عقدت منظمة وان إفرا العالمية مؤتمرها السنوي بمدينة دبي في شهر فبراير الجاري تحت عنوان النشر الصحفي في الشرق الاوسط والذي دارت أوراقه في رصد المتغيرات وإجراء الدراسات والأبحاث لكل ما يرتبط بصناعة النشر والإعلان والطباعة في العالم وسبل تطويرها بشكل عام، وواقع النشر الصحفي في منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص، وقد قامت وان افرا بتنظيم العديد من المؤتمرات في مختلف العواصم العالمية كان آخرها العام الماضي بباريس إضافة لعدة مؤتمرات عن مستجدات التطوير في اليابان والصين وبعض دول شرق آسيا وفي أمريكا وكندا وعدة دول أوربية والبرازيل، وهي المرة الأولى التي نظمت مؤتمرها في الشرق الأوسط بدبي بدافع تسليط الضوء على دور الصحافة العربية والشرق أوسطية لما لها من دور متعاظم في قيادة القرار السياسي والاقتصادي العالمي. النقاط المطروحة في المؤتمر شمل المؤتمر تقديم العديد من أوراق العمل والمحاور التي شارك فيها (19) رئيس مجلس إدارة ومجموعة ومدير تنفيذي من مختلف دول العالم العاملين في قطاع الإعلام المرئي والمطبوع والنشر والطباعة والإعلانات والتسويق وتقنيات التكنولوجيا والإنترنت المستخدمة فيها، حيث قدمت إحصاءات وتحليلات ونماذج لتأثير الأزمة العالمية في صناعة النشر وما نتج عنها من والتي دارت مواضيعها ونتائجها في النقاط التالية: ضرورات عاجلة لإحداث تخفيضات كبيرة وقاسية في التكاليف، صعوبة تحديد اتجاهات الصناعة حالياً ومستقبلاً وخاصة في المحتوى المطلوب نشره والأولوية فيما يتم تخصيصه للنشر في الصحف وفي الوسائل الجديدة المتفاعلة الناتجة من التطور الهائل في وسائل الإعلام الحديثة من تطور التقنية في التلفزيون والأخبار على الهاتف النقال كرسائل مكتوبة ووسائط مرئية وعبر الإنترنت والمواقع الإلكترونية. دراسات لحالات الإفلاس لبعض الصحف الكبرى ومنها لوس أنجلس تايمز مع إيضاح رئيسها التنفيذي للأسباب والأخطاء التي أدت إلى ذلك. دراسات وتحليلات لنماذج في فنلندا وأوربا لم تتأثر بالأزمة العالمية وأسباب نجاحها في الحفاظ على سبل تمويلها واستمرارها ونجاح خطط تنويع مصادر دخلها.. وذلك من خلال: التحليل الدقيق لأسباب فقد الصحف لمكانتها في الأخبار والتسوق مع التقييم الدوري لذلك وإحداث تغييرات هيكلية في مفاهيم وأسلوب وموقع أداء العمل تتوافق ومتطلبات التغير السريع المقابل في التكنولوجيا المستخدمة للتعاطي معها. تغيير استراتيجية الأولويات في المحتوى التحريري إلى ما يريده العميل من متطلبات خدمية ونشرها وتسهيل سبل وصوله وحصوله لمعلوماتها عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة (أي استخدام الوسائل الحديثة لدعم تقبل القارئ للصحيفة ومحتواها وربط المنشور فيها تفاعليّاً بالمتغيرات المستجدة إخباريّاً ومصدر للبحث في الخدمات التي يحتاجها القارئ في اليوم التالي وبما يجعلها الوجه الآخر للخدمات المقدمة من e-bay وgoogle. توفير فريق عمل يعمل بالصحيفة يساعد القارئ في البحث عن طلباته في مواقع e-bay وgoogle وتقديم النتائج له بالنشر أو عبر الخدمات المتفاعلة لموقع الصحيفة مجاناً وأخرى مدفوعة. الاستثمار في التقنية وسبل إعادة الاتصال مع القارئ عن طريق موقعها الإلكتروني عبر البريد الإلكتروني وبرسائل نصية والوسائط المرئية. تغيير طريقة التفكير شدد جميع المتحدثين وأوراق العمل على ضرورة إعادة تنظيم طريقة التفكير في طريقة أداء العمل إلى الأسلوب المتفاعل بإعادة تنظيم موقع أداء العمل بين الرئيس (رئيس التحرير) والقيادة التنفيذية من مديري التحرير والموظفين مع استحداث نظم وترتيبات جديدة لعلاقات العمل المباشر وخاصة في غرفة الأخبار بإعادة تحديد الأشخاص المفترض تواجدهم فيها وتوزيعهم وكيفية علاقتهم مع باقي الموظفين.. وفي ذلك عرضت نتائج تجارب ونماذج ناجحة تتخلص أهم نقاطها في الآتي: مشاركة مباشرة دون حواجز