أعلن الأمين العام لمسابقات القرآن الكريم بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الدكتور منصور بن محمد السميح أن الأمانة العامة للمسابقة تتطلع إلى تطوير مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في جهازها الاداري والفني، والرقي بها في مكافآتها ومستواها التنظيمي والاداري، وقال: لقد شكلت اللجان لدراسة التطوير، ونحن بصدد التنفيذ بحول الله وقوته، وكذا اعادة الدراسة فيما يتعلق بتحديد الفروع ونظامها ولائحتها وشروط القبول وتطوير لجانها التنفيذية وتطوير ادائها للقيام بمهامها على أكمل وجه. وأكد الدكتور السميح - في حديث له - بمناسبة بدء منافسات الدورة الحادية والثلاثين للمسابقة في مكةالمكرمة أن المسابقة أنتجت على مدار ثلاثين عاماً ثماراً مباركة منها، تحقيق التآخي والمحبة والاخوة بين الناشئة من شتى دول العالم الاسلامي حيث جمعتهم في أطهر بقعة على وجه الارض على اختلاف ألوانهم ولغاتهم وأجناسهم، وأوجدت روح التنافس بين جيل الشباب والناشئة في العالم، كما قدمت المسابقة نفسها نموذجاً يحتذى في جميع دول العالم الاسلامي. . بداية هل تحدثوننا عن المسيرة المباركة لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية؟ - انطلقت هذه المسابقة المباركة (مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الواحدة والثلاثين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره) في دورتها الأولى في عام 1399ه بخمسة وخمسين متسابقاً ثم طوت واحد وثلاثون عاماً، بدعم سخي وعطاء ندي من ولاة امر منهجهم الاهتمام بكتاب الله تعالى وتطبيقه في شتى المجالات، فبلغ عدد الذين شاركوا في السنوات خلال ثلاثين عاماً (4690) متسابقاً، وقد أنفق وبذل على هذه المسابقة مبالغ كبيرة قدرت بأكثر من (100) مائة مليون ريال خلال واحد وثلاثين سنة تحملتها الدولة. وفقها الله ثم تتابعت السنين والعطاء يزداد بالدعم والتطوير، ولا زالت تتطلع هذه المسابقة إلى الدعم المزيد والعطاء السخي، وكانت محل عنية ورعاية ولا غرو في ذلك ومنهجهم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فالخير في ايديهم والبذل من شيمهم، فكانت هذه المسابقة محط أنظار العالم الاسلامي الذي احتذى حذوها فسار على نهجها مسابقات شتى في العالم الاسلامي، فله در تلك المسابقة التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد، الملك عبدالعزيز. رحمه الله. التي تشرئب نفوس المسلمين وتتطلع إلى الشرف بالمشاركة في هذه المسابقة لما تتمتع به من مزايا فضلها على غيرها الا وهو اقامتها بجوار مهبط الوحي ومأرز الرسالة وقبلة المسلمين ومهوى أفئدة الناس أجمعين انها مكةالمكرمة، البيت الأمين والبلد الطاهر الذي يتطلع اليه كل موحد على وجه الأرض فنجد أبناء المسلمين في المعمورة يشتاقون للمشاركة ويسارعون لزيارة بيت الله الحرام ونيل الأجر من الله تعالى والتسابق في ميدان القرآن الكريم للتنافس والفوز بهذه الجائزة. . وماذا عن أهداف المسابقة، ونظامها؟ - الاهتمام بكتاب الله الكريم والعناية بحفظه وتجويده وتفسيره. - تشجيع أبناء المسلمين من شباب وناشئة على الاقبال على كتاب ا لله حفظاً وعناية وتدبراً. - ربط الأمة بكتاب ربها فهو سبب عزها في الدنيا وسعادتها في الآخرة. أما عن نظامها فهو يشمل المسابقة على شروط الاشتراك ومعلومات عامة وذلك على النحو التالي: أولاً:الشروط العامة: - ألا يكون المرشح قد اشترك في هذه المسابقة من قبل. - ان يكون المشترك ذكراً ولا يزيد عمره عن خمسة وعشرين عاماً. - ألا يكون المشترك من مشاهير القراء. - ألا يكون المشترك من محترفي التجويد والترتيل في بلده. - ألا يعتذر المرشح عن المسابقة اذا وصل إلى المملكة. - ألا يغير المرشح فرع المسابقة الذي اختاره في استبانة الترشيح. ثانياً: فروع المسابقة: الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد وتفسير مفردات غريب القرآن الكريم كاملاً الفرع الثاني:حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد. الفرع الثالث: حفظ عشرين جزءاً متتالية مع التلاوة والتجويد. الفرع الرابع:حفظ عشرة اجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد. الفرع الخامس:حفظ خمسة اجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد.(خاص بمرشحي الجمعيات بالدول غير الاسلامية). ويشترط لذلك ان يكون المتسابق حافظا للفرع الذي يختاره مع التقيد بأحكام القراءة وأصولها والالتزام بالرواية التي يختارها في اثناء اجراء المسابقة وأن يكون لدى المتسابق بالفرع الأول القدرة على التفسير باللغة العربية الفصحى وقد تميزت هذه المسابقة بكثرة قبول أعداد المتسابقين الذين يرشحون من الدول والجمعيات فكل دولة أربعة مرشحين بينما نجد مرشح واحد واثنين من مسابقات دول العالم الاسلامي. . ما هو الجديد الذي تسعى اليه الامانة العامة للمسابقة، وما هي التطلعات تالتي تأملون في الرقي بمستواها الاداري والفني؟ - لقد حرصت الوزارة وبرعاية وتوجيه من معالي الوزير حفظه الله على كل ما فيه رفعة هذه المسابقة وغيرها من الأعمال الخيرية التي تخدم أبناء المسلمين في كل مكان، وخاصة في ميدان القرآن الكريم والتنافس على حفظه وتفسير معانيه، وإن الامانة العامة للمسابقة لتتطلع إلى تطوير المسابقة في جهازها الاداري والفني، ولا شك ان اي عمل لا يرتقي للتطوير يظل في زاوية محدودة، والمسابقة الدولية وقد دخلت في عقدها الرابع نؤمل أن نرتقي بها في مكافآتها ومستواها التنظيمي والاداري، وقد شكلت اللجان لدراسة التطوير، ونحن بصدد التنفيذ بحول الله وقوته، بناء على توجيهات معالي الوزير الذي لم يأل جهدا في الدعم والتطوير، وكذا اعادة الدراسة فيما يتعلق بتحديد الفروع ونظامها ولائحتها وشروط القبول وتطوير لجانها التنفيذية وتطوير ادائها للقيام بمهامها على أكمل وجه تحقيقاً لتنفيذ خططها وقد قامت الامانة بتطوير موقعها الالكتروني على الشبكة بما يواكب المواقع العالمية والعمل جار على السعي لتدشينه ليظهر بحلته الجديدة ويخدم المتسابقين والزائرين للموقع وقد صمم على تقنية عالية من التواصل مع العالم الخارجي بحيث يقوم المتسابق بتعبئة الاستمارة من أي مكان في العالم ومن ثم ترسل للأمانة عن طريق الجهة الرسمية التي رشحته لفحصها واجراء النظام عليها ومن ثم اعادتها بالقبول أو ابداء الملحوظات كما زود ببيانات السجل الذهبي الخاص بالفائزين خلال ثلاثين عاماً وغير ذلك من التقنية المنشودة. . ما هي معايير اختيار لجنة التحكيم؟ - انطلاقاً من الهدف الذي تسعى اليه الوزارة فقد اوكلت موضوع تحكيم المسابقة إلى لجنة دولية يشترك فيها أهل العلم والفضل من سائر دول العالم الاسلامي حسب انتشار القراءات وينتخبون سنويا من أقطار مختلفة وبالاخص من الدول التي لها تجربة في هذا المجال وذلك كسباً للخبرة والتجربة وتوخياً للعدالة في التحكيم واخراجه بالمظهر اللائق المشرف. وتتكون لجنة التحكيم من اثني عشر حكماً نصفهم من المملكة العربية السعودية والنصف الثاني متخصصون من الدول الاسلامية،وقد شارك في الدورات السابقة محكمون من المملكة العربية السعودية ومصر وماليزيا وباكستان وبنجلاديش وتونس والمغرب وموريتانيا وسوريا ولبنان والاردن والهند والعراق والسودان وتركيا واندونيسيا والجزائر وهولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ونيجيريا والسنغال والامارات العربية المتحدة وسريلانكا وبروناي واليمن وليبيا والبحرين. . كيف يتمكن الراغبون في المسابقة في انحاء العالم من الاشتراك في هذه المسابقة؟ 1- الجهات الحكومية: وهي وزارات الشؤون الاسلامية وما يقوم مقامها في الدول الاسلامية ويحق لكل دولة وجهت لها الدعوة التقدم بأربعة مرشحين فقط بمعدل مرشح واحد فقط لكل فرع باستثناء الفرع الخامس. 2- الجمعيات والمنظمات والمراكز الاسلامية في الدول غير الاسلامية ويحق لكل جهة وجهت لها الدعوة أن ترشح شخصين ا ثنين على الا يشتركا في فرع واحد ويدعى من كل دولة جهتان. . ماذا تمثل هذه المسابقة بالنسبة للمتسابقين لا سيما انها تقام في مكةالمكرمة أقدس بقعة على وجه البسيطة؟ - ان ما نشاهده من اقبال وحرص من أبناء المسلمين ي كل مكان على المشاركة في هذه المسابقة التي تقام في بلد الله الحرام - مكةالمكرمة - لهو أمر تسعد به نفوسنا وتقر به أعيننا ونحن نشاهدهم يحرصون على المشاركة والسؤال في كيفية الالتحاق بها. فحفاظ كتاب الله تعالى من الناشئة حريصون كل الحرص على المشاركة فكيف بها اذا كانت في أقدس بقعة على وجه الأرض - بيت الله الحرام- فلا شك انهم يفرحون بهذه المشاركة وبهذه المناسبة المباركة التي تتكرر كل عام برعاية ودعم من ولاة أمر هذه البلاد حفظهم الله وأدام عزهم وما زاد هذه المسابقة رفعة وتألقاً إلا وكونها بجوار البيت الحرام الذي تشتاق اليه الافئدة وتهفو اليه. . كيف تقيمون تفاعل العالم الاسلامي مع هذه المسابقة والإقبال عليها؟ - المتتبع لمسيرة هذه المسابقة منذ واحد وثلاثين عاماً يجد انها ولله الحمد حظيت بقبول من المسلمين في كل مكان فهذه المسابقة كونها اول مسابقة دولية تقام في حفظ كتاب الله الكريم وتلاوته وتفسيره ونشأت في المملكة العربية السعودية وبدعم ورعاية من ولاة امرها فقد اكسبها كل ذلك خصوصية انها تقام في مهبط الوحي ومهوى أفئدة الناس اجمعيت وكان لها الفضل بعد الله في أن دولاً اسلامية كثيرة نهجت منهجها. وارتسمت طريقها فاستفادت من اللوائح والأنظمة التي تسير عليها مسابقات مماثلة في بلاد اسلامية شتى وذلك لما للمملكة العربية السعودية من المكانة الخاصة لدى المسلمين كافة في شتى المعمورة. . لا شك أن المسابقة قد تركت آثاراً على المشاركين فيها من المسلمين المقيمين في الغرب والمنتمين إلى الأقليات المسلمة في العالم؟هلا حدثتمونا عنها؟ - إن هذه المسابقة المباركة ساعدت على التآخي والمحبة والأخوة بين الناشئة من شتى دول العالم الاسلامي حيث جمعتهم في أطهر بقعة على وجه الأرض على اختلاف الوانهم ولغاتهم وأجناسهم فله الحمد أولاً وآخراً. ومن الآثار الطيبة التي أوجدتها هذه المسابقة على الوزارات والجمعيات والمراكز الاسلامية سعيها لاقامة مسابقات محلية واقليمية لتحديد من سيشارك في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية وهذه ثمرة من ثمار هذه المسابقة المباركة التي أوجدت روح التنافس بين جيل الشباب والناشئة في العالم الاسلامي. وقد قدمت ولله الحمد هذه المسابقة نفسها نموذجاً يحتذى وقد تأثر بها في تنظيمها واسلوب اقامتها كثير من المسابقات الدولية اليت قامت بعدها في الدول الاسلامية الأخرى. . كيف تنظرون إلى جهود المملكة في خدمة القرآن وأهله؟ - منذ أن قامت المملكة كان منهجها واضحا وغايتها محددة، يؤكد قادتها دائماً (نحن دولة تقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) ففيها مهبط الوحي ومأرز النبوة وأرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين في كل انحاء المعمورة وبفضل من الله ظلت في كل ادوارها على مر تاريخها وفي كل أحكامها وفي جميع شؤونها تستند إلى ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ولذلك اصطفت حياتها ومناهجها ومناشطها بكتاب الله الكريم فقامت مناهج التعليم على كتاب الله الكريم وفتحت الأبواب للراغبين في فعل الخير اقامة حلقات لتحفيظ القرآن الكريم بالمساجد وقدمت لهم الاعانات وأوجدت اذاعة خاصة للقرآن الكريم وقدمت المساعدات على اقامة دور حفظ القرآن الكريم بالخارج وتوجت ذلك باقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ولا زلنا في هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تشهد رعاية القرآن الكريم اهتمام كبيرا في شتى مراحل الحياة فلهم منا الدعاء بأن يوفقهم ويسددهم ويجزيهم خير الجزاء على ما يبذلونه لخدمة القرآن الكريم وأهله. . كلمة أخيرة تقدمونها؟ - أشكر الله عز وجل أولاً ثم أشكر زملائي رؤساء وأعضاء اللجان العاملة في الميدان الذين يعملون بجد واخلاص ويظهرون هذه المسابقة بالمظهر المشرف سعياً لنيل الثواب والاجر من الله تعالى، ثم اني اتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لولاة ا مرنا الذين يدعمون ويشجعون الناشئة في حفظ القرآن الكريم بيد سخية وعطاء ممدود يبتغون بذلك الأجر والثواب من الله تعالى، والشكر موصول لصاحب المعالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالخ بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ على دعمه ومساندته وعطائه المتواتر لدعم مسيرة المسابقة وتطويرها فقد ادار رحاها وحققت نجاحاتها ولا زال معاليه يتطلع إلى التطوير والنهوض بها لتواكب أعلى مستويات التطوير والرفعة وخدمة كتاب الله تعالى وتشجيع أهله وحفظته. وإن على الناشئة وعلى شباب المسلمين أن يعتنوا بحفظ وتدبر كتاب الله تعالى فالقرآن الكريم نور وهداية للناس أجمعين كما قال صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وأن يكون القرآن قدوة يسيرون عليه حتى يحفظهم الله تعالى من الزلل والنكوص في الفتن فلا عاصم من الفتن ولا مجير من المحن الا بالاعتصام بالقرآن والسنة الغراء التي تدعو إلى المنهج المعتدل والدين الوسط الذي يحفظ المسلم من الغلو والتخبط والعبث في النصوص وتأويلها بتأويلات وتفسيرات مخالفة لمنهج الصحابة ومن سار على نهجهم من الأئمة والتابعين المهديين.