يمضي الشّاعر السّعودي علي الدرورة في مجموعته الشّعرية الجديّدة "غيمة خضراء لا تشبهني" لاقتفاء ذاته وتمكينها بلغة وجدانية ونطقها البوحي، مواضيعه ذات اللمحة الإنسانية كموشحات بشرية، محاكيا فيها دلالة المناخ والطبيعة الشعرية للمكان، باحثا عما يقله - خياليا- في فضاءات ذات أجنحة واضحة الرؤى والخيال، إذ تقوم مجموعته على الصعود والهبوط بين شدٍّ وتنافر مع المكونات البيئية اللصيقة بالنص، لدرجة بأنه يؤنسن ديكوره المكاني شعريا، بدلالة الغيم"حامل المجموعة" والبحر"كناتج للغيم" واليابسة" كمتلقي" ليصعد النص مع اللغة يقول: وتر للحب، وتر للشوق/وتر للبحر، وتر للرمل/ وآخر للرماد، أن يعزف نغم أبكم/ فيصدح على الأماليد اليابسة/ هذا المساء /لم يغني أحداً/ لا الماء ولا البحر/لا الطيور، ولا الشجر/ كل المغنين نسوا حناجرهم/ على شرفات البحر/ كلما أردنا الغناء/ صاحت التهاني:مهلكم!!/ ليس ثمة أحد يسمعكم/ البحر أخذ ماءه ولى/ والجنيات الشريفات فقأن عيون بعضهن/ ثم بدأن في الرقص/ الآن يبدأ النغم الأبكم. والبوصلة التي تقود القارئ في المجموعة لا تظهر تماما، لكنها تلمح له دون تصريح بالمجاهرة القصديّة، ليبقيه في التمعّن والتدّبر في المورود الدلالي، ينحى مختلفا "- قليلا- عن مجايليه الخليجين، بتوظيف ثقافته السّّياحية وتراثياته لصالح النّص أولا وأخيرا. وهو إذ يشدُّ رحاله النشريّة لدمشق الكتابة وعن دار كيوان للنشر والتوزيع ليصدر فيها ديوانه الجديد " غيمة خضراء لا تشبهني" بعد إصداره لثمانية عشر كتابا منوعا "شعر أبحاث وتراث" وموزعا إصداراته بين عدة دول عربية"السعودية قطر الكويت المغرب وغيرها" وترجمات مختلفة "فرنسية وانكليزية وغيرها". جاء الديوان في طبعته الأولى ديسمبر 2009م في 68 صفحة، وضم بين دفتيه مجموعة من القصائد الوجدانية والتي عالج فيها قضايا إنسانية عديدة، ويعد هذا الديوان هو الإصدار التاسع عشر للباحث والشاعر علي الدرورة، الجدير ذكره أن الديوان سوف يعرض في معرض الكتاب بالرياض والمزمع افتتاحه في الفترة القادمة.