يحتاج الأطفال إلى بيئة آمنة ،ومنزل يشعرون فيه بالأمان والاستقرار، حيث يحب الآباء أطفالهم ، ويسعون لحمايتهم في منزل خالٍ من العنف، خاصة عندما تسوء الأمور في العالم الخارجي، يصبح المنزل مكان للراحة والدعم، لكن مع إنتشار العنف المنزلي حول العالم ،يتعرّض مئات الملايين من الأطفال، إلى اعتداء أحد الوالدين بالعنف على الآخر، وتكون هذه التجربة مؤلمة بالنسبة للطفل، 95% من حالات العنف المنزلي تتعلق بالنساء فهن الضحايا دائمًا، وتمتد آثار العنف الأسري على الطفل لتؤثر سلباً على مستقبله وصحته، آثار العنف المنزلي على المرأة معروفة مقارنة بالتأثير المعروف على الطفل، فالعنف المنزلي هو نمط من السلوكيات العدوانية والقسرية، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية والجنسية والنفسية، بالإضافة إلى الإكراه الاقتصادي الذي يستخدمه البالغون أو المراهقون ضد شركائهم الحاليين أو السابقين. إن الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي، يعانون بصمت دون أي دعم لهم، فهم يعانون من ألم رهيب داخلي بسبب عائلاتهم، بل وفي معظم الأحيان يلومون أنفسهم على سوء المعاملة، فالأسرة التي تبدو مثالية للغاية، يمكن أن تكون مختلفة كثيرًا خلف الأبواب المغلقة، ومن المعروف أن الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي ، يعانون من الاكتئاب والقلق الشديد واضطراب ما بعد الصدمة، ويجدون صعوبة في الدراسة ،ويتبولون لا إرادياً ،ويشاهدون كوابيس أكثر من أي طفل آخر، فمشاهدة العنف المنزلي تؤثر على مستقبل الطفل وقد يُظهِر سلوكاً إجرامياً، أو الميل لتعاطي المخدرات، وكذلك ميولاً انتحارية في المستقبل. ويبقي السؤال: كيف يمكن منع العنف المنزلي في حين أن معظم الضحايا يلتزمون الصمت بشأن العنف المنزلي الذين يعيشونه، خاصة حين يفكر كثير من الناس لماذا لا تترك الضحية الشريك المسيء؟ الأمر ليس من السهل كما يبدو للبعض، حيث يمكن أن تكون المغادرة خطيرة بالنسبة لضحية سوء المعاملة، لأنه في بعض الأحيان يلاحق المعتدي الضحية وينتهي الأمر بجرائم كارثية.