دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف المنازل والمنشآت الفلسطينية على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة، والممتدة من بيت حانون شمالاً حتى مدينة رفح جنوبا، وذلك لخلق ما يسمى بالمنطقة العازلة بعمق يزيد عن كيلو متر داخل المناطق السكنية في القطاع. ووثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية في إحصائية أولية لها، تدمير وتفجير وتجريف الاحتلال أكثر من ألف منزل ومنشأة في مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، ضمن ما يسمى بالمنطقة العازلة التي عكف الاحتلال على إقامتها، التي تشكل أكثر من 30 في المئة من مساحة القطاع التي تبلغ 364 كم2 . وطالت عمليات التدمير والتجريف للمنازل أكثر من 40 في المئة من منازل ومنشآت الفلسطينيين في أحياء الشجاعية والزيتون شرق مدينة غزة، وهذا يعني أن أصحاب تلك المنازل لن يستطيعوا إعادة إعمارها بعد أن حولت قوات الاحتلال المنطقة التي يقطنون فيها لمنطقة عازلة يحظر على الفلسطينيين البناء أو الاقتراب منها. وفي جنوب مدينة غزة دمرت قوات الاحتلال بالكامل أكثر من ألف وحدة سكنية في منطقة جحر الديك التي كانت تضم قبل تدميرها الأبراج السكنية والمنازل التي شيدت بتمويل من الدول العربية والإسلامية، وحولت تلك المنطقة لكومة من الركام. وفي وسط قطاع غزة، في مخيمات البريج والمغازي، يشكل عرض تلك المنطقة الجغرافي لقطاع غزة، الأقل على الإطلاق، حيث لا يتجاوز عرض قطاع غزة في وسط القطاع سوى 7كم ، وقد دمر الاحتلال الإسرائيلي في تلك المناطق الشرقية مئات المنازل، ووصلت عمليات التدمير الشاملة وفق إحصائيات فلسطينية إلى عمق مخيمات البريج والمغازي. وفي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يبدو حجم الدمار هائلًا، فقد طال القصف والتدمير الواسع بلدات خزاعة ومعن والزنة والقرارة، مما أدى إلى تدمير أكثر من ألف منزل على طول المناطق الشرقية لخان يونس، وقد غيرت المنطقة العازلة ديموغرافيا وجغرافيا جميع المناطق الشرقية لقطاع غزة، وحرم قطاع غزة من 60 في المئة من مصادر الزراعة والثروة الحيوانية التي كانت تتركز في تلك المناطق. من جهتها، طالبت باكستان بضرورة معاقبة إسرائيل لانتهاكاتها غير القانونية للأراضي الفلسطينية المحتلة، واصفة سياساتها وممارستها ضد الفلسطينيين بأنها ترتقي إلى مستوى التمييز العنصري الممنهج . وقال وزير العدل الباكستاني أحمد عرفان أسلم في كلمة ألقاها الليلة الماضية أمام محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي خلال جلسات استماع لمناقشة التبعات القانونية الناشئة عن سياسات إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إن المحاكمات في محكمة العدل الدولية تجري بينما يكافح جميع سكان غزة من أجل البقاء على قيد الحياة تحت القصف الإسرائيلي الوحشي، وأيضًا معاناتهم من الظلم اليومي منذ أكثر من نصف قرن. وأضاف أنه يجب على قوات الاحتلال الإسرائيلية أن تتحمل مسؤوليتها الدولية بسبب انتهاكاتها المستمرة لأبناء الشعب الفلسطيني ، واحتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية وعليه يجب أن تكون هناك عقوبات على تل أبيب.