قد تدخل إلى غرفتك مسرعاً بشكل عفوي تريد التقاط مفتاح سيارتك أو حقيبتك أو أي شيء، وفجأة تنظر إلي يمينك فترى طيفا قد رحل عنك منذ زمن طويل ولكنه طيف مر مرور الكرام بلا روح بلا دماء بلا أنفاس آنذاك قد تنسى العجلة وتبقى حبيسا لدموع الذكرى عندما أقول كلمة أحبابنا فأنا أتخيل نفسي أستمع لموسيقى كلاسيكية مع أنسام الفجر الهادئة وعزف العصافير وإنشادها لأسماء من نحب لم تقتصر المحبة فقط على العاطفة لأن المحبة تكمن لكل من هم من حولنا. أصدقاءً كانوا أو إخوةً أو أهلاً أو حتى الزوج والزوجة للحظة دعونا نقف ونتذكر ماذا فعلنا مع أحبابنا ليلة البارحة هل دخلنا في نقاش معهم وجرحناهم ونزفنا من داخلهم بعض من الدموع والآهات أو أننا تخلينا عنهم ولو لبرهة أو حتى لم نعرهم أكثر من دقيقة من الاهتمام أتعلمون ...!! هناك بشر غيركم يتمنون رؤية أحبائهم ولو لثانية لأنهم فقدوهم لأن القدر شاء وأبى أن يجمعهم مرة أخرى هناك من كان له صديق وسافر عنه وتركه وحيداً بلا أصدقاء وهناك من له والدان قبلهما ثم رحلا عنه إلى عالم آخر وهناك من له حبيب وأبى القدر أن يجمعهما دون أي مبرر، هؤلاء كلهم يتمنون لحظة مثل اللحظات التي يعيشها غيرهم يتمنون أن يهنأوا بصدر أحبابهم دون أن يحسبوا اللحظات والدقائق ولا الساعات ولا حتى الاعوام هناك من هو مشتاق لخليله ولكن لا يعلم متى سيلقاه وبالأحرى لن يلقاه مرة أخرى ومع ذلك يبقى مخلصاً له وللأبد. وهناك من جرح محبوبه ليلة البارحة وجعله ينام على فراشة والدموع تسبح فوق مخدته دون أن يمسح دمعه أو حتى يصفح عنه أحبابنا اليوم معنا فقد لا نلاقيهم في الغد. فالدنيا بطبعها الأخذ والعطاء تعطينا وبلمح البصر تسلب منا وماذا ينفع آنذاك الندم لن يعيدهم من جديد قبلوا أحبابكم وأحبوهم حتى النخاع أحبوهم من الوريد إلى الشريان. من كان له والدان فليقبل رأسيهما دون سبب ويخفض لهما رأسه وبمحبة وعطف ومن كان له صديق فليشاركه كل شيء فرحه وحزنه وليستمع اليه دون أي مقابل ومن كان له حبيب فليمسك يديه ويحضنه ولا يفكر بالوقت ولا ماذا سيحصل غداً ولا بعد غد ولا بعد مئة عام. أعزائي لا تنتظروا من الدنيا أن تسلب أحباءكم منكم أحبوا و((كونوا ملوك يومكم)) دون أي حساب لا تفكروا في المستقبل في تلك اللحظة فقط أحبوا واسبحوا في شطحات خيالكم بلا عاذل ولا غيور اسبحوا كيفما شئتم في عالم الخيال وتعلموا لغة الأبجديات في معاني الأحباب للأحباب. تذكروا غيركم ((دائماً وابداً)) لتعرفوا مدى النعمة التي تعيشون بها. وفي الختام لا تنسوا "أحباؤنا اليوم معنا وقد لا نراهم في الغد فنندم". نايف المطلق