شكل الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضية برئاسة الدكتور هاشم حريري، مناصب ولجان المجلس الجديد خلال اجتماعه الاول الذي عقد منذ عدة اشهر لتحديد مسار العمل والتعريف بطبيعة المهام والمسؤوليات التي تقوم بها تلك اللجان لخدمة الحركة الرياضية والشباب، وتم ترشيح الدكتور رشيد الحمد رئيساً للجنة المدرسية والجامعية التي اعتبرها احد اهم لجان الاتحاد والمحور الرئيسي الذي يقوم على اساسه نجاح ذلك الاتحاد، طبعاً بجانب اهمية اللجان الاخرى التي لا يقل دورها وحجم معطياتها عن تلك اللجنة، لكن دور ومهام واعباء ومسؤوليات اللجنة المدرسية والجامعية متعدد الجوانب ومختلف التوجهات، ويحتاج الى تخطيط عملي وعلمي منظم ومدروس بعناية فائقة، ويتطلب وضع دراسة متقنة واستراتيجية واضحة المعالم على المدى القصير والطويل لتفعيل دور النشاط الرياضي في المدارس والجامعات بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بعد ان اصيب هذا النشاط بالخمول ودب في مفاصله الكسل والاهمال سنوات طويلة حتى وصل دور النشاط الرياضي في المدارس والجامعات الى مستوى هزيل لم يعد له ذكر كما كان سابقاً عندما كانت المدارس والجامعات احد اهم الروافد التي تخرج لنا جيلا من الرياضيين في مختلف الانشطة والالعاب، وكان دور المدارس وكذلك الجامعات حيويا وفعالا يحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة على مستوى المناطق رغم قلة الموارد المالية والكوادر المتخصصة في هذا الجانب في تلك الحقبة من الزمن، لكن كان هناك اهتمام وجهد وعناية بالمواهب الشابة حتى انني اذكر ان معظم انديتنا المحلية كانت تراقب عن كثب تلك المواهب وتسارع في تسجيلها لتنمية مهاراتها وقدراتها الفنية والبدنية وفق برامج علمية وعلمية لصقل تلك المواهب وابرازها للساحة الرياضية على شكل نجوم،، ولم يكن ذلك الأمر مقتصراً على لعبة كرة القدم فقط، بل كانت لدينا خامات ومواهب مؤهلة في مختلف الالعاب، وكان التنافس على اشده يأخذ طابع الاغراءات المتواضعة بهدف انضمام تلك المواهب للاندية الرياضية والاستفادة منها وهذا ما يضع اللجنة المدرسية والجامعية باتحاد التربية الرياضية تحت " المجهر " لمعرفة البرامج والنشاطات المتعددة التي سوف تقوم بها ومدى مراحل النجاح التي سوف يحققها خلال السنوات القادمة، ولو استطاعت اللجنة بالتعاون والتضافر والتنسيق مع الجهات المختصة في هذا المجال ان تنمي النشاط المدرسي والجامعي وتعيد له اهميته وتحيي دوره الفعال لخدمة الاندية الرياضية والشباب وتضيف افكاراً جديدة بما يتواءم ويتلاءم مع معطيات العصر والمرحلة سوف تكون مشكورة على ما قدمته لنا من عمل مميز وجهد فعال جاء وفق طموحات وتطلعات المسؤولين عن الحركة الرياضية في المملكة، اما اذا سلمت نفسها لليأس والاحباط وعاشت وسط مفردات الصعب والمستحيل واكتفت بالتوقيع على محاضر الاجتماعات وتركت العمل على كاهل الامين العام للاتحاد وارتضت لنفسها ان يكون دورها الرئيسي مقتصراً على الاسم ضمن لجان الاتحاد فإن هذا سوف يعتبر المسمار الاول الذي يدق في نعش الاتحاد وينتظر التشييع الى مثواه الاخير . وقفة للتأمل ٭تشارك وزارة التربية والتعليم وتتحمل الجامعات ايضا تبعات تدهور النشاط الرياضي في المدارس والجامعات، بعد ان اهملت هذا الجانب وتناست دور الشباب لخدمة الحركة الرياضية والثقافية، واعتبرت ان حصص التربية البدنية وخلافها من حصص التلقين والحشو التعليمي تفي بهذا المطلب، مع ان الحقيقة والواقع المعاش على الطبيعة يسير في اتجاه معاكس للاهداف ويدل على ان الاهتمام بهذا النشاط يكاد يكون دون مستوى الآمال والطموحات، فهل هناك بصيص من الاحلام يعيد للنشاط الرياضي والثقافي قيمته واهميته في المدارس والجامعات ويمنح شباب الوطن جزءاً من المشاركة في المسؤولية؟