية عبد الله بن عبدالعزيز العيفان، وأمين عام مجلس الغرف الاقتصادية السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان، وحشد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين والسوريين. وألقى دولة رئيس الوزراء السوري كلمة في افتتاح الملتقى أشار فيها إلى أن انعقاد الدورة الحادية عشرة لاجتماعات اللجنة السورية السعودية المشتركة، التي تتزامن مع عقد /ملتقى رجال الأعمال السوري السعودي الأول/، يأتي في إطار الزيارات المتبادلة واللقاءات الأخوية بين المسؤولين في البلدين وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وفخامة الرئيس بشار الأسد، رئيس الجمهورية العربية السورية، وتنفيذا لتوجيهاتهما الكريمة الرامية إلى تعميق وتطوير التعاون الاقتصادي الثنائي بين البلدين الشقيقين. وأعرب عن أمله في أن يكون الملتقى فاتحة خير لدفع العلاقات وتفعيل الاتفاقيات الاقتصادية القائمة واستشراف لآفاق لتعاون استثماري فعال يحقق مصلحة الجانبين المرجوة وينعكس إيجابيا على الطرفين. ولفت دولته الانتباه إلى التطور الملحوظ الذي شهدته بنية الأعمال والاستثمار في سورية نتيجة السياسات الاقتصادية والإصلاحات المالية والمصرفية الرامية إلى الانفتاح الاقتصادي وتحرير الأسعار والانتقال التدريجي نحو اقتصاد السوق الاجتماعي وتوسيع دور القطاع الخاص وتفعيل مبدأ الشراكة بين قطاعات الاقتصاد الوطني وتطوير التشريعات ونظم الإدارة العامة وتطوير البنى التحتية وتعزيز أسس ومعايير التنافسية. وقال دولة المهندس محمد عطري / إن هذه السياسات كلها أتت وتمخضت عن نتائج إيجابية لمجمل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة على صعيد تعميق الإصلاح المؤسساتي وزيادة كفاءة القطاعات الاقتصادية ورفع الإنتاجية والحد من الروتين والبيروقراطية وتحسين مؤشرات التنافسية وتوفير البيئة الملائمة، لزيادة حجم الاستثمارات العامة والخاصة المحلية منها والعربية والأجنبية/ . عقب ذلك، ألقى معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، كلمة نوه فيها بحرص سورية على توطيد العلاقات بين البلدين بما يجسد رغبة وتوجهات كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود/ حفظه الله/ وأخيه فخامة الرئيس بشار الأسد. وقال معاليه / يأتي هذا الملتقى المبارك لقطاع الأعمال السعوديين والسوريين في إطار اجتماع اللجنة السعودية السورية المشتركة، التي نعدها من أهم القنوات الفاعلة لزيادة وتعميق التعاون القائم بين بلدينا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها من المجالات / . وتابع قائلاً / إن العلاقات التجارية بين دول العالم بأسرها تمر بمرحلة تحول تاريخية فالعالم يتحول إلى مجموعات اقتصاديه تعمل على إزالة الحواجز والقيود على التجارة فيما بينها مما يؤدي إلى زيادة حجم التجارة الإقليمية والدولية على حد سواء وبالنسبة لمنطقتنا العربية فهي تسير في نفس الاتجاه بالرغم مما قد يعترض مسيرتها من عقبات ستزول بتوافر النوايا الحسنة، فمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تعد إحدى انجازات العمل العربي المشترك ولبنة في بناء التكامل الاقتصادي العربي وسيعقبها - بإذن الله - قيام الاتحاد الجمركي العربي وصولاً إلى السوق العربية المشتركة / . وأضاف / إذا نظرنا إلى العلاقات التجارية التي تربط بلدينا فسنجد أنها في تطور مستمر - ولله الحمد - فالصادرات السعودية إلى سوريا ارتفعت في عام 2008م إلى ما يقارب 9 ر2 مليار ريال في حين كانت في عام 2003م لا تتجاوز 600 مليون ريال أما الواردات من سوريا فقد ارتفعت هي الأخرى من 5 ر1 مليار ريال عام 2003م إلى ما يقارب ملياري ريال في عام 2008م ولازلنا نتطلع إلى تطوير تلك المبادلات التجارية بالنظر إلى حجم الإمكانات التي يتمتع بها البلدين / .