نأسف لمن يشتري ولا يعنينا من يبيع، فقد ألفنا الكلمات التي تصيح نهار مساء على شفاه أصحابها دعني ، دعني ، هدفهم خدمة مصالحهم من خلال فرقهم وخدمة فرقهم من خلال النيل من الآخرين ، لم يتعبوا كثيراً فأبواب الإعلام شارعة مُشرعة لكُل من هب ودب أن يكتب عن التاريخ ويُزيفه ويدعي ما يدعي بدون حسيب يُحاسب ولا رقيب يُراقب. لو تفرغت يوماً لجمع ما يُكتب عن تاريخ رياضتنا وأنديتنا ستجد العجب العُجاب فقد أصبح ديدنهم العبث ودندنتهم التحريف، شوهوا التاريخ وكتبوه بأقلام التعصُب والنوايا والخبايا، حتى أضحى العاقل حيران ويكادُ أن يُكذب كُل التاريخ الرياضي الذي أصبح متاع المُفلسين وبضاعة باعة الكلام. يجب أن تعلم جهات الرقابة في الإعلام الرياضي أن التاريخ هو السند والقوة التي يرتكز عليها الحاضر ليدفع الهمم للوصول للمستقبل ولا يجب أن يُحفظ في السجلات الرسمية المخفية والكُتب المكتبات الوطنية بحياء ووجل بل الواجب أن يُظهر وأن يُنشر وأن يُعاقب من يزور الحقائق ويلوي أعناق التواريخ ليُخفي أشياء أو ليُقرر أشياء، من يتكلم عن التاريخ يجب أن يكون لهُ مصدر يستند عليه ويرجع إليه ويذكره. لا أعلم سبباً واحد يمنع الاتحاد السعودي من أن يكشف الحقائق إن كان يمتلكها فقد وصل دورينا لمصاف أفضل دوريات العالم ولا زلنا لا نعرف عدد البطولات المقررة رسمياً ولا التواريخ المُثبتة رسمياً وكُل فريق يُغني مؤرخوه على ليلاهم، أتمنى أن يتشجع اتحادنا العزيز ويُعلن ما لديه ومن لديه اعتراض فليتقدم وإن كان لهُ حق فيستحق أن يُعاد إليه ، ومن لا يستحق ليس لهُ الرضوخ للحق المُعلن وحتى نرتاح ممن ابتلوا التاريخ بأيدِ تعمل كمعاول هدم وسموم استشرت في الجسد الرياضي. ثمة قمم سامقة وشاهقة لا يصح النقاش حول تاريخها ومن تلك القمم الرياضة النادي الأهلي، فتاريخ الأهلي ناصع البياض ، أخضر الثمر ، سماوي العلو ، أرضي الثبات كقطعة الألماس التي لا تزيدها خربشة أصابع أدعياء الكتابة إلا خدوشاً في أيديهم وحسرات في قلوبهم، فتاريخ الأهلي مُشرق كالشمس ومُلهم كالقمر ومُمتلئ كالغيمة المُمطرة، وقد قالها الشاعر العربي يوماً ما وهاهي تعود الأيام لتُضيف جمالاً وصفياً لهذا البيت المسرحي الرائع: كناطح صخرة يوماً ليوهنها ** فلم يهنها وأدمى قرنه الوعل. فكم في وسطنا الرياضي من وعلِ أدمى قرونه في صخرة الأهلي، ولازالت الأيام حُبلى بقطعان الوعول ما لم يتدخل من يخاف على التاريخ الرياضي السعودي من نجوم القص واللصق وخبراء التأليف والتلفيق وهم أدعياء الكتابة في الرياضة السعودية، فحسدهم الأصفر هو (الغرض) وكتاباتهم البرتقالية هي (العرَض) وحقدهم الأسود هو (المرض)، فأنكشف الغرض من عرض المرض ! وعلى ذلك ولأجل الإبقاء على رياضتنا واضحة المعالم، نقية الحضور، راسخة الماضي والتاريخ .. لا بد من وقفة حازمة، وقرارات جازمة ، وإرادات عازمة لوقف نزيف التاريخ الذي لن يُسامحنا فيه أبناؤنا والأجيال القادمة والتي سترى في نقلنا المُعارضات وفي خطاباتنا الاعتراضات وأننا ابتدأنا وانتهينا بلا نتيجة ولم ننقل لهم ما يستحق النقل عنا ولا أن يؤخذ منا، فنُصبح حينها في نظهرهم سقطاً في التاريخ ! فيصل بن عبد العزيز [email protected]