استضافت لجنة الحوار في أدبي حائل مؤخرا الكاتب الأستاذ عبدالله تركي البكر، ضمن سلسلة كتاب من حائل في القاعة الثقافية ليتحدث عن تجربته ومسيرته الثقافية وأدرا الحوار عضو مجلس إدارة النادي الأستاذ علي العريفي. وأوضح الأستاذ الكاتب عبد الله تركي البكر في بداية الأمسية أنه كره قواعد اللغة العربية بشكل كبير في بدايات تعليمه الأولى ثم أحببها حتى تمكن من أعراب القران الكريم كاملا، واستخراج الصور البلاغية الموجودة فيه، وأبان: انه درس في مدرسة ابتدائية في العاصمة الرياض لم يكن معلميها على مستوى من التربية والأدب والأخلاق وعندما وصل للصف الخامس الابتدائي خرج منها هو وزميله محمد بن عبد السلام والذي درست معه على يدي الشيخ محمد بن إبراهيم وكان لديه مجموعة كبيرة من الطلاب العميان وكانوا فقراء وقال البكر: كان يطلق عليهم في ذلك الوقت "الأخوان" واعدت لهم غرف خاصة للسكن وبعد فترة أشار علي زميلي محمد بن عبدالسلام أن نواصل دراستنا في مدرسة أخرى وتعثرت في مواد اللغة العربية. وكرهت المدرسة ورغبت بتركها ألا أن وقوف زميلي محمد بن عبد السلام معي ومساندته لي فقد قام بإعطائي دروس مكثفة في القواعد إلى أن تحسنت كثيرا واقترح علي أن نقوم بالدراسة في المعهد العلمي والذي كان نقطة تحول حقيقية في الدراسة لتفوقي على أقراني وأتذكر في هذه المرحلة أن زملائي بداو بالغيرة مني وقال لي احدهم"علمناك الطرارة وسبقتنا على البيبان" في أشارة إلى أنهم أعطوني جرعات كبيرة في اللغة العربية مما كان له الأثر الكبير في تفوقي. وأشار البكر إلى انه تم انتقاده بشكل مباشر في تعدده بالزيجات. وقال البكر"عشت يتيم الأبوين منذ الطفولة وقام شقيقي الأكبر بتربيتي وعندما أراد أن يزوج ابنيه أتاني وقال أنت تعرف الناس وأحاديثهم واقل شيء يمكن أن يقال قام بتزويج ولديه وترك شقيقه لأنه يتيم وكنت لأعير ذلك اهتماما لرغبتي بمواصلة دراستي والتفرغ لها واضطرارا تزوجت وأنا بأول كلية وتخرجت وتعينت معلما في حائل. وأضاف البكر: في تلك المرحلة عكفت على مطالعة اللغة العربية والبلاغة والغزل الشعري وحفظت أبياتا في الغزل الشعري كانت كفيلة بان ابحث عن صفات الفتاة الموجودة في تلك القصيدة وتزوجت مرارا وهو السبب الرئيسي في تعدد الزيجات ألا انه استدرك قائلا "هو طيش الشباب وجنونه". وفي بداية المداخلات تسال رئيس لجنة الحوار في النادي الأدبي الأستاذ سالم الثنيان عن مصادر البكر الثقافية وكيف يرى المشهد الثقافي وأجاب البكر قائلا "أن مبدئه الثقافي قد لا يعجب الكثيرين ألا انه عاهد نفسه على قول الحقيقة على نفسه وعلى الآخرين وأشار إلى انه سار في منعطفات خطيرة ودهاليز مظلمة وأضاف" كان يدرس معي شخص اسمه محمد التويجري وكان لديه مكتبة في الصفاة في الرياض ولديه كتب ضخمة وكنت أتي إليه في المكتبة واشتري بالآجل حتى يتم صرف المكافأة التي تصرف بالجنيهات وفي يوم من الأيام قال لي"لدي ما تبحث عنه" وكان يقصد الكتب التي تهتم باللسانيات وكتب البلاغة. وقال ماجد الزقدي في مداخلته "كنت من الرواد الذين كلفوا بكتابة كلمة أهالي حائل في المناسبات وإلقاءها وكنت من أبرزهم فهل لنا بظروف كتابتك لكلمة الأهالي في زيارة الملك فيصل؟ ومتى ستطبع كتاب أعراب معاني القران الكريم؟ وأجاب البكر إن الكلمة قديمة ومن يقيمها الجمهور الذي تلقاها في تلك الفترة ألا أن الملاحظ في تلك الفترة أن كثير من الناس قام بتهنئة وشكر صالح الراشد اعتقادا منهم انه هو الذي كتبها وإلقاءها وقال لي الراشد ضاحكا"هذه الدنيا إذا أقبلت على شخص إعارته محاسن غيره وإذا أدبرت عنه منحته عيوب غيره". وأضاف البكر: الحقيقة أن البلاغة هي أسرار القران الكريم ولهذا حرصت كل الحرص على إتقان علوم البلاغة الثلاثة وتشجعت على استخراج كل الصور البلاغية من القران الكريم وشرحتها شرحا بلاغيا كاملا وختمت القران 100مرة لهذا الهدف وكل ما اعتقد إنني انتهيت من استخراج الصور البلاغية أتفاجأ بالمزيد وذلك عائد لعظمة بلاغة القران الكريم. وقال المهندس حسني محمد جبر "سبق وان وعدت في لقاء سابق انك ستطبع كتاب أعراب القران الكريم قريبا وحتى الآن لم تنجز ذلك ورد عليه البكر انه استخرج اصح الاعاريب وهناك كثير ممن أعرب القران الكريم ألا أنني زدت على ذلك باستخراج الصور البلاغية في القران الكريم ولديه عقبات كثيرة وتيارات جارفة وحدد البكر في رده على الشق الثاني من مداخلة حسني جبر أن من أهم أسباب بعد الشباب عن اللغة العربية هو وجود الكم الكبير من الفضائيات وغياب القارئ عن الكتاب والانترنت والمصالح الشخصية. وتساءلت غالية الخمسان عن توجه شخصية البكر الثقافية وأبان البكر أن شخصيته تشكلت من خلال مصطفى صادق الرافعي لدقة أساليبه وعمقها وقال: قمت بالاستحواذ على جميع كتبه ألا كتاب واحد وتعب بالبحث عنه ووجدته أخيرا في احد مكتبات القاهرة القديمة، وأكد أن كتب جبران خليل جبران أثرت بشخصيته لأسلوبه الساحر وقال أن أفضل صديق له الكتاب. واقترح الدكتور عبد الله البطي تشكيل فريق عمل يعمل مع البكر لانجاز أعرابه للقران الكريم ورد البكر أن الحقيقة دائما مرة فالمشهد الثقافي يسير ببطء متثاقل لأن الإبداع مكبل بشئ من الإحباط والتخاذل وقد تكون المعوقات كثيرة نحو انجاز أعراب القران الكريم وصيغه البلاغية وعليكم انتم كمثقفين حل تلك المعوقات. وتسال موسى الزريقي عن الرمز في الشعر الصوفي، وقال البكر: الجميع يعلم أننا في أمس الحاجة لثقافة مطلقة إذا ما أردنا الإبداع في الأدب والرمز في الشعر الصوفي مقيد ورواده قليلون جدا وتركت هذا النوع لأنه لا يجعل الإنسان على سجيته وطبيعته. وفي رده على مداخلته لأحمد السلامة حول حفظه للقران الكريم وتلاوته المجودة المتعددة قال: لم أحفظ القران الكريم وما استطعت حفظه هو خمسة أجزاء فقط وحول عدم تطرقه لشعر المديح والثناء أجاب إغراض الشعر كثيرة جدا لكن ما يهمني شعراء المعاني وفي شعر الهجاء والمديح والفخر لم أهتم إلا بالمتنبي والمعرى. وتسال عضو لجنة الحوار براك البلوي عن الكتب التي تأثر بها في مسيرته الثقافية وآخر الكتب التي قراها، فقال البكر:كتب مصطفى صادق الرافعي والعقد الفريد والجاحظ والزيات ومحمد خالد محمد ويوسف السباعي ونجيب محفوظ وآخر كتاب قام بقراءته هو للغزالي. وتطرق البكر في نهاية أمسيته الثقافية الحسن والقبح في الأدب متناولا بعض القصص.