تتسع دائرة انتشار رياضة الهجن يومًا بعد آخر من المحيط للخليج، وهي الرياضة التي بدأت منذ قرون، رياضةً أصيلة اشتهرت وانتشرت في جزيرة العرب، بيد أنها اليوم تشهد انتشارًا أكبر تجاوز محيط المنطقة الجغرافي. ذلك الانتشار لم يأتِ بمحض الصدفة بل إن نظرة صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي بن عبد العزيز بن مساعد رئيس الاتحاد العربي للهجن، وسلسلة من إجراءات عملية دؤوبة قد أثمرت عن بداية مرحلة جديدة للانتشار بشكل أكبر عربيًا. ويقيم الاتحاد العربي حاليًا معسكرًا إعداديًا لعدد من الهجانة غير الخليجيين مدته 17 يومًا في الطائف على هامش فعاليات مهرجان ولي العهد للهجن في نسخته السادسة، انطلق في ال 20 من أغسطس الماضي، ويستمر حتى السادس من سبتمبر الجاري، يهدف إلى إعداد هجانة جدد من جميع الدول العربية، سعيًا من الاتحاد لنشر الرياضة بشكل أكبر. يقول عبد الله الثبيتي المشرف على معسكر الهجانة "وضعنا برنامجًا إعداديًا لعدد 19 هجانًا أتوا من تسع دول عربية، وقد وفَّرنا لهم كافة الالتزامات، ونقوم بتدريبهم على فترتين صباحية ومسائية تحت إشراف المدرب محمد العتيبي، وسيتم تحديد مستوياتهم قبل السباق النهائي الجمعة المقبل، إذ سيشاركون جميعًا في السباق النهائي". وأضاف "وفرنا للهجانة أفضل المطايا في برنامجهم؛ الأمر الذي أظهر تحسنًا واضحًا في مستوياتهم". ومن جانب متصل بالمشاركين يقول الهجان زيدان علي، القادم من لبنان: "الهجن من الرياضات الفنية التقليدية، فهي تعتمد على مهارات عديدة، أهمها القدرة على التحمل، والتناغم القائم بين الهجان ومطيته وإجازة مهارة التواصل بينهما، وهو الأمر الذي يجعلها مختلفة عن غيرها من الرياضات". وتابع "رياضة الهجن رياضة رائعة مليئة بالحماس والتحدي، وكما نعلم فإن الحماس يسهم في زيادة ثقة الإنسان بنفسه وهذه أبرز فوائدها". وختم زيدان حديثه بتوجيه الشكر للاتحاد العربي للهجن على اهتمامه بهذه الرياضة القديمة ودعم ملاكها ومحبيها في كافة الدول العربية. من جانبه، امتدح إدريس محمد، الهجان القادم من جيبوتي المعسكر الذي انخرط فيه وعلى كافة ما تم إعداده للهجانة، مبينًا أن المعسكر عاد بالنفع له ولزملائه بفوائد عديدة. وبدوه، أبدى الهجان المصري رياض شركي إعجابه الكبير بما لقيه في مقر معسكر الاتحاد العربي، وقال "قدمت إلى هنا هجانًا محترفًا وسبق لي أن شاركت كثيرًا وآخرها حصولي على المركز الرابع في كأس العلا للهجن، وقد حضرت إلى هنا بهدف الاستفادة أكثر، وبالفعل هذا ما توقعت، إذ جرى كل شيء على ما يرام، وأشكر كل الأشقاء العاملين هنا على ما قدموه لنا".