فاجعة جدة أثارت الكثير من التساؤلات حول البناء في بطون الأودية ومجاري السيول، وحفلت الصحف بآراء العديد من المختصين ورجال الفكر والأدب والصحافة والاعلام واتسعت الدائرة لتطال مدناً أخرى حتى لا تتكرر مأساة جدة لا سمح الله في أي بقعة من بقاع مملكتنا الحبيبة. وفي المدينةالمنورة تفاعل مسؤولون ورجال أعمال ومواطنون مع ما أوردته هذه الصحيفة من حقائق حول الأودية ومجاري السيول في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم والزحف السكاني الذي وصل إلى هذه المناطق الخطرة ونبهت إلى ضرورة الالتفات إلى هذه الناحية والاعتبار مما جرى في مدينة جدة. وقد تلقى مكتب "البلاد" في طيبة الطيبة سيلاً من المكالمات كلها تريد الاطمئنان على أن الوضع تحت السيطرة من خلال كشف المزيد من المعلومات عن هذه الأحياء التي قد تتعرض للسيول في ظل التقلبات المناخية الحادة التي تسود العالم. وانطلاقاً من مسؤوليتنا التقينا بعدد من المسؤولين والعارفين حتى يطمئن الجميع. يقول العقيد علي عطا الله العتيبي مدير الدفاع المدني بالمدينةالمنورة: أولاً الشكر للأستاذ علي محمد حسون على هذه الرسالة التحذيرية التي جعلتنا فعلاً نتساءل ونلتفت لنرى ما حولنا من مناطق أصبحت أحياء سكنية ولكن هل هي محمية من السيول وهل فيها "مجاري" لتصريف المياه؟!! وإذا كانت الأمطار الغزيرة لم تسقط على المدينةالمنورة منذ سنوات فبالإمكان وبقدرة الله سبحانه وتعالى حدوث ذلك. خبراء البيئة الآن يتحدثون عن التغيرات المناخية في العالم وامكانية حدوث أمطار وأعاصير غير طبيعية لذلك فإن هذا الاحتمال قائم وممكن حدوثه في أي يوم ويجب علينا كأجهزة حكومية ذات علاقة أن نعقد الاجتماعات ونتدارس وضع المدينةالمنورة لحمايتها من السيول خصوصا الجارفة وعلى الجميع تحمل المسؤولية من الآن والتحرك قبل أن يقع الفأس في الرأس وتتكرر فاجعة جدة وربما أكبر لا سمح الله. وكل هذه الاحتمالات واردة مع مراعاة أوضاع بعض الاحياء وافتقادها لخدمات تصريف المياه والسيول وكلمة الأستاذ علي حسون يجب التعامل معها بمعنى الكلمة. المهندس صالح الأحمدي يقول: على أمانة المدينةالمنورة أن تجيب فوراً وبوضوح على كلمة رئيس تحرير جريدة البلاد الاستاذ علي حسون وهذه الكلمة مهمة وطرحت سؤالاً كبيراً جدا وجعلت الخوف يتسلل إلى نفوسنا ولن نهدأ الا اذا اصدرت الأمانة توضيحاً عما هو موجود من خدمات وتصريف للسيول. نحن نعلم أن هناك بعض المشاريع التي نفذت وستنفذ في المدينةالمنورة لتغيير مسار السيول ولكن لا نعرف كفاءتها أو اتجاهاتها وهل جميع الاحياء تشملها هذه الخدمة؟ وقد أوضح الاستاذ علي أن سيل الرانونا يندفع بقوة وان مجراه الآن توجد فيه عمائر وفلل فكيف سيكون حال السكان اذا هطلت أمطار غزيرة وصاحبتها سيول هادرة نعم نشاهد بين فترة واخرى سيل عروة حيث يكون خفيفاً ولكن اذا جاء قويا لم نشاهد بعد ماذا اعدت الامانة لذلك، سؤال يطرح نفسه ليس بقوة فقط ولكن ينتظر الاجابة السريعة من أمانة المدينةالمنورة بهذه الاودية المحيطة بالمدينةالمنورة والتي كانت سيولها تخترق اغلب الاحياء الآن ماذا اعددتم لها من حماية؟ نأمل ان يكون هناك تجاوب صريح وواضح يرضي الجميع ويدخل الطمأنينة في نفوسهم ويجب ألاَّ يمر هذا التحذير مرور الكرام لنعض على اصابع الندم حيث تقع الكارثة لا سمح الله. المهندس نبيل احمد ازمرلي مدير فرع المياه بمنطقة المدينةالمنورة قال ان المديرية ليست مسؤولة عن تصريف المياه لا من قريب ولا من بعيد وان مسؤوليتها فقط في السدود وما حولها فقط اما تصريف السيول فهذا معروف انه من مسؤولية الامانة مسؤوليتنا نحن فقط الصرف الصحي الآدمي والمحافظة على السدود وصيانتها والتحكم في ذلك ولكن نسأل الله العلي القدير ان يحفظ هذه البلاد وسكانها من كل مكروه وارى انه يجب فعلا ان تكون هناك آلية واضحة ومحددة لحماية المدن من مخاطر السيول وفي اسرع وقت ممكن خصوصاً مع الظواهر غير الطبيعية ومنها كثافة الامطار. من المسؤول عن قيام أحياء في مجاري الأودية؟ الشيخ عبدالغني حسين عضو مجلس منطقة المدينةالمنورة سابقا ورجل الاعمال المعروف قال: بصراحة أعدت قراءة كلمة الاستاذ علي حسون اكثر من مرة .. وأنا واحد من اهالي المدينةالمنورة فعلا نتذكر هذه الاشياء التي جاءت في "المحبرة" وحين اطلعت عليها تساءلت في نفسي كيف سمح للناس بالسكن في هذه المجاري وما هي خطط امانة المدينةالمنورة في حماية السكان؟ نعم المدينةالمنورة تحيط بها الاودية وبعضها تخترقها من عدة جهات وبصراحة لا نرى من مشاريع تصريف السيول شيئا، وان وجدت فهي محدودة ولا تغطي المدينة بالكامل فهل نشاهد احياء تغرق وتجرفها السيول لو هطلت امطار غزيرة على المدينةالمنورة؟ نأمل الا يكون كذلك ولكن ما هو رد الامانة على هذه الكلمة وهذا التحذير والغيرة على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ويجب ان يؤخذ مأخذ الجد والحذر فيما اوضحته في مخاطر السيول على المدينةالمنورة. نأمل توضيح يشيع الطمأنينة في نفوسنا العميد المتقاعد يوسف حجر يقول ان الكرة الآن في ملعب امانة المدينةالمنورة بعد كلمة رئيس تحرير البلاد الذي اوضح في كلمات مختصرة سيول المدينةالمنورة وكيف كانت تخترقها ومجاري الاودية التي تحولت الى احياء ومساكن وهذه الكلمة سوف يعتبرها البعض حجة على الامانة وماذا لديها لحماية المواطنين. اننا فعلا نتساءل كما تساءل صاحب الكلمة: ما هي الحلول؟ ونأمل ان نحصل من امانة المدينةالمنورة على توضيح يدخل الطمأنينة في نفوسنا فكارثة جدة اصبحت ترعب جميع مدن المملكة، اين مشاريع تصريف السيول؟ اين حماية السكان؟ كيف يسمح لهم بالبناء في مجاري الاودية؟ كيف تعطي الامانة اصحاب المخططات تصاريح البناء وهي ترى انها غير صالحة للسكن؟ هناك رجال اعمال لا يهمهم سوى مصلحتهم الخاصة والامانة تشترط الآن انارة المخطط ورصفه وسفلتته قبل الفسح ولكن قبل هذا هل شاهدت وشاهد مهندسوها وضع المخطط من ناحية انحدار السيول؟ وهل هي في وادٍ او يشكل السكن خطرا على اهل الحي في حال هطول الامطار؟ وهل قامت الامانة بوضع عبارات ومجارٍ تغير اتجاه السيول حتى لا يداهم هذه الاحياء واهلها آمنون؟ كل هذه الاشياء هل هي غائبة عن الامانة او غير مهتمة بها؟ انه سؤال لابد من الاجابة السريعة والصريحة عنه من امانة المدينةالمنورة.