نوه الشيخ صالح تيغازي الأمين العام للمشيخة الإسلامية في البانيا بالجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لنشر الدعوة الإسلامية في جميع انحاء العالم انطلاقا من رسالتها الإسلامية، واكد في حديث ل(البلاد) ان المسلمين في البانيا يمارسون شعائرهم الدينية في اجواء ايمانية آمنة دون اي عوائق او مشاكل تذكر مشيرا الى ان الشعب الالباني المسلم متعطش لمعرفة المزيد عن حقيقة الإسلام، ونفى الأمين العام للمشيخة الإسلامية في البانيا تأثر المسلمين بالزحف التنصيري الذي تواجهه معظم الدول الفقيرة مؤكدا ان الشعب الالباني المسلم متمسك بالعقيدة الإسلامية ويرفض اعتناق اي دين خلاف الدين الإسلامي الحنيف الذي يعتبره دين السماحة والتكافل الاجتماعي، وتطرق الشيخ صالح تيغازي في حديثه الى عدد من الموضوعات الإسلامية وفيما يلي نص الحوار: * ماذا عن أوضاع المسلمين في البانيا؟ ** حقيقة ان وضع المسلمين في البانيا وضع جيد ويمارسون شعائرهم الدينية في أمن وراحة واطمئنان ودون أية مشاكل ولله الحمد غير أن هناك أشياء يحتاجها المسلمون في البانيا تتمثل في إنشاء المدارس الإسلامية والمراكز والجمعيات الدعوية ودعم مدارس تحفيظ القرآن الموجودة وترميم المساجد القائمة مع توفير المصاحف والكتب الدعوية وهناك بعض المساجد تحتاج إلى مصاحف وفرش ومكبرات صوت وهناك رغبة وحاجة ملحة للتواصل ما بين الدعاة والأئمة والخطباء في البانيا ونظرائهم في الدول العربية والإسلامية بغية زيادة الثقافة الاسلامية كما تقوم دار الافتاء والمشيخة الإسلامية في البانيا بجهود كبيرة لتعميق رسالة الاسلام لدى الشعب الألباني المسلم وكشف كافة المخططات التي يحاول اعداء الإسلام نشرها عن الاسلام والمسلمين واعتقد ان جهودها واضحة للحفاظ على الهوية الإسلامية في البانيا والدول المجاورة لها. * ما زالت الدعوات العنصرية الغربية تحاول تشويه صورة الإسلام والمسلمين فما هو الدور الذي يمكن ان تبذله المنظمات والجمعيات الإسلامية لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين؟ ** لكي تلعب هذه المنظمات دورها المنوط بها في خدمة الإسلام والدعوة الإسلامية لا بد ان تحدد التحديات والاولويات والبرامج والخطط التي تفرض نفسها فهناك الكثير من القضايا والمشكلات التي تجابه عالمنا الاسلامي وينبغي ان تتخذها هذه المنظمات بالمناقشة والدراسة وهذا بالطبع دور العلماء المسلمين البارزين والموثوق بهم في عالمنا الإسلامي لكي يقدموا الدعم البحثي والفكري والثقافي لهذه المنظمات بما في ذلك توضيح واظهار القيم السامية والعادلة التي دعا اليها ديننا الاسلامي الحنيف ثم دور الحضارة الإسلامية الراسخ في خدمة الحضارة الانسانية بشكل عام وكيف ان هذه الحضارة التي اضاءت للعالم جنبات جهله لا يصح على الاطلاق ان تلصق بهم التهم الباطلة ومحاولات التزييف والتشويه التي تساندها منظمات تنصيرية عديدة وهنا نقولها بان على المنظمات والجمعيات الإسلامية والدعاة واجب كبير في اظهار سماحة الدين الإسلامي وابراز جوانبه السمحة التي تحث على التكافل والتسامح وترفض العنف. حقوق المرأة وجهود المشيخة * ما مدى تمسك المرأة المسلمة في ألبانيا بالإسلام وهل تواجه مشاكل في ارتداء الحجاب وما هي جهود المشيخة الإسلامية لحفظ حقوق المرأة؟ ** المرأة المسلمة في البانيا متمسكة بالإسلام وتحرص كل الحرص على العقيدة الإسلامية وتجدها تريد معرفة كل شيء عن المرأة في الإسلام كيف كانت عاشت ولذلك نجدهن يحرصن على حضور الندوات والمحاضرات الإسلامية والتردد على مجالس الذكر في المساجد والمراكز والجمعيات الإسلامية اضافة الى حرصهن على التعليم في المدارس الإسلامية لذا فإن معظم النساء المسلمات في البانيا يرتدين الحجاب ويتمسكن به لأن الشريعة الإسلامية تطالب المرأة بالحجاب والستر ولا تواجه المرأة في البانيا اية مشاكل ولله الحمد واعتقد ان دار الافتاء والمشيخة الإسلامية في البانيا تبذل جهوداً كبيرة في اظهار حقوق المرأة في الإسلام وحثها على التمسك بالدين الإسلامي قولا وعملا وفعلا ونحمد الله ان المرأة في ألبانيا تمكنت من حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ولديها إلمام كامل بحقوق المرأة في الإسلام. * يقال ان هناك تضييقا على المسلمين في ألبانيا فما صحة ذلك؟ ** لا يوجد أي تضييق على ا لمسلمين في البانيا لممارسة شعائرهم الدينية وكما سبق وان قلت لك بأن المسلمين يمارسون شعائرهم الدينية في جو آمن من الروحانية الإيمانية وتقوم الجهات المعنية عن المسلمين بجهود كبيرة في نشر الثقافة الإسلامية وحفظ حقوق المسلمين واعتقد ان الإسلام في البانيا والمناطق لها ينتشر بقوة وتدخل اعداد كبيرة الإسلام يوميا وهذه بشرى ولله الحمد وتأكيد على ان الإسلام هو الدين الحق. * ماهي أنشطة وبرامج المشيخة الاسلامية في البانيا وهل تقوم بدور فعال في خدمة الدعوة الاسلامية؟ ** نحن في المشيخة الاسلامية في البانيا نقوم بدور كبير وفعال في خدمة الدعوة الاسلامية على سبيل المثال اقامة الندوات والمحاضرات الاسلامية، توزيع الكتب والمصاحف على المساجد والمدارس الاسلامية، تخصيص مواقع للمفتيين للافتاء، كشف مخططات اعداء الاسلام واظهار سماحة الدين الاسلامي، التعاون مع الجمعيات والمراكز الاسلامية في الدول الاسلامية، عمل لقاءات ما بين المسلمين في البانيا واخوانهم الدعاة في العالم العربي والاسلامي، فنشاط المشيخة الاسلامية في البانيا كبير لا يمكن ابرازه عبر هذا اللقاء المحدود المساحة. تحصين الشباب من التيارات المعادية *على من تقع مسؤولية تصحيح الأفكارالمشوشة التي راجت في اوساط بعض الشباب وماهي جهودكم في هذا الجانب؟ ** المسؤولية تقع على اهل العلم فأهل العلم ينبغي ان يتوجهوا في محاضراتهم وندواتهم ومؤلفاتهم وكتبهم بالنصائح الواضحة الى هؤلاء الشباب بإرشادهم وتوجيههم ببعض الأمور الدينية وحثهم على التمسك بالعقيدة الإسلامية وتحذيرهم من كل التيارات المعادية التي تحاول تشويه الأفكار كما ان على الإعلام الإسلامي دور كبير في هذا الجانب اولها الوقوف امام تيارات معادية واظهار سماحة الدين الاسلامي ودعوة الشباب بأن يكونوا قدوة حسنة، ونحن في ا لبانيا نقوم بجهود كبيرة وواضحة في حث الشباب على التمسك بالدين الاسلامي من خلال البرامج الدينية التي تنفذ بين وقت وآخر في المراكز والجمعيات الإسلامية. * هناك حملات تنصيرية تزحف الى البانيا ماهي الجهود المبذولة لكشف هذه المخططات التي تحاول مسخ الهوية الاسلامية من هذا البلد المسلم؟ ** حملات التنصير تزحف على جميع دول العالم الفقيرة مستغلة فقر الشعوب وتحاول هذه الحملات تشويه صورة الاسلام والمسلمين والبانيا لم تسلم من حملات التنصير غير ان المسلمين ولله الحمد يرفضون اي دعوة غير دعوة الاسلام ومتمسكون بالدين الاسلامي قولا وعملاغ وتبذل الجهات المعنية عن الاسلام في البانيا متمثلة في وزارة الشؤون الاسلامية ودار الافتاء والمشيخة الاسلامية وكذلك الجمعيات والمراكز الاسلامية جهودا كبيرة في كشف مخططات التنصير وحث المسلمين على التمسك بالاسلام واعتقد ان الاسلام في البانيا ينتشر بصورة مسريعة. * تتعالى صيحات التحذير من الاسلام في الاععلام الغربي ويصفونه بالخطر القادم كيف يمكن مواجهة مثل هذه التحذيرات؟ ** الغرب يدرك أن هذه الأمة التي تعيش في هذه المنطقة الغنية المطلة على المحطيات وتتحكم بالممرات المائية وتحتوي على الثروات الطبيعية واعلارض الشاسعة والمياه الوفيرة فضلا عن اعتناقها للدين الصحيح والعقيدة الصالحة لكل زمان ومكان والتي سادت بفتوحاتها وعلمها العالم عبر التاريخ هذا كله يشكل خطرا في نظر الغرب خاصة ان حضارته المنهارة توشك على التلاشي والوريث الوحيد لتلك الحضارة هم المسلمون لذلك يحذرون من الاسلام ومخططون للقضاء عليه وندعو الله ان يجعل كيد الظالمين في نحورهم وان يرجع حكام المسلمين وشعوبهم الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لرد تلك الصيحات الغربية والاتهامات التي يتهمون الاسلام بها ظلما وعدوانا فالاسلام ليس الخطر بل هو الخير الذي يقدم للبشرية ولكنهم يجهلون حقيقة الاسلام والناس اعداء لما جهلوا (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) لذلك ومن هذا المنبر الاعلامي ندعو اجهزة الاعلام العربية والاسلامية بأن تكثف من جهودها الدعوية في ابراز سماحة الدين الاسلامي الذي يدعو الى التكاتف والتسامح والتعاطف والتآلف ورفض العنف. * ماهي المشاكل التي تواجه الشيخة الاسلامية في البانية ومدى تعاونكم مع الجمعيات والمراكز الاسلامية الاخرى؟ ** لا نواجه اي مشاكل تذكر فكما قلت لك فان العقيدة الاسلامية في البانيا تنتشر بصورة سريعة جدا ويتلهف المسلمون لمعرفة المزيد من المعلومات عن العقيدة الاسلامية وتبذل الجهات المعنية عن الدعوة الاسلامية في البانيا جهودا كبيرة في نشر رسالة الاسلام السامية واعتقد ان وضع المسلمين في البانيا جيد ويمارسون شعائرهم الدينية في طمانينة ودون اية مشاكل وتنتشر المساجد والمدارس الاسلامية في كافة انحاء البلاد ولدينا تواصل فعال مع الجمعيات والمراكز الاسلامية في دول العالم العربي والاسلامي بدعم مستمر من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين التي اسهمت بفاعلية في انشاء المساجد ودعم المدارس والدعاة وساهمت بشكل كبير في حفظ الهوية الاسلامية لهذا البلد ونسأل الله ان يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعمه المتواصل لشعب البانيا المسلم. التعاون بين الدول الاسلامية ضعيف * كيف ترون التعاون ما بين الدول الاسلامية وماذا قدمت هذه الدول للاسلام والمسلمين؟ ** التعاون بين الدول الاسلامية مازال ضعيفا وعندما نتحدث عما قدمت الدول الاسلامية للاسلام والمسلمين يبرز اسم المملكة العربية السعودية دائما فهي قلب العالم الاسلامي النابض ولها سجل حافل بالمنجزات الاسلامية التي تثلج الصدر سواء في الاماكن المقدسة او في العالم الاسلامي كله فالمملكة العربيثة السعودية لها الريادة في ذلك كله ولها التقدير والاحترام من كل مسلم الذي يعرف جيدا ماذا قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للاسلام والمسلمين وهي منجزات مشرفة ملء السمع والبصر نسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناته وان يحفظ هذه البلاد من كل مكروه. * ما مدى اقبال الشعب الالباني المسلم على تعلم اللغة العربية والسيرة النبوية؟ - الشعب الالباني شعب متعطش لمعرفة الاسلام وكذلك تعلم لغة القرآن اللغة العربية وكذلك حفظ القرآن الكريم والحاديث النبوية الشريفى لذلك تقوم الجهات المختصة بدور فعال في هذا الجانب حيث تم انشاء العديد من مدارس تحفيظ القرآن وكذلك مدارس تعلم اللغة العربية ويوجد في المساجد حلقات لتحفيظ القرآن للشباب والناشئة ونحمد الله ان اغلب ابناء البانيا المسلمون يجيدون اللغة العربية ويحفظون القرآن الكريم ومن هذا المنبر الاعلامي ادعو اخواننا في العالم العربي والاسلامي الى مد يد العون لنا لاستكمال بناء بعض المساجد والمدارس وانشاء المزيد من دور العلم فهناك بعض المناطق بحاجة الى مساجد وبحاجة الى مدارس خاصة مدارس تحفيظ القرآن ومدارس اللغة العربية وهنا اتوجه بالشكر والعرفان لحكومة خادم الحرمين الشريفين على دعمها المتواصل لشعب البانيا المسلم. * هناك بعض الدعاة الذين يقتصر نشاطهم الدعوي على المنبر فهل ترون ان هذا كافيا؟ - يجب أن يكون المسلم داعيا الى الله تعالى في بيته وعلى منبره وفي سوقه وفي مكتبه ومصنعه وفي كل مكان كما يجب ان يكون داعيا الى ربنا تعالى بقوله وعمله وفقا لما رسم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحكمة والموعظة الحسنة وحسب الاستطاعة واعتقد ان الدعاة في العالم الاسلامي يبذلون جهودا كبيرة في نشر العقيدة الاسلامية ونحن في البانيا لنا نشاط واسع في نشر العقيدة الاسلامية من خلال المحاضرات والندوات والمنابر والمدارس واقامة المسابقات الدينية والثقافية التي تبرز سماحة الاسلام ونسأل الله ان يوفقنا لما فيه الخير للأمة الاسلامية. * هل ترون ان العلماء والدعاة يؤدون دورهم المنشود في التوعية بضرورة العودة لصحيح الاسلام وحسن التمسك به سعيا لتحقيق وحدة الامة الاسلامية؟ ** لاشك في ان العلماء والدعاة ادوا ويؤدون دورهم في هذا المجال على اكمل وجه ولكن اخشى ان نحمل العلماء فوق طاقتهم وان نحاسبهم على امر لا يملكونه ان العلماء ينقلون الحكم فقط ولا يمكون ابدا تنفيذه فهذا خارج عن دورهم وانما يملك تنفيذ هذا الحكم اما ولي الامر او الانسان من خلال ولايته على نفسه وابنائه ومن هم في دائرة رعايته يجب ان يقوم كل منا بدوره في نطاق ما هو مناط به فالعلماء يقولون وينصحون وينقلون احكام الدين الى الناس ولكنهم لا يملكون تنفيذها ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فلن لم يستطع فبقبله) فهذا الحديث الشريف يدلنا على ان الشرع الحكيم قد قدر ان هناك من يستطيع تغيير المنكر بيده كولاة الامور ومن لا يستطيع تغيير المنكر باليد مثل العلماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فان لم يستطع فبلسانه) وهناك من لا يستطيع ذلك بيده او لسانه فقال صلى الله عليه وسلم فبقلبه فلا يجوز ان نحمل العلماء فوق طاقتهم وان نحاسبهم على امور لا يملكونها ولا يملكون تنفيذ الحكم فيها برغم انهم هم الذين ينقلون هذا الحكم. الاولى بنا نحسن الاستماع الى علمائنا وان نجيد اخذ الاحكام عنهم بوعي حقيقي ويقين في ان هذه الاحكام تضمن سعادة البشرية كلها في الدنيا والآخرة وفي كل المجالات والميادين.