وصف معالي وزير العدل الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ذكرى اليوم الوطني في مشهدها السنوي المتجدد، بأنها سجل مضاف لصفحات الوطن المضيئة، حيث المضي على ثوابت الدولة، بعزم وتصميم واثق بالمولى جل وعلا، أسفر بحمد الله عن تنمية شاملة في جميع القطاعات، تحكيها بالتفاصيل لغة الأرقام التي تكشف بالوثائق معدل النمو المطرد في بناء صرحنا الوطني، وفي ذات الوقت يكشف أسلوب تقييمه الدقيق قيمه المضافة، فالمملكة العربية السعودية في حراك تنموي مستمر، يعتمد في كل منجز الرؤية والهدف. وقال معاليه في كلمة بمناسبة اليوم الوطني إن خادم الحَرَمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله اضطلع بمهام كبيرة في بناء الوطن ترجمت أفقه القيادي، وحجم اضطلاعه بالمسؤولية، ولا تستقر في ذاكرة التاريخ إلا الحقائق التي تصنعها بتوفيق الله عزائم الرجال، حينما تستشرف المستقبل، متوكلة على ربها، لا تعجز ولا تني، وهي تستشعر ثقل المسؤولية، وتبعتها الجسيمة. واستذكر معاليه في هذه المناسبة النقلة النوعية التي شهدها مرفق القضاء في المملكة، سواء في نظامه الجديد، أو مشروع خادم الحرمين الشريفين، لتطوير مرفق القضاء، الذي أسهم في إحداث هذه النقلة، وهيأ المزيد من الأسباب، لقيام المرفق بالمهام والمسئوليات المناطة به على أكمل وجه، ولا سيما دعمه بمبلغ سبعة آلاف مليون ريال، وهو ما ثمنه عالياً منسوبو المرفق العدلي وكافة المعنيين بالشأن الحقوقي. وأكد أن هذا المنجز أضاف إلى تاريخنا العَدْلي مَعَالمَ مهمة، تركزت في مجملها على درجات التقاضي، بإنشاء محاكم الاستئناف، والمحكمة العليا، بعد أن كانت اختصاصاتها موزعة على محكمة التمييز، والهيئة الدائمة بالمجلس الأعلى للقضاء، لتمثل هذه النقلة وحدة موضوعية في إجراءات ودرجات التقاضي، كما تضمنت الآلية التنفيذية لنظام القضاء إحداث العديد من الوظائف القضائية والوظائف المساندة، في تأكيد واضح لتفعيل هذه النقلة بكل جدية وفاعلية، ويؤمل بعون الله أن تشهد الساحة القضائية بعد هذه الدعم الكبير العديد من المنجزات، وبخاصة ما يتعلق بإنجاز القضايا، وتوحيد مبادئها، وتدريب القضاة، وإيفادهم للمزيد من التحصيل والتأهيل، والتفاعل مع الحراك العدلي في الجوانب العلمية والإجرائية والتطبيقية في الداخل والخارج، وتحصيل العديد من المكاسب والشراكات ذات الصلة لصالح الجهاز القضائي الذي تميز بحمد الله بهويته الشرعية. وقال معالي وزير العدل إن الأسس الراسخة والحكيمة التي تركزت عليها سياسة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في تصريف شؤون الدولة، قامت على هدي كريم ونهج قويم من كتاب الله تعالى وسنة نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم، وهي الأسسُ التي رسَّخها مبادئها، وأرسى دعائمها القائد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز طيَّب اللهُ ثراه ، لتأتي هذه الانطلاقة من قواعدَ ثابتة، تقوم بدورها الرائد في مواصلة تشييد صرحنا الوطني الكبير، الذي تشرف بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية قاصديهما، وجعل في طليعة اهتماماته نصرة قضاياه العربية والإسلامية العادلة، مستشعراً أهمية دوره في مجتمعه الدولي، في تعاطٍ إيجابي مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية التي يشهدها العالم باستمرار، وما تتطلبه من حسن الرصد والدراية والحكمة. وأضاف إن النهج القويم الذي سلكته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله ، ترجم بوضوح المؤهلات القيادية التي تتمتع بها قيادتنا الحكيمة، وكشف ذلك بوضوح أكثر المنعطفات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تشهدها الساحة الدولية من حين لآخر، ليأتي التعامل معها بإدراك ووعي. وبين أن الدولة أدركت أن قافلة العصر سريعة الحراك صعبة المراس، وألا مكان فيها للتباطؤ، والتسويف، وأنصاف الحلول، فكانت بنهجها الموفق في الطليعة بإدراك يعاير عن بعد أثر القادم، إن لم يتم التعامل معه بحكمة ووعي من اللحظة الأولى، ومن نماذج ذلك النهضة الاقتصادية التي شيدتها بفضل الله التوجيهات الرشيدة، والسواعد المخلصة، وتمثلت في نماذج عدة من بينها المدن الاقتصادية التي تمثل صروحاً تاريخية في سجل الوطن، ولا ننسى في هذا السياق حرص الدولة على الاستثمار في العقول، وهو ما عكسه مؤخراً إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، لتمثل تحولاً مهماً في مفاهيم البحث العلمي والتقني، وغرة في جبين الوطن، تدون في سجل السبق والعطاء. وقال إن قيادة المملكة قرأت العديد من المفاهيم، وترسخ في وجداننا الوطني بأن ثقافة الحوار تمثل صوت المنطق والعقل، فجاء نداء قائد المسيرة؛ معبراً عن نداء الوسطية والموضوعية، بآفاقه السلمية والتعايشية، داعياً لثقافة الحوار الديني والثقافي والحضاري، وترجمت هذه الخطوة المسددة بعداً على المستوى الدولي، نوه به الجميع، وأدرك خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله أن منطق الحوار هو منطق العقل، ورسخت ذلك استراتيجية موفقة، ابتدأت بدعوته إلى:" المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار" في مكةالمكرمة، ثم إلى مؤتمر مدريد العالمي، حيث نقلت فيه الرسالة التي صدرت عن مؤتمر مكة، ثم دعوته أيده الله لفعاليات مؤتمر الحوار بين أتباع الأديان والتعاون من أجل السلام الذي عقد في مقر الأممالمتحدة في نيويورك من العام الماضي، في حلقات متصلة، تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالتي هي أحسن، أدباً شرعياً تسير عليه، وسبيلاً تهدي إليه، لا تريد من أحد جزاء ولا شكوراً، وإنما إرادة الخير للعالمين. وتوقف معاليه عند ذكرى اليوم الوطني وما تعنيه هذه المناسبة، وقال إنها يوم يتجدد في كل عام ولو لم يكن فيه من المعاني إلا استجلاء العطاء الوطني؛ لنكون جميعاً على محك المسؤولية، في يوم توجهت إرادة القيادة لأن يكون أكثر مراجعة، واستطلاعاً للأعمال والتضحيات؛ اغتباطاً بتجدد النعمة، وتحدثاً بها، وفرحاً بفضل الله ورحمته، وتحديثاً لذكراها، لتبقى في الوجدان، تعتز بتميز أسلوبها في الاحتفاء " لفظاً ومعنى "؛ بعداً عن المحاكاة والتبعية، كتميز المحتفى به، في شأن من شؤون دنيانا، يحفه السمت العام وتوازن المنهج، ليكون بعون الله عوناً على معادنا، وسبيلاً للتواصي بالحق والصبر، والصلة والوداد، والعمل بعزم الرجال، لما فيه خير البلاد والعباد، والنفس المؤمنة أحوج ما تكون للذكرى، فهي لها نافعة ولعملها محفزة.