صدر حديثا كتاب «النقد النفسي» للدكتور عبد النبي ذاكر في 592 صفحة من القطع الكبير، ويضم بين دفتيه فعاليات الملتقى الدولي الثالث حول الخطاب النقدي العربي المعاصر الذي سبق ان عقد في معهد الآداب واللغات التابع للمركز الجامعي خنشلة بالجزائر وقد أسهم في هذا العمل باحثون من المغرب وسوريا والسعودية ومختلف الجامعات الجزائرية. تصدَّر الكتاب مقال: «لماذا النقد النفسي؟» ليوسف الأطرش، بعده مقال: «استراتيجيات النقد الأدبي العربي: من التحليل النفسي إلى النقد النفسي» لعمر عيلان. وقد أغنت مختلف تخصصات المشاركين من الجامعات الجزائرية معالجات قضايا النقد النفسي وتطبيقاته المختلفة، واجتهاداته المتباينة، كما تشير إلى ذلك عناوين المقاربات: «النقد النفسي والقراءة المفارقة»لمصطفى درواش. «التعبير اللغوي بين اللسانيات وعلم النفس» لزهيرة قروي. «النقد النفسي ومسألة القراءة والتلقي»،لبشير كحيل، النقد الموضوعاتي والنقد النفسي: حدود التفسير، دينامية التأويل لمحمد خيط، مساءلة الذات والآخر من منظور النقد النفسي لليلى جباري، بنية المثل الشعبي القسنطيني: مقاربة بسيكو – لسانية لوردة مسيلي، وطن الشاعر شاعر الوطن، لمحمد الصالح خرفي، الخطاب المسرحي عند فلاق لطامر أنوال، التحليل النفسي والتراث الشعبي لسمية فالق، قراءة في تيارات التلقي العربي للنقد النفساني لرشيد العامري، نظرة وآراء في النقد النفسي لأحمد دحماني، النقد النفسي وإشكاليات التأويل لبدرة فرخي، وغيرها من الأبحاث. ويمكن القول إن هذا المجلد الضخم قارب مختلف مدارس التحليل النفسي، ورصد آخر مستجداته، وأعمل مبضع التشريح في مختلف الأجناس الأدبية كالقصة القصيرة والشعر والمسرح والرواية والحكاية الشعبية والمثل الشعبي واللوحة الفنية والقصة الدينية. كما قدم مراجعة للسائد في النقد الأدبي النفسي في الوطن العربي، وناقش العطاءات الغربية في هذا المجال بدءاً بتحليل «لاوعي المؤلّ.ف» أو «لاوعي الشخصية» مع فرويد وأتباعه، مرورا ب»لاوعي النص»مع جان بيلمان نويل، وانتهاءً ب»لاوعي القارئ» مع بّيير بايار.