تصدرت سيدتان وأربعة رجال تكهنات ساسة ومحللين حول هوية خليفة الرئيس برويز مشرف ورجح خبراء سياسيون باكستانيون في تصريحات أن يخرج الرئيس المقبل من أروقة حزب الشعب، الذي يقود الائتلاف، بعد أن أعلن خطته للمنصب الشاغر، وامتنعت بقية الأحزاب عن التعليق . وفي زخم التساؤلات والتوقعات دعا البعض إلى ألا يكون خليفة مشرف محسوبا على حزب أو تيار محدد؛ " حتى يكون ممثلا حقيقيا لكافة أطياف الشعب " . وقبيل وبعيد إعلان مشرف الاستقالة، أطلق قادة بحزب الشعب تصريحات في اتجاه فوزهم بالمنصب الشاغر . وقال آصف زرداري، نائب رئيس الحزب، الذي كانت تتزعمه زوجته الراحلة بينظير بوتو، إن الرئيس المقبل سيكون امرأة ممن هتفن باسم " بينظير بوتو " ، ثم أعقبه نجله بيلاوال، رئيس الحزب، بالقول إن الرئيس المقبل يجب أن يكون من أعضاء الحزب . تصريح زرداري فسره قيادي بالحزب، اشترط عدم ذكر اسمه، ل " إسلام أون لاين .نت " ، بأنه " إذا كان آصف زرداري جادا فيما قال فإن فاهميدا ميرزا، رئيسة مجلس النواب، ربما تكون هي المعنية " . وميرزا " 52 عاما " الطبيبة وسيدة الأعمال، هي أول امرأة في تاريخ باكستان تتولى منصب رئيس مجلس النواب، الذي وصلت إليه في مارس الماضي بدعم من حزب الشعب المنضوية تحت لوائه، وفي حال فوزها بالمنصب الرئاسي الشاغر ستكون أول رئيسة للبلد ذي الغالبية المسلمة . نفس المواصفات السابقة ..امرأة من حزب الشعب ..تنطبق أيضا على فريال تالبور، شقيقة آصف زرداري، بحسب ما أشار إليه القيادي بالحزب . وبعيدا عن العنصر النسائي، توقع آخرون أن يكون أفتاب شعبان ميراني، وزير الدفاع السابق المقرب من الراحل بينظير بوتو، من ضمن المرشحين الأقوياء . وزاد الحديث حول الرئيس المقبل مع اضطرار مشرف إلى تقديم استقالته؛ تحت وطأة ضغوط الائتلاف الحاكم المعارض له، والذي أحكم الطوق حوله بالإصرار على مسائلته برلمانيا ما لم يستقيل . وتسلم محمديان سومرو، رئيس مجلس الشيوخ ( الغرفة العليا في البرلمان ) ، مهام المنصب الشاغر مؤقتا بالوكالة لحين انتخاب رئيس جديد يفترض أن يتم في غضون 30 يوما من الاستقالة، بحسب نص الدستور . الصلاحيات أهم وبرغم أن حزب الرابطة الإسلامية / جناح نواز شريف، المشارك في الائتلاف الحكومي، لم يبادر كرفيقه في الحكم حزب الشعب لإعلان خطته للمنصب الرئاسي الشاغر، فإن تكهنات تدور حول على شاه، القيادي البارز في الحزب، بعد عودته قبل يومين لباكستان، منهيا سبع سنوات من المنفى الاختياري في لندن . ويستبعد أنصار عباسي، المحلل السياسي الباكستاني، نشوب نزاع بين أحزاب الائتلاف الحاكم حول الحزب الذي سيقدم خلفية مشرف؛ " لأنه مجرد منصب شرفي يرمز للدولة ..لن يضايق شريف أن يصر زرداري على أن يكون الرئيس المقبل من حزب الشعب " . فالأمر الأهم بالنسبة للائتلاف الحاكم، كما يرى عباسي، هو " إبطال المادة / 2 / 58 ب من الدستور التي تعطي رئيس الدولة حق حل الحكومة والبرلمان وعزل القضاة، وهو ما يخالف النظام البرلماني الذي كان سائدا قبل عهد مشرف، والذي كان من سماته أن منصب الرئيس شرفي " . ويرى عباسي أن الرئيس المقبل يجب أن يكون من أقاليم أصغر شأنا في قوتها السياسية من إقليمي البنجاب والسند . وبرر وجهة نظره بأن " رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ينتمي إلى إقليم البنجاب ( أكبر وأغنى أقاليم باكستان ) ، ورئيسة مجلس النواب، فاهميدا ميرزا، من إقليم السند؛ ولذا يجب أن يكون الرئيس المقبل من إقليم بلوشستان أو إقليم شمال غربي باكستان ( منطقة القبائل الحدودية مع أفغانستان ) . واعتبر عباسي أن اختيار الرئيس من بلوشستان أو إقليم شمال غرب " سيضمد بعض جراح سكانهما التي سببتها هجمات القوات الحكومية وهجمات الفصائل المسلحة في عهد مشرف " .وعلى هذا، يرى المحلل السياسي الباكستاني أن سردار عطا الله مينجال، الزعيم القبلي في بلوشستان وأحد ضحايا نظام مشرف، أو آصفانديار والي، الزعيم القبلي من إقليمالحدود الشماليةالغربية، ورئيس حزب عوامي اليساري، مرشحين محتملين لخلافة مشرف . وعلى عكس الاختيارات الحزبية أو المناطقية، فإن المحلل باكستاني، شافقات محمود، يدعو إلى ألا يكون الرئيس المقبل تابعا لأي حزب سياسي؛ " حتى يكون محايدا ونقيا بما يليق بكونه ممثلا لكافة أطياف الشعب " . ويستدل محمود على فشل تجربة اختيار رئيس من حزب بعينه بتجربة الرئيس الأسبق فاروق أحمد ليجاري، الذي فاز بالمنصب بترشيح من حكومة حزب الشعب في عام 1993، حيث كان هدفا لانتقادات المعارضة طيلة ولايته التي دامت أربع سنوات .