نهانا ديننا الحنيف وسنة نبينا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه عن الكذب فذكرها عز وجل في أكثر من أيه و قيل عنها في أكثر من حديث و تعلمناها بالصفوف الدراسية أكثر من عام. ومعلمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يكنى بالصادق الأمين من قبل نزول الوحي عليه فكان الصدق هو حال العرب قبل انتشار الإسلام وكانت هي لغة التفاهم بينهم وكما قال في الحديث الشريف آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد خلف وإذا اؤتمن خان) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فللأسف أصبحت هذه الظاهرة وباء منتشر فالبعض اتخذوها على أنها علكه في الفم وأنها كذبة بيضاء متجاهلين بأنها تدخل في الكذب وفروعه و تحريمه و الحلف دائم التردد على لسانه صادقاً كان أم كاذباً وأصبح من حوله لا يفرق إذ كان ما يدليه من معلومات صادقه أم كاذبة. لأن الكذب أصبح أكثر من الصدق فانقلبت به موازين الحياة وأصبح الكاذب له الجماهيريه العظمى والاحترام والتقدير الكبير أكثر من الصادق و لكم مثالان قد عرفت هؤلاء الشخصين عن قرب وانعم ربي بنعمته علي وفضله بأني أنقل عنهم و يؤسفني ما يتردد على لسان أحدهما و هو دائما ما يذكر على لسانه (برحمة أمي) وأمه متوفيه رحمها الله وليت حلفه على صدق بل هو أشد من الكذب لنودي به والثاني (واللي يحفظ لي أولادي) وهو الآخر كذاب منافق أكلاً للمال ناهب الصحة والحال وتعتبر تلك الخاصية أخف أنواع الكذب لديه و أثقلها ضربة الصدر وكلها كذب وحيلة. ما يجعلني في حزن ويأس بأنها أصبحت وسيلة المحتالين و أصبحت الكذبة مثل الأغنية وحينما تطلب من شخص ما خدمة ورغم أنها في مصلحته وتهمه أكثر منك يتجاهل اتصالك و لا يرد عليك و إذا سألته بعدها ألف عليك أي قصة رومنتيكية مع عبس وجه و وقاره مشبعة بالولاء والوفاء لك وبحبك الذي يفيق حب زوجته وقليلاً من حلو الكلام أنا ما أقدر ما أرد على جوالك ويبدأ الحلف المعتاد أقسم بالله وبعزته و جلاله ويسرد عليك أسماء الله الحسنى كلها وآخرها دعاء القنوت و الصلاة على النبي وذلك كله لماذا...(لما يطلع اسمك يخرج شعاع من جوالي) هذا أكبر دليل على كذبه ونصبه ليس ذلك فقط بل يؤكد حلف بقوله أسمع أنا أيش مخصص لك أغنيه؟ وتطلع (أحبك ليه أنا ما أدري). شر البلية ما يضحك وبنهاية المطاف و الحديث المختصرعن هذا الجانب من الكذب الذي لا نهاية له وكما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام فيما معنى الحديث(وما يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا) فلم يتبق لنا في هذا الزمان سوى الصبر والصلاة و لا نفكر ونكون أكثر تدقيقاً في أمور يشيب منها الرأس فلا يأس مع الحياة والله عز و جل قادرا على أن يهدي خلقه كما قال تعالى (انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) صدق الله العظيم. (وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين). عمير بن عواد المحلاوي ينبع الصناعية ص. ب: 31730