دشن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز ، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ، ومعالي وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الثلاثاء الماضي انطلاقة بعثة الحج البريطانية لموسم حج العام الحالي 1430 ه . وألقى سمو الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز كلمة خلال حفل التدشين الذي أقيم في مقر معالي وزير الخارجية في لندن ، أعرب فيها عن سروره البالغ لحضور هذا التجمع المميز للاحتفال بانطلاقة بعثة الحج البريطانية. وقال سموه "أشعر بالفخر في تمثيل بلادي في هذه المناسبة الخاصة. والمملكة العربية السعودية تفتخر باستضافة ملايين المسلمين القادمين من جميع أرجاء العالم لأداء فريضة الحج". وأوضح أن ملايين المسلمين يجتمعون من مختلف دول العالم في مكان واحد وفي وقت واحد ولأداء نفس الفريضة ، مشيرا إلى أن الحج يعكس المبادئ الإسلامية في المساواة والتواضع والأخوة. وأضاف "وهذا يجعل من الحج أيضا من أكثر المظاهر إثارة للإعجاب في قدرة الإسلام على عبور الحدود والثقافات وتوحيد الأمم". وقال سمو الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز "نحمد الله في المملكة أن منحنا شرف مسؤولية وخدمة أهم المقدسات الإسلامية على الأرض وهما الحرمان الشريفان في مكةالمكرمة والمدينة المنورة . وهذه نعمة وبركه نشكر الله عليها كما أنها مسؤولية نأخذها بكل جدية". وأعرب عن فخر سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة بالمساهمة في الجهود التي تبذلها المملكة من أجل الارتقاء إلى حجم المسؤولية في هذا المجال. وأشار سموه إلى أن موسم الحج الذي يشهد توافد ملايين المسلمين لأداء هذه الفريضة الغالية والعزيزة على نفس كل مسلم ، يضع تحديات ضخمة على عاتق السلطات في المملكة. وقال "إلا أن المملكة تواجه بكل حرص وتصميم هذه التحديات التي تتطلب توفير جهود إنسانية ومالية وإدارية هائلة من أجل خدمة ورعاية ضيوف الرحمن, ومن الصعب أن يمر شهر بدون أن يتم افتتاح مشروع جديد أو وضع خدمة جديدة وهي كلها تهدف إلى توفير كل سبل ووسائل الراحة والرعاية لزوار الأماكن المقدسة". ومضى سموه يقول "انفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين فقد جرى خلال العام الماضي تنفيذ توسعات جبارة ومشاريع جديدة وسيشاهد حجاج هذا العام تطورات كبيرة على جميع الصعد . فالمشروع الكبير لتوسعة المسعى وتطوير منطقة منى والتوسعات للمناطق المحيطة بالحرم المكي الشريف هي فقط أمثلة على هذه الإنجازات". وأشار سموه في كلمته إلى أن العام الحالي يشهد تحديا جديدا يتمثل في مرض أنفلونزا الخنازير. وقال في هذا الخصوص "وكما تعلمون ، فإن وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى في المملكة لديها دائما خطط واستعدادات وقوى بشرية جاهزة لتوفير كل أنواع الخدمات الصحية لملايين الحجاج خلال موسم الحج". وتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف قائلا "ومع ذلك ، فإن السلطات الصحية المعنية في المملكة باشرت باتخاذ إجراءات إضافية للتعامل مع أي تطورات لهذا النوع الجديد من الأنفلونزا". وزاد سموه يقول إن المملكة اتخذت إجراءات احتياطية بتوفير كميات كبيرة ووافية من اللقاحات المضادة للفيروسات وذلك على الرغم من أن التطعيم من أنفلونزا الخنازير أمر موصى به لكل الذين سيؤدون هذه الفريضة والعاملين والمتطوعين ومساعديهم خلال فريضة الحج ، لافتا سموه الاهتمام إلى وجود مختبرات طبية في مكةالمكرمة ومنى ومزدلفة مخصصة لإجراء الفحوصات على أي شخص تظهر عليه أعراض أنفلونزا الخنازير. وتابع سموه قائلا "هذا بالإضافة إلى أكثر من 15 ألف شخص يعملون في المجال الصحي ويتضمن الأخصائيين والاستشاريين في الطب الوقائي والذين تم تجنيدهم معهم لخدمة المحتاجين من الحجاج في منطقتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة". وأشار إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية في الأماكن المقدسة وفي الأماكن القريبة منها تم تجهيزها بشكل كامل بجميع الاحتياجات الضرورية للتعامل مع أي وضع صحي طارئ. وزاد سموه يقول "كما أن السلطات الصحية في المملكة أطلقت نظاما آليا لتتبع الأوبئة أثناء الحج ، وهذا النظام سيساعد في التصدي بفاعلية لتفشي أي مرض ، لا سمح الله ، وسيمكن أيضا من إنشاء قاعدة بيانات مركزية من شأنها أن تساعد في تطوير مركز المعلومات الصحية المتكاملة للحجاج هذا العام وما بعده". وبين أن جميع هذه الاستعدادات خضعت للفحص والتأكد من جهازيتها من قبل السلطات في المملكة خلال موسم العمرة الماضي. وقال في هذا الخصوص "بتوفيق من الله فقد مر موسم العمرة الذي امتد لعدة أشهر ووصل ذروته في شهر رمضان المبارك بشكل سلس وبدون أي مشاكل صحية خطيرة بفضل الله والسلطات في المملكة لا تترك شيئا للصدفة أو تجازف عندما يتعلق الأمر بالصحة بشكل عام وصحة الحجاج والمعتمرين بشكل خاص". وأضاف "أود أن أنتهز هذه الفرصة للتأكيد بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين ستبذل كل جهودها من أجل ضمان أن يبدأ حج هذا العام وينتهي بأمان وسلام وأن تكون بعثة الحج البريطانية ناجحة وأن تكون رحلة الحجاج البريطانيين للأماكن المقدسة في المملكة آمنة". وأكد سمو الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز استعداد سفارة خادم الحرمين الشريفين لتوفير كل المساعدة من أجل هذا الهدف العظيم ، معربا عن شكره وتقديره لمعالي وزير الخارجية البريطاني ولقسم شؤون الحج في الخارجية البريطانية للدعم الثمين المقدم سنويا لبعثة الحج البريطانية . كما قدم شكره لرئيس وأعضاء بعثة الحج البريطانية، متمنيا للحجاج البريطانيين حجا مبرورا وعودة سالمة لبلادهم. من جانبه ، رحب معالي وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بالحضور ، معربا عن سعادته بإطلاق بعثة الحج البريطانية للعام 2009م. وبين أن إطلاق بعثة الحج فرصة مهمة لفهم أفضل للإسلام ، مشيرا إلى أن "هذا جزء مهم من التفاهم المشترك". وأوضح ميليباند أن عشر سنوات من عمر تجربة بعثة الحج البريطانية قد "طورت علاقات خاصة بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية في هذا الميدان الجديد من العلاقات. وقال "لقد استفدنا كثيرا من التزام سمو الأمير السفير والحكومة السعودية للعمل بشكل وثيق في كل المسائل المرتبطة بالحج وبعدد الكبير من الحجاج القادمين من بريطانيا". وبين أن نجاح تجربة بعثة الحج البريطانية شكل حافزا للدول الأوروبية الأخرى لأن تحذو حذو المملكة المتحدة في هذا الموضوع. وقال وزير الخارجية إن "بريطانيا الآن ليست الدولة الأوروبية الوحيدة التي لها بعثة حج ومما يدعوني للفخر أن تجربتنا هي الأولى والأفضل من نوعها". وبدوره ، أشاد رئيس البعثة اللورد باتيل في كلمة له في الحفل بتعاون جميع الجهات الحكومية في المملكة مع بعثة الحج البريطانية. وقال إن "الحكومة السعودية والجهات المسؤولة ومنها وزارة الحج، ووزارة الصحة والسفارة السعودية في بريطانيا دائما يقدمون لنا المساعدة التي نحتاجها ويتعاونون مع بعثة الحج البريطانية بشكل كامل". حضر المناسبة عدد كبير من سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى المملكة المتحدة بالإضافة إلى مندوبي وسائل الإعلام.