إدارية. أن تكون غرفة الأخبار في منتصف موقع العمل في شكل دائرة مفتوحة بداخلها الرئيس وفي أطرافها مديرو التحرير لكل قطاع ونشاط لأقسام الصحيفة الورقية وللموقع الإلكتروني لها ولمسؤول الرسائل المتفاعلة وللإذاعة والتلفزيون. إلغاء الحواجز المكتبية (البارتيشنات) بين الموظفين مع وضع شاشات كبيرة للأخبار المبثوثة على التلفزيون لمواكبة الأحداث. تطبيق التكنولوجيا الحديثة وضع آليات تحقق التأكيد الدائم والمتجدد على ضرورة فهم الموظفين لموقع الصحيفة في السوق وأن الصحيفة الحديثة تحتاج إلى التغيير الدائم في تطبيق التكنولوجيا الجديدة والتكتيك الجديد واستحداث قصة جديدة لإعلام متعدد الوسائل، والاستثمار الصحيح لمواردنا وعقد اجتماعات شهرية لمراجعة المعايير المحققة لتلك الأهداف. شبكة من المتعاونين تكوين شبكة من المتعاونين بجانب المراسلين لتوفير الأخبار وتغطية سريعة للأحداث المحلية بوسائل الاتصالات الحديثة ومن ثم التعامل معها بتصنيف أولويتها للنشر في الإصدار المقروء كصحف أو عبر التحديث الفوري للموقع الإلكتروني أو بإعادة الإرسال بالخدمات التفاعلية المختلفة عبر الهاتف ومن ثم التغطية بالتحليل عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة وبالمعلومات في النشر باليوم التالي للحدث. الاهتمام بالجانب التسويقي تسويق الصحيفة والخدمات المرتبطة بها كمجموعة للمعلنين ولوكالات وشركات الإعلان لاستقطاب حصة من ميزانيات الإعلانات للمنتجات والشركات المعلنة. الاستثمار في التكنولوجيا وفي التدريب لرفع قدرات التعامل معها. الوصول إلى الصحفي المحقق المتعامل مع التكنولوجيا ومع شبكة الاتصالات. البعد عن النقاط الأربعة القاتلة للعمل الصحفي والمتمثلة في: الفكرة السيئة لدى العاملين. الخروج من فكرة مشاكل الماضي (هل نستثمر مواردنا بشكل صحيح). البعد عن أيدلوجية العمل القائمة لدينا ولدى الغير المقاومة للتغيير. تحالفات صحفية تكوين تحالفات وفتح سبل تعاون العمل المشترك مع الصحف الأخرى في الخدمات لخفض التكاليف ولاقتناص فرص المشاركة في تنويع مصادر الدخل.. مع عدم المساس بالكينونة والهوية لإفشال مخططات التدمير والاستحواذ. الحرص على دراسات مشتركة باتفاقيات مباشرة بين الناشرين وكبار المعلنين والوكالات الإعلانية لرصد وتحديد طلبات واتجاهات واحتياجات القراء والتعاطي معها في إحداث التغيير لتطوير المحتوى ولمفاهيم وآليات المتابعة الميدانية والكور بزنس للصحيفة المتوافق والمعايير المتجددة لتخطيط الحملات الإعلانية من الشركات والوكالات الإعلانية الكبرى. الوصول إلى الصحف المحقق المتعامل مع التكنولوجيا مع شبكة الاتصالات. محاور متعددة كما طرح في المؤتمر الكثير من المعلومات الإحصائية والتفاصيل في المناقشات وفي الإجابة للاستفسارات عن عناصر صناعة النشر في الشرق الأوسط وخاصة التفاعل مقارنة بالاتجاه في الدول المتقدمة، بالإضافة لعروض عملية من الشركات المقدمة للخدمات الإلكترونية وبرامج النشر والخدمات التفاعلية بما يخدم المنتج الصحفي البارز. مشاركة البلاد واليوم يعتبر المؤتمر مناسبة مهمة في الشأن الصحفي العربي والخليجي بشكل خاص ولذلك فقد شاركت صحيفة البلاد واليوم في حيثيات المؤتمر ممثلة في مديريها العامين الاستاذ عبدالحفيظ قاري والاستاذ صالح بن علي الحميدان، كما تولت البلاد شرف الرعاية الاعلامية للمؤتمر، الى جانب المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وصحيفة البيان الإماراتية ومدينة الإعلام والإنترنت بدبي، أيضًا شاركت المؤسسات الصحفية السعودية والخليجية بممثلين عنها في المؤتمر لأهميته في الشأن الصحفي السعودي والخليجي والعربي بشكل عام. الجدير بالذكر أن اختيار دبي كمقر لانعقاد مؤتمر وان إفرا كان نتيجة للجهود الحثيثة التي بذلها مدير عام مؤسسة اليوم للطباعة والنشر بعد نيل العضوية في مجلس ادارة منظمة وان إفرا العالمية.