أكد القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية بجدة السيد "وانغ يونغ" أن الاسلام دخل الى الصين على ايدي التجار العرب ويعود تاريخ الصداقة بين الصين والعرب الى زمن سحيق لما بعث تشانغ تشيان في عهد اسرة هان الى المنطقة الغربية "أي المنطقة الممتدة من حدود الصين غربا الى ساحل البحر الابيض المتوسط" في القرن الثاني قبل الميلاد، فتحت المواصلات بين الشرق والغرب وكان هناك طريقان، يدعى احدهما "طريق الحرير" ويدعى الآخر " طريق العطور" وكان لهذين الطريقين تأثيرات كبيرة في التبادلات الثقافية بين الصين والبلاد العربية الإسلامية و خاصة في المعيشة الدينية للصينيين. ويبلغ عدد مسلمي الصين تقريبا اكثر من عشرين مليون مسلم ينتشرون في انحاء الصين ومعظمهم يتركزون في مناطق مستقلة تقع شمال غرب الصين ويتمكن الجميع من اداء الصلوات الخمس ومختلف شعائرهم الدينية حيث يوجد اكثر من 34000 مسجد تنتشر في ارجاء البلاد، أما شهر رمضان فيبتدئ وينتهي برؤية الهلال حسب ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "صوموا برؤيته وأفطروا برؤيته فإن غبى عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين" وبحلول شهر رمضان يبدأ الدعاة وائمة المساجد في الصين في إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية خاصة تلك التي ترتبط بالصيام وأخلاق الصائمين. كعادتهم في رمضان يصلي المسلمون الصينيون صلاة التراويح و يرفعون اصواتهم بالدعاء بعد انتهاء كل ركعتين: "يا مقلب القلوب والابصار وياخالق الليل والنهار، "اللهم قوي إيماننا لنثبت على طريق الحق". فإن شهر رمضان يتميز عن غيره من سائر شهور السنة بالعديد من الأنشطة الدينية التي يمارسها المسلمون الصينيون مثل تلاوة القرآن وإلقاء الوعظ قبل صلاة التراويح والاعتكاف في المساجد والاحتفال بليلة القدر. وفي المناسبات الدينية وخصوصا شهر رمضان الكريم يقدم المسلمون الصينيون لجيرانهم المسلمين وغير المسلمين اطعمتهم التقليدية وفي نفس الوقت يعطي غير المسلمين بدورهم الهدايا لجيرانهم من المسلمين. ففي عيد الفطر الذي اصبح عيدا قومياً للمسلمين الصينيين تراهم يتدفقون الى المساجد وهم في ازيائهم القومية النظيفة لإداء صلاة العيد وللاستماع الى المواعظ الحسنة من الخطباء وبعد ذلك يتوجهون الى زيارة المقابر للتفكر ثم يتزاورون. والجدير بالذكر أن علائلات المسلمين في الصين غالباً ما تصنع الكعك والشعيرية المقلية في عيد الفطر لتكريم الضيوف او لإهدائها الى الأقارب.