في بيتي الصغير والذي تحمل زواياه الحب والراحة لكل من يعيش فيه،ومع كل فرد من افراد اسرتي الصغيرة هناك قصصا نسمعها ونتعلم واخرى ننسجها من تجاربنا الصغيرة ليصبح لنا في البيت عالما خاصا والكثير مما يعبر عنا ففي عيده الرابع عشر. بدأ فارس رحلة جديدة معي بل ومع كل من حوله غرفته الصغيرة التي زينتها بستائر بلون السماء الصافية لا اثر لها وكأنها اختفت لتحل مكانها صور لأشخاص اعرف بعضهم، وجدرانها التي كسيت بورق يحمل من الطبيعة الغناء معنا صار لونها احمر من هنا واصفر فاقع من هناك وغطاء سريره الذي اخطته بخيوط ملونة اصبح يحمل رسم هياكل عظمية واشباح والزوايا التي حملت العابا محشوة صارت تأن من ثقل الالعاب الالكترونية والسيارات التي يحركها الريموت كونترول.. كل تلك الاشياء تحولت لأخرى لا تشبهها الا في الشكل فقط.. الادهى من ذلك ما تغير في داخل فارس، ذاك الطفل الذي كان يلهو امامي ويعانقني بقوة قائلا: احبك ماما.. لقد كبر ليصبح اليوم مراهقا، صوته مرتفع، وكلماته حادة، واشيائه تحولت لمعقدة وكأنها زادت في العمر هي ايضا، وتفكيره الطفولي بات يتأرجح بين الامس واليوم وغدا الذي لا يعرفه حتى الآن. حين طرقت باب غرفته رأيته قد بدل كل شيء من مكانه وطلب ان اغير لون الجدار وكل الاشياء التي لا تناسب الا الاطفال كما قال صار يتحدث بسرعة ويرفع يديه للأعلى ويهز كتفيه مع كل جملة ينهيها لقد اعتقدت حينها اني اتحدث مع شخص يستعد لدخول حلبة المصارعة لينازل احدهم الحقيقة كانت الدهشة في عيني لا توصف وكأن ذلك كان كافيا لدخول فارس في صمت يعقبه اعتذار. لا اخفيكم اني شعرت بالغضب الشديد واردت الخروج من غرفته مسرعة لأدس رأسي بين وسائدي ربما لأبكي او لأصرخ او لأتذكر سنواتي مع طفل هادئ هو اليوم مختلف تماما، لكنني تنبهت للمرحلة العمرية التي وصل لها ولدي الحبيب فإذا كان هو مراهقا وتفكيره ما زال غير ناضج وافكاره تذهب في الدقيقة الواحدة يمنة ويسرة الف مرة.. فأنا عكس ذلك تماما لذلك كما احتضنته طفلا واحتويت بكاءه بقربي وفرحه بحبي تماما الآن سأحتضن تقلباته واحتوي اخطائه بقلبي الكبير لتمر هذه المرحلة بهدوء واطمئنان.