يصادف اليوم الأول للميزان 1386 هجري شمسي الرابع من شهر شوال لعام 1430ه الموافق الثالث والعشرين من سبتمبر 2009م تحل الذكرى التاسعة والسبعون لتتويج ملحمة الكفاح والجهاد التي قادها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه والتي استمرت لأكثر من ثلاثين عاما وتوجت عام 1351ه بإعلان قيام دولة المملكة العربية السعودية تستظل براية التوحيد وتستمد نهجها في كل شؤونها من نبع الشريعة الإسلامية الغراء الذي لا ينضب والمرتكز على كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. وليس الاحتفال بيوم الوطن ينتهي بتذكر الأمجاد؛ بل هو حافز ودافع إلى المضي قدما في مسيرة البناء التي بدأها المؤسس رحمه الله ورعاها الملوك الكرام من بعده. إن التحدي الحقيقي الذي يواجه الوطن هو أن يسير بخطوات متسارعة مضاهيا بل ومتقدما على ما يحفل به عالم اليوم من تكنولوجيا وحضارة. ووزارة التعليم العالي تعي هذه التحديات، كما تدرك حاجة الوطن وأبنائه إلى إتاحة فرص التعليم العالي وضمان جودة مخرجاته؛ ولذلك تسعى الوزارة جاهدة أن تواكب تطلعات الوطن، في ضل البذل بسخاء من ولاة الأمر حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. لذا قامت الوزارة بإنجازات متسارعة للقيام بتحقيق أهدافها المرسومة حيث سعت الوزارة إلى التوسع الكمي والانتشار الجغرافي في مؤسسات التعليم الجامعي حيث تم زيادة الجامعات من اثنتي عشرة جامعة ليصل عدد الجامعات الحكومية في المملكة إلى أربعة وعشرين جامعة موزعة على المناطق الجغرافية في المملكة وست جامعات أهلية ، مما أدى إلى قبول ما يزيد على 90% من خريجي المرحلة الثانوية العامة لهذا العام الجامعي 1429 1430ه. كما صادف ذلك الحرص على مواءمة المخرجات الجامعية المنتظرة مع احتياجات سوق العمل؛ حيث تم توجيه منظومة التعليم العالي لعقد شراكة حقيقية مع قطاع العمل الحكومي والأهلي. ومن حيث الجودة فقد انطلقت الوزارة والجامعات في التعامل مع قضية الجودة من بعدين مهمين أولهما رفع الكفاءة الداخلية للجامعات عن طريق ضمان جودة مدخلات التعليم الجامعي، وهو ماتم لتحقيقه إنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي، وثانيهما رفع الكفاءة الخارجية بالجامعات عن طريق تحقيق الاعتماد الأكاديمي والمؤسسي للجامعات، وتم لتحقيق ذلك إنشاء الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي. وحول التمويل الجامعي لم تعد الجامعات تعتمد اعتمادا كليا على الدعم الحكومي حيث بدأت الجامعات تتجه نحو تبني مفهوم الجامعة المنتجة؛ من خلال معاهد البحوث ومراكز خدمة المجتمع والتوسع في قبول الأوقاف والتبرعات. وفي مجال الابتعاث خصصت الدولة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أكثر من عشر مليارات ريال للابتعاث للجامعات المرموقة في عدد من الدول المتقدمة الذي أنطلق عام 1426ه بداية عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله على مدى خمس سنوات وفي جميع الدرجات العلمية وزمالة الطب بما يساعد في سير خطط التنمية الطموحة لهذا الوطن، وبلغ عدد المبتعثين خمسة وستين ألف مبتعث ومبتعثة إلي أكثر من ثلاثين، زمن بشائر الخير إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يحفظه الله –زيادة مكافآت الطلبة المبتعثين إلى (50%) وهذه البشارة اعتدناها من ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز الذي دأب على الدعم والعطاء لقطاع التعليم . وفي البحث العلمي أنشئت مراكز التميز البحثي المتخصصة في الجامعات السعودية ودعمت بكل ما يكفل تميزها واستمرارها. وفيما يخص التخطيط الاستراتيجي فقد قامت وزارة التعليم العالي بعد موافقة المقام السامي على تطوير خطة مستقبلية طويلة المدى للتعليم الجامعي في المملكة، وقد أناطت الوزارة مهمة إعداد هذه الخطة ومتابعتها لمعهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بحيث تشمل الخطة السنوات من 1426ه حتى عام 1450ه. والتي أطلق عليها (مشروع آفاق). هذا بالإضافة إلى ما قامت به الوزارة ليشمل مجموعة من المشاريع والمبادرات التطويرية التي قامت بها الوزارة مثل: مشروع إحصاءات التعليم العالي، ومشروع المركز الوطني للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، ومشروع نظام المعلومات الجغرافي الاستراتيجي لوزارة التعليم العالي (GIS)، ومشروع تنمية الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس، ومشروع تطوير الجمعيات العلمية في الجامعات، ومشروع المنح الدراسية لطلبة التعليم العالي الأهلي. وغيرها من المشاريع التي تزخر بها وزارة التعليم العالي. إن هذه المشاريع وغيرها التي تقوم فيها الوزارة والتي نراها يومياً على صعيد هذا الوطن قليلة في حقه هذا الذي يلقى كل فرد فيه راعية خاصة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. إن أسرة التعليم العالي وهي تجدد شكرها وحمدها للعلي القدير على هذه النعم التي حباها بلادنا الخيرة؛ يسرها أن تبتهج بالاحتفاء بيوم الوطن؛ وتجدد فيه الولاء لقادة البلاد وتؤكد وقوفها صفا واحدا في سبيل خدمة الوطن وأبنائه، وتدرك أنها تشاطر مؤسسات المجتمعات الأخرى في الحفاظ على أمن هذا الوطن المعطاء. حفظك الله أيها الوطن؛ وحفظ لنا قادتنا؛ لنظل جميعا عزيزين شامخين بعز الإيمان في وطن الإسلام. والله ولي التوفيق ،،، وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات