أن تخلق المرأة من ضلع الرجل فهذا أمر يؤكد مدى الارتباط اللذي منحه الخالق للكائن الوحيد الناطق والمفكر . وميزة التفكير التي ترافق عناصر خلق الانسان الأخرى هي تكريم له لتعينه على بناء الأرض وهي المهمة التي ألقيت على كاهله كي يتمها حسب ما قدر له أو خطط له .. والتفكير بهذا الارتباط يجعل المرأة أو يصورها كجزء من الكل فهي تكون اما الجزء الذي يمنح الكل كماله وتمامه واما هي الجزء المنفصل الذي يتبادل مع الكل جميع المهام لبناء الأرض وفي كلتا الحالتين تبقى المرأة رفيقا ملتصقا يتقاسم مع الرجل الوظائف الإنسانية التي تجعله قائما على توظيف الأدوات المتاحة له في الأرض لإعمارها . هذه الحقيقة التي يتم استنتاجها من كون المرأة خلقت من ضلع الرجل قد غابت بالكامل عن العنصر الذكوري عبر العصور لربما لكون أن المرأة خلقت كجزء من الكل قد أعطى تصورا بأنها الجزء الأضعف كونها لم تخلق منذ البدء كمخلوق منفصل ... وانما كان الايحاء بأنها مخلوق منتم فهي بالتالي عنصر ضعيف لن يكتب له البقاء دون انتمائه للكل فان غاب الكل ينتهي هذا الجزء كنتيجة منطقية ... الى أي مدى تكون تلك التصورات صحيحة ... ؟ يقول الله تعالى في كتابه الكريم : "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً " (سورة النساء ، الآية : 1) و المقصود من النفس في هذه الآية الكريمة هي جوهرة و ذات و أساس ، و الحقيقة العينية للشيء وبناء على هذا فان مفاد الآية المذكورة هو أن جميع الناس من اي صنف ، سواء امرأة أو رجل خلقوا من ذات و جوهرة واحدة.. وهنا لابد من الاعتراف أولا بأن المرأة كمخلوق هي كائن متكامل مثلها مثل الرجل ومكامن الضعف والقوة تتساوى بينهما وأما هذا الارتباط وان حمل معنى الانتماء فهو لا يعني الا أن الهدف من وراءه هو فرض مبدأ المشاركة ... فهما طرفان يتشاركان في التفكير والبناء ولن تستوي الحياة بعنصر دون الآخر. هو مبدأ إلهي لا بد وان يتم تناوله كما هو بمعناه المجرد دون أن يقبل جدلا أوتحليلا ... فان تم تطبيقه بمعناه الشامل وبطريقة سليمة فسيتم من خلال هذا التطبيق تحقيق عدالة للطرفين ... ولن يكون هناك غالب ومغلوب ولن تتدخل حينها جمعيات حقوق الانسان لمنح المرأة حقوقا مسلوبة منها ... كل ما هو مطلوب هنا هو قليل من التفكير والتدبر في آيات الله . • شاعرة وإعلامية سعودية • [email protected]