كان للكاتبة اللبنانية جلبهار ممتاز وجود ثقافي وفكري مميز مع اطلالة عهد التلفزيون في بلادنا.. وقد كتبت سلسلة من الروائع التي عاشت في وجدان ابناء هذا البلد ومن تلك الروائع " سر الغريب" و "اليد الجريحة" و "مقامات بديع الزمان الهمذاني" و "العقد الفريد" و "رجال القضاء" و "كان.. ياما كان". كما شارك اديب وكاتب لبناني هو مروان العبد بروائعه من امثال "فارس بن عياد" و "المنتقم" و "فارس ونجود.. وغيرها. كما اطل على الشاشة السعودية نجوم اعلام في ميدان التمثيل اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر رشيد علاة ومحمد الكبي وزين الصيداني وعوني المصري ومحمود سعيد وعبدالمجيد مجذوب واحمد بديعة والياس رزق وعبدالكريم عمر وغيرهم. ومن النساء تألقت الفنانة التي رحلت قبل ايام الا وهي الفنانة القديرة آمال العريس ونعتها وسائل الإعلام. ولدت آمال العريس سنة 1926م اي انها توفت وقد قاربت الثالثة والثمانين في اسرة اعلامية فقد كان والدها جورج عوض الذي كان يعمل صحافيا في مجلة الكشكول التي كان من كتابها مارون عبود وورج جرداق والياس غصوب وغيرهم. وقد اسماها والدها اماليا عوض والذي تغير بعد ذلك وأصبح الاسم امال العريس. وعندما بلغت السابعة عشرة من عمرها وذلك سنة 1943 عرفت طريقها الى مسرح الفنان علي العريس وهو عم الاديب ابراهيم العريس وهناك ظهرت موهبتها في التمثيل وما لبثت حتى تزوجت الفنان علي العريس سنة 1945م واعلنت اسلامها بعد ذلك وعاشت مع زوجها المسلم خمسة واربعين عاما حيث توفى سنة 1990م. اشتهرت امال العريس في مسلسل "اليد الجريحة" وهو تحوير لقصة الحجاج بن يوسف لجرجي زيدان وقد قامت امال العريس بدور شخصية سبعاء الليل حيث ابدعت حتى تمنى جميع المشاهدين ان يحكم بالاعدام عليها في أسرع وقت وقد لبت جلبهار ممتاز نداء المشاهدين في الحلقة الأخيرة من المسلسل. يقول الاستاذ ابراهيم العريس عنها "في السنوات الاخيرة قبل وفاتها عاشت امال العريس خارج الفن في بيتها اللطيف الأنيق وسط بيروت لكن عيشها على هامشه لم يبعدها عنه نهى في نهاية الأمر تنتمي الى ذلك الجيل الذي تأسس يوم كان الفن فنا كما كانت تقول وهو قول يشاركها فيه كثر من ابناء جيلها الذين مثلها كانوا دائما ولايزال بعضهم بين قلة من الناس يشاهدون تلفزيون الدولة. انها ابنة جيل لا تنتهي فترة صلاحتيه الا بفعل العمر او الملل او القرف اذا كان الواحد من ابناء هذا الجيل حين يشعر انه لم يعد قادرا على التحمل ينزوي في بيته هادئا مستقرا يتذكر ايام الفن الجميل والنظيف. وبرحيل الفنانة القديرة امال العريس يحق لنا ان نتساءل اين الفن اللبناني الذي اثرى وجدان الأمة في الستينيات والسبعينيات الميلادية من القرن الماضي وهل الى ذلك الزمن الذهبي عودة؟