خرجت الاعلامية الشابة روزانا اليامي عن صمتها لا لتدافع عن نفسها من الاتهامات التي نسبت بحقها أو لكشف المستور في قضيتها بعد صدور العفو الملكي واسقاط حكم الجلد عنها، بل لتوقع وثيقة تخرج من حياتها المهنية في حق هؤلاء الذين لم ينصفوها ووقفوا بجوارها ولم يساندوها في محنتها.. ولتؤكد أنه في كل مرة يكون فيها خادم الحرمين هو صاحب المبادرة لاصدار العفو والرأفة والحنو على ابنائه وشعبه، وان صدور هذا العفو الملكي باسقاط حكم الجلد عنها ما هي إلا حسنة من حسناته الكثيرة حفظه الله . الاعلامية السعودية روزانا اليامي وهي تخص جريدة البلاد بهذا الحوار الخاص بعد صدور العفو عنها كشفت خلال لقائنا معها بأن شهادة المجاهر بالمعصية برأتها مما نسب اليها من تهم والتي كان سببها صحفي تعيس وفاقد الضمير ألصق هذه التهمة بها. واعترفت بأن قضيتها اعادت إليها النظر في حق الصحافة النسائية السعودية، وتمنت خلال رحلة حوارنا الطويل معها في ان تصبح أول رئيس تحرير لصحيفة سعودية يومية.. وغيرها من الاسئلة التي أجابت عليها روزانا اليامي في التحقيق التالي: . وضعت روزانا نفسها ضمن قائمة الصحفيين السعوديين في عمر السادسة عشر.. ما الذي جعلك تدخلين مجال الصحافة مبكرا؟ .. منذ صغري وانا عاشقة للقراءة حتى انني حفظت القرآن الكريم في سن التاسعة وبدأت بقراءة الكتب والروايات من سن العاشرة واتذكر جيدا انني في عامي العاشر قرأت احدى الروايات لعدو المرأة انيس منصور الذي اعترف بأنني متيمة بأحرفه حد الطيش والجنون وظللت الى اعوام قريبة أحاول تفسيرها لأنها كانت تعني لي الكثير من المعاني (الرجل حيوان يتزوج ليصبح انسانا.. ومن ثم يشتاق لحيوانيته) قرأت.. وكان حلمي ان أرى اسمي ذات يوم على غلاف رواية ولكنني كنت اتجه كل يوم اكثر الى الاعلام وابتعد عن الادب احببت الاعلام ولكنني وجدت نفسي اتوجه بلا ارادة الى مهنة المتاعب (الصحافة)، ولا اعلم السبب.. قد يكون السبب ان الانسان بفطرته يتجه الى ما يتعبه كي يعشقه. لبيع الوهم . في ظل التطور الاعلامي وكثرة الكتاب برز اسم روزانا كأصغر اعلامية.. حدثينا عن بداياتك الاعلامية؟ .. خطوات بدايتي كانت خجولة جدا، كنت حينها طفلة ترى الحياة لعبة والشهرة قوة والاعلام بوابة للحياة والشهرة، ولكن نظرتي اليوم اختلفت تماما. بدأت عملي الصحفي بحوار لأنني أرى ان الحوار هو بصمة الصحفي الخاصة به وكان مع الجراح دكتور وليد بخاري اول طبيب في العالم يستأصل ثلث المعدة بالمنظار وب 3 فتحات لا تتعدى السنتيمتر الواحد حينها دخلت معه غرفة العمليات وخضت معه التجربة اتذكر انها كانت امرأة بريطانية وكانت حالتها خطيرة جدا ومن اصعب الحالات التي مرت عليه وكان اول تحقيق صحفي قمت به هو ثقافة بيع الوهم في اعلامنا العربي. ما زلت اتذكر شغفي للوصول الى معلومة ومحاربتي من أجل تصريح مميز وخوفي من أعين القراء وهم يزورون مادتي الصحفية. . يقال ان روزانا تميزت عن من سبقوها في الاعلام، هل السبب طرحك الجريء فقط ام ان هناك سببا آخر؟ .. لا اعلم بماذا تميزت فلكل عين نظرة.. ولكنني اثق ان الجرأة والشجاعة في العمل الصحفي من الاساسيات فنحن قادة الرأي العام ولم يخلق قائد جبان ولكن الجرأة وحدها لا تكفي ولم تكن السبب الأوحد، فهاجسي الأول في كل عمل صحفي اقوم به هو المصداقية واحترام عقل القارئ الذي اختار كلماتي كي يهبها وقته وفكره لذا احرص على الاختيار الصحيح لنوعية المادة وطريقة تنفيذها بجانب اختيار الوقت المناسب لطرحها فالوقت هو عامل اساسي لنجاح اي شيء. . أيهما اقسى حكم المحكمة أم حكم المجتمع بالنسبة لك؟ .. المحكمة حكمت على كل اعلامية واعلامي سعودي بالجلد وليس عليّ، فكل جلدة كانت ستدمي جسدي هي خنجر في جسد اعلامنا ولكن المجتمع حكم عليّ بالاعدام. . روزانا اليامي اول صحفية خفية تقوم بمغامرات صحافية في وجود مجتمع يرفض عمل المرأة الميداني، حدثينا عن هذه التجربة؟ .. كانت البداية حين قرأت رواية صغيرة مترجمة اسمها الصحفية الخفية وكانت لصحفية امريكية قامت بالعديد من التحقيقات الاستقصائية والخفية وقررت ان تدون مذكراتها كنت مبهورة جدا بما قرأته وحاولت عدة مرات ان اقوم به الى ان رفض المجتمع العمل الصحفي الميداني بهذه الطريقة كان يقف امامي وعدم ثقة اصحاب القرار المطلقة بالصحافة النسائية كانت تمنعهم من الموافقة على تكليفي بتلك المهام. خادمة في المنزل وعند انتقالي من مؤسسة اعلامية الى مؤسسة اعلامية أخرى وفي اول اجتماع لي مع فريق التحرير كان قرار عمل السعوديات كخادمات في المنازل على طاولة النقاش وكان في ذلك الوقت يحدث جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض فصعدت الى مكتبي افكر كيف لي ان اعيش يوما برتبة خادمة كي استطيع ان اجسد ما تجاهله غيري ولم يلتفت له، وخلال تصفحي لإحدى الجرائد قرأت تصريحا لوزير الداخلية والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز يحث رؤساء التحرير على تدريب الصحفيين ميدانيا فكتبت فكرتي ودعمتها بتصريح الأمير نايف وبطريقة التنفيذ ووصيتي ان حدث لي مكروها وتعهدت انني سأتحمل المسؤولية كاملة، وتمت الموافقة على طلبي فقمت بعمل خطة عمل للتجهيز والتنفيذ وكانت اول مهمة قمت بها العمل في بيت عائلة سعودية كخادمة سعودية كان العمل شاقا ولكنني كنت مستمتعة به لأنني وجدت هناك فرقا كبيرا بين النفاق التي تخطه اقلامنا وبين القاذورات التي تمحيها مكانس هؤلاء الخادمات السعوديات، ولكن التحقيق الأقرب الى نفسي والذي استمتعت به هو تجسيدي لشخصية المتسولة السعودية الذي توقفت على ذمته 3 أيام. . الى أين يصل طموح روزانا اليامي؟ .. طموحي بلا أي حدود فأنا اتمنى ان اصل الى منصب لم يسبقني اليه أي امرأة سعودية، كما اتمنى ان اكون اول رئيسة تحرير صحفية سعودية يومية. صحافتنا . ارتبط اسمك كثيرا بالحلقة التي ظهر فيها الشاب المجاهر فما هو السبب؟ .. اعترف لك ان صحافتنا متربصة ولا تتحرى الصدق. هناك لبس في هذا الموضوع وسبب الصاقي بالحلقة هو صحفي تعيس فاجأني باستضافتي بحوار لم اقل به كلمة وكان من ضمن الحوار اعتراف مفبرك على لساني انني من قمت بتنسيق الحلقة والجدير بالذكر ان مازن عبدالجواد نفى تعامله مع أي فتاة في القناة بمكتب السعودية وذكر الاشخاص الذين اوصلوه بالبرنامج ولم أكن انا منهم فكان الصاقي بالحلقة المذكورة لمجرد الاثارة بجانب اللعب على اوتار القبلية بدليل انني الاعلامية الوحدية التي انفردوا بذكر اسمها ونشر صورها من بين 4 إعلاميين واعلاميات اتهموا ومثلوا امام القضاء ولا اعلم ما هي الاسباب؟! فحلقة المجاهر لا تعنيني وليس لي أي صلة بها من قريب أو بعيد، وقبل ان يسقطها عني القضاء سقطت الاقنعة قبل ان يتضح من منسق تلك الحلقة وبعد ان تقدمت لهم بكل الادلة التي برأتني منها. فرق شاسع . كنت تقولين انك تقومين بالمشاركة في تنسيق الحلقات فقط وليس الاعداد مع المحطة غير المرخصة بالعمل في المملكة، ما الفرق بين الاعداد والتنسيق في مجال الاعلام المرئي؟ .. هناك فرق كبير طبعا، الاعداد يكون لحلقة مكتملة والتنسيق يكون فقط التعاون مع بعض الشخصيات او الحالات المستهدفة لإحدى فقرات الحلقة. لا أشك فيها . انت صحافية ولك مشوارك الصحفي كيف رضت ان تتعاملي مع قناة لا يوجد لها تصريح؟ .. لم يسبق لصحفي ان رأى صورة من ترخيص المؤسسة الاعلامية الذي سيلحق للعمل بها واجزم انك لم تر اي تصريح للجريدة التي تعملين لها اثناء عملك بها لسبب بسيط جدا انه ليس من اختصاصنا ذلك ولان الجهة المختصة بذلك هي وزارة الاعلام الى جانب ان وجود كبار مسؤولي الدولة واهل الاختصاص بالاعلام وظهورهم على نفس القناة لم يضع الشك في نفسي. . ما هي الحلقات التي شاركت بها؟ .. خمس حلقات فقط العقم والطلاق وزواج المسيار واصلاح ذات البين وغسيل الأموات. ضحكوا عليّ . القنوات الفضائية لديها خطة عمل بالدورة الكاملة للبرنامج اكيد تم ارسالها لك حتى تتمكني من الاستعداد والتنسيق ومن يقرأ تلك الموضوعات يعرف مدى الاثارة التي يعتمد عليها البرنامج ألا ينتابك حتى مجرد الشك ان تلك الحلقات تسيء للوطن الذي تعيشين فيه؟ .. خطة عمل الدورة لم ترد فيها تلك الحلقة وكانت كلها مواضيع تعودنا على طرحها في جميع الفضائيات وليس بها اي شيء شاذ. . ما هو دورك في تلك الحلقة؟ .. لم يكن لي اي دور وهذه الحلقة لا تعنيني تماما وقد أسقط القضاء تلك التهمة عني ولله الحمد. . هل شاهدت الحلقة اثناء عرضها وما هو رد فعلك حين مشاهدتك لتلك الحلقة؟ .. لم اشاهد تلك الحلقة الا بعد اسبوعين من بثها ان يوم عرضها صادف يوم وفاة جدتي وكنت في مراسم العزاء ولم استطع استقبال اي اتصال. من العيار الثقيل . بعد سماعك الاعلان عن تورطك في هذه القضية ماذا كان رد فعلك ورد فعل المحيطين بك وخاصة اسرتك؟ .. كانت فاجعة ومن العيار الثقيل. . عند الصعاب والمحن تتكشف الحقائق من ساعدك في تلك المحنة؟ ومن كنت تتوقعين منه المساعدة فخذلك؟ .. سقطت الاقنعة عن الكثير من الوجوه التي جعلتني اعيد النظر في صحافتنا النسائية مع كل الاسف وفي المقابل تفاجأت بالكثيرين ممن دعموني وساندوني اخص بالذكر السيدة غادة عباس غزاوي والدكتور عبدالله بن محفوظ والشاعرة العنود العلي الخالدي والاستاذ تركي السديري رئيس هيئة الصحفيين. وزير الإعلام أكبر داعم . بصفتك صحافية ما هو موقف الاسرة الصحفية منك في تلك المحنة؟ وماذا عن الصحفيين الذين كتبوا اسمك كاملا وتناولوا سير القضية؟ .. دعمني والدي ووالد جميع الاعلاميين معالي الوزير عبدالعزيز خوجة ولقيت الدعم من الكثير من اخواني وزملائي الاعلاميين والاعلاميات كانت ردود افعالهم ودعمهم لي كاف لتخفيف ألم الظلم الذي وقع عليَّ واتذكر من المواقف التي مررت بها موقف الفوتوغرافية سوزان اسكندر التي كانت تود ان تقاسمني الجلدات وموقف الصحفي النبيل احمد آل عثمان الذي انهار من أجلي وموقف احد الكتاب المعروفين الذي رأيت دموع ابوته لي تصرخ بالاحتجاج على ما لحق بي من ظلم كان هناك العديد من المواقف اخرها موقف رئيس تحرير جريدة الحياة الاستاذ جميل الذيابي الذي دعمني وساندني برقي كلماته التي كان لها الاثر الكبير في نفسي. اما عن الصحفيين الذين كتبوا اسمي بقصد التشويه والتشهير فلن التفت لمثل هؤلاء المرتزقة فهم حشرات. . نشرت لك الصحف تعليقك على الحكم انك قلت: (إن كل جلدة سوف أتلقاها موجهة لجميع الاعلاميين) بداية هل قلت هذا؟ .. لم يكن تصريحاً ناريًّا ومثيراً بقدر ما كان إحساسي واحساس كل الاعلاميين الذين حملوا على عاتقهم رسالتي. سأقاضي القناة اللبنانية . قرأنا في تصريحات لإيمان الرجب انها قالت سوف تقاضي محطة ال. بي. سي ماذا عنك؟ وهل كنت تتوقعين هذا التخاذل منهم؟ .. نعم سأسعى لمقاضاتهم. وسقطت الأقنعة . بعد خروجك من تلك المحنة ماذا تعلمت منها؟ .. تعلمت الكثير والكثير كم تمنيت لو كنت حقيرة وحقودة مثل الوجوه التي رأيتها كنت ارى ان الاصل الثقة وسلامة النيه ولكن الآن الاصل هو الشك والحذر الى ان يثبت عكس ذلك. هذه القضية حولت نظرتي الى الحياة 180درجة. . قضيتك هذه هل في اعتقادك انها فتحت الباب على مصراعيه في تسليط الضوء على معاناة الاعلامية السعودية والمواقف التي وقعت فيها والمساندة التي تتلقاها في مثل هذه الظروف؟ .. بالطبع واتمنى ألا ارى يوما احدى زميلاتي او زملائي في الموقف الذي تعرضت له. . اخيراً، كلمة، جملة، سطر ماذا تقولين فيها؟ ولمن توجهينها؟ .. كلمة اوجهها لكل من ساندني شكرا. جملة اوجهها لمسؤولة في احدى الصحف او أيا كان منصبها الذي لا يعنيني (مازلت اتمنى من الله ان يضع احدى بناتك في موقفي ليقذفن من الناس كما قذفتيني بلا رحمة او ذنب وادعوه في كل صلاة ان يعجل لي برد حقي منك). سطر اسمحوا لي ان اقسمه اولا احب ان اشكر الاب والقائد المنصف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله اطال الله في عمره على هذا الشرف والانصاف الذي توجني به ورد لي اعتباري كما اتوجه بالشكر لمعالي وزير الاعلام والدي الحنون والعادل الدكتور عبدالعزيز خوجة على دعمه لي ومساندته لقضيتي.