جاء ملتقى القاهرة الدولي للقصة القصيرة العربية الأول في الوقت المناسب، الوقت الذي فقدت فيه القصة القصيرة بعض من بريقها الإعلامي، بالرغم من عمقها وغزارتها وتطورها، والتي واكبت فيه القصة التطور الذي شهدتها الثورة الحداثية في الأدب.. ففي هذا الملتقى أكدت القصة أنها مازالت قوية وأسدية تنافس الأجناس الأدبية الأخرى. فالأدب مجالاته واسعة وأجناسه متعددة وهي أي القصة جنس ينتمي إليه، ولها كتابها ومبدعوها وقارؤها.. لها سمات ومزايا تستقل بها عن غيرها، وما كان ملتقى القاهرة الدولي للقصة القصيرة العربية ( من 1 / 11 حتى 4 / 11 ) إلا دليلاً ومصداقاً وإعادة لبريقها وأصالتها، فكان هذا الملتقى بادرة طيبة يشكر عليها المجلس الأعلى للثقافة في مصر والذي أحتضن هذا الملتقى، وجمّع فيه نخبة كبيرة من الكتاب والأدباء والنقاد العرب، فكان تعزيزاً لتقوية حلقات التواصل وتوسيعاً لمساحة التعارف والتلاقح وتبادل الخبرات والإطلاع على الإبداعات العربية، فقد كان هذا الملتقى متنفساً لكتاب القصة القصيرة في الوطن العربي رغم وجود أوجه كثيرة للتنفس، لكن هذا الملتقى له طعم ونكهة خاصة. الالتقاء بين الكتاب والأدباء والنقاد بشكل جماعي ومباشر حيث من المتوقع أن يفرز هذا اللقاء ثمرات إيجابية تظهر فيما بعد من خلال الدراسات والأوراق النقدية والكتابات الإبداعية. وكان تكريم المبدع الكبير القاص زكريا تامر بمثابة عرس أدبي.. نعم يستحق هذا التكريم وبجدارة. اختتمت فعاليات هذا الملتقى الرائع والجميل، ونظل ننتظر ما يُفرز عنه من إفرازات والتي هي ثمرات يانعة على حد تصوري. ويبقى أن أشيد بالمشاركة السعودية من خلال ورقتي الروائي يوسف المحيميد والناقد الدكتور عالي القرشي وقراءة القاص كاتب هذه السطور حسن علي البطران والتي كانت مشاركة جميلة ورائعة للثلاثة. همسة نظرة في وجه صديق وحبيب.. هي نظرة تأمل في جمال السماء.! [email protected]