صدرت الطّبعة الثانية من قصة "زرياب: معلم النّاس والمروءة" للأطفال للأديبة الأردنية د.سناء الشعلان ضمن مشروع " مكتبة الأسرة الأردنية" في دورته الثالثة للعام 2009 الذي عُقد هذا العام تحت شعار"مكتبة في كلّ بيت".وقد أُشهرت الطبعة الجديدة من القصة ضمن فعاليات موسم المهرجان السنوي للمشروع الذي أُطلق مؤخراً في العاصمة الأردنية عمان برعاية كريمة من صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظّمة،وبمبادرة من وزارة الثقافة الأردنيّة. ويُشار إلى أنّ قصة "زرياب" للأطفال قد ُطبعت في نسخة منقحة جديدة لتكون واحدة من مائة عنوان عالمي وعربي قامت وزارة الثقافة بانتقائها بعناية من مجمل التراث الإنساني،لتطبعها بمجمل نصف مليون كتاب،بواقع خمسة آلاف نسخة من كلّ كتاب مطبوع ضمن المشروع،لتوّزع بأسعار زهيدة ورمزية في متناول المواطن الأردني في كلّ أنحاء المملكة الأردنيّة الهاشميّة. ويّذكر إنّ الطبعة الأولى من "زرياب" كانت قد صدرت في العام 2007 عن نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي القطري ضمن سلسلة مشروع " الذين أضاءوا الدّرب" للأطفال. وكانت قد حصلت أيضاً على عدّة جوائز،منها: جائزة شرحبيل بن حسنة للعام 2008 للإبداع،وجائزة دار ناجي نعمان للثقافة عن السيرة الغيرية للعام 2006. وهي القصة الثانية في سلسلة " الذين أضاءوا الدّرب"، وهي تروي حكاية موسيقي كان له السبق في تطوير الموسيقى العربية ، وفي تطوير الكثير من الآلات الموسيقية الشرقية ، وهو فنان عبقري بزّ علماء عصره في الموسيقى ، وعكف نفسه عليها طوال عمره ، فخلّدته. هو زرياب الذي تتلمذ على يدي أستاذه الموسيقي الشهير إسحاق الموصلي في عهد الخليفة هارون الرشيد ، ثم هاجر مرغمًا عنه إلى بغداد التي أحبّها مع زوجته وبنيه إلى المغرب العربي ، ثم إلى الأندلس حيث الخليفة العربي المسلم عبد الرحمن الثاني الذي لقي عنده كلّ تقدير وحفاوة وإكرام ، وتفرّغ حينئذ لفنه الموسيقي ، فأبدع وفتح معهدًا موسيقيًا وملأ الدنيا ألحانًا عذبة ، وأنفق الكثير من الوقت لتعليم النّاس فنون الموضة والرفاهية والآداب واللطف والرقة والذوق وآداب وفنون الملبس والمأكل والمشرب حتى لقّبه النّاس ب ( معلم الناس والمروءة ). لقد حوّلت الموسيقى والبراعة فيها والإخلاص لها زرياب من مولى فقير معدم لا حول له ولا قوة طريد في الأرض إلى سلطان الموسيقى والألحان. وقد أكّدت الشّعلان على فخرها بهذه الشراكة مع وزارة الثقافة الأردنية في هذا المشروع الذي وصفته بالريادي والجبّار والمبادر في جعل الثقافة منتجاً رائجاً بين يدي المواطنين الأردنيين وبأسعار زهيدة في متناول كلّ شرائح الشّعب الأردني وفئاته،وكرّرت شكرها لجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظّمة التي أتاحت لها ولغيرها من المبدعين الأردنيين أن يصلوا إلى كلّ بيت أردني عبر هذا المشروع العملاق والمبارك.