الثقافة مصطلح له أبعاد عميقة ، ذات دلالات متشعبة ، فهي سلسلة من الموضوعات المتشعبة والعميقة ، وليس من السهولة الخوض فيها بهذه الضحالة ، ولكن إشارات معينة حولها ، بل محفزات للبحث والاطلاع عليها وعنها أكثر وأكثر . فهنالك من يعتبر الثقافة ذوق ، وعمق في التفكير الرمزي ، وأنها أي الثقافة اتجاهات وقيم وأهداف مشتركة ، وهذا قبل القرن العشرين وفي العشرين وبعده تغيرت هذه المفاهيم لتشمل مفاهيم أشمل وأوسع ، ونحن ليس هنا بصدد مفهوم الثقافة بقدر ما نود الإشارة إليه فقط .. وما نحن هنا إلا متطفلين عليها وعلى أصحابها علنا نكسبُ شيئاً منها ومنهم وهذا ليس ببعيد .! ليس من السهل إطلاق لفظة ( مثقف ) على أي فرد أو شخص أو إنسان حتى لو كان يملك قدراً معيناً من المعلومات أو له جهد بسيط من البحث والاطلاع والقراءة وغيرها ، ومع ذلك استخدمت وأُطلقت على من يملك ولو ظل مثقف في ليل شديد السواد . ويرى البعض أن هذا ليس مشكلة ولا عيباً ولا نقيصة في حق المثقف ، كون لفظة ( المثقف ) لفظة مرنة تُمنح لكل من له صلة بالثقافة ومهتم بها ، وهذا سائد في أوساطنا الاجتماعية !مع تحفظ البعض للمبالغة فيها ، فالحد منها يعطي المثقف الحقيقي ثقله ووزنه وعمقه أكثر وثقة أبلغ . كذا هو الحال في الأدب يطلق لفظة ( أديب ) على كل من كتب حرفاً أو قرأ كتاباً أو نظم قصيدة أو سرد قصة ،بالرغم من أن لفظة ( الأديب ) كلمة عميقة وهي من وجهة نظري أبلغ وأعمق من ( المثقف ) وبالرغم من أن لفظة المثقف أشمل وأوسع وليس بالضرورة أن يكون المثقف بارعاً أو مبدعاً في مجال ما بقدر ما هو ملماً به وهنالك بون شاسع بين الإبداع والإلمام ، ومع ذلك تبقى هاتين اللفظتين تطلقان جزافاً وبأريحية على المثقف والأديب الحقيقيين وظليهما غير الحقيقيين . وأنا أتحفظ على ذلك حتى لا يفقد الأديب مكانته وموقعه وحتى لا ينشغل مكان المثقف بغيره . همسة معانقة الروح لروح أخرى ، لا ينفى بأنها روح ، بل تؤكدها كاختلاط الماء بالماء ، لا ينفي عن أحدهما بأنه ماء .. وأهمس في أذنك بأنك أنت ماء وأنا ماء وكلانا ماء .!! [email protected]