كشفت الهيئة العامة للإحصاء بأن نتائج المسح الصحي الوطني أن معدل انتشار السمنة بين البالغين من 15 سنة فأكثر بلغ نحو 24 %، إذ تفوقت النساء على الذكور في الوزن المثالي، فيما بلغت نسبة الأطفال الذين يعانون الوزن الزائد أو السمنة 18 %، فيما جاءت نسبة انتشار السمنة بناء على مؤشر كتلة الجسم 23.7 %، وتتقارب هذه النسبة بين الذكور والإناث، بينما نسبة الوزن المثالي بين الإناث بلغت نحو 39.6 % مقارنة بالذكور الذين بلغت نسبة الوزن المثالي بينهم 29.5 %. وحذر أطباء مختصون من انعكاسات زيادة الوزن عند الأطفال، واصفين نسبة زيادة الوزن بأنها مؤشر غير صحي، داعين إلى ضرورة توجيه الأطفال باتباع النمط الصحي. بداية يقول أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، إن هناك عدة عوامل أدت إلى عدم السيطرة على زيادة الوزن والسمنة عند الأطفال والمراهقين في المجتمع السعودي وهي: عدم ممارسة الرياضة والمشي والخلود للراحة والاسترخاء والنوم بعد الوجبات الدسمة، انتشار الأغذية والمشروبات التي تزود الجسم بالطاقة الحرارية العالية والخالية من العناصر المغذية، زيادة تناول المقليات والوجبات السريعة والمختلفة ذات السعرات الحرارية عالية دون تنظيم وبصفة مستمرة، الكسل والتراخي والجلوس بالساعات أمام التلفزيون وتناول المسليات والمكسرات مع عدم القيام برياضات يومية منتظمة، بجانب تناول الطفل لكميات أكثر مما ينبغي من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بدلاً من تناوله الأطعمة الصحية. وتابع الآغا أن من المسببات أيضًا: أكل الأطفال دون الشعور بالجوع، الأكل أثناء مشاهدة التلفزيون، كما أن من الأسباب خدمة توصيل الأكلات السريعة للمنازل، إذ جعلت الأمر أسوأ؛ لأن ذلك شجع الأطفال على تناول الأطعمة غير الصحية، بالإضافة إلى الأكل غير المنتظم كماً ونوعاً أي استبدال الوجبات الثلاث بأخرى عديدة متفرقة خلال النهار لا تحتوي على مكونات مغذية بقدر احتوائها على الدهون والسكر. وأكد الأغا أنه يمكن تجنب الإصابة بالسمنة عند الأطفال عن طريق اتباع نظام غذائي صحي، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، كالمأكولات السريعة التي يتناولها الأطفال، والابتعاد عن تناول الحلويات والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، وتناول الفواكه والخضراوات بنسبة عالية على مدار اليوم، والتقليل من الجلوس أمام شاشات التلفاز والحاسوب على مدار اليوم، ومن المهم الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، والتي تقلل من السمنة، وتساعد على الحفاظ على الجسم من التعرض إليها، بجانب ممارسة الرياضة. من جانبه ينصح استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر قانديه: الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن بضرورة ممارسة الرياضة، والحد من تناول الوجبات الدسمة، والإكثار من تناول الفواكه والخضار. وبين في تصريحات ل" المواطن "، أن زيادة الوزن تمهد لالتهابات المفاصل أي التعرض لالتهاب في غشاء المفاصل يتسبب في حدوث درجات متفاوتة من الألم، إذ يسبب الوزن الزائد ضغطًا إضافيًا على هذه المفاصل؛ مما يؤدي إلى تلف الغضاريف التي تحميها، فيما يؤدي فقدان الوزن من تخفيف الإجهاد على الركبتين والوركين وأسفل الظهر. وشدد د. قانديه على ضرورة اتباع بعض القواعد والسلوكيات لتفادي السمنة منها، ممارسة الرياضة، عدم الإكثار من الأملاح والسكريات؛ لأنها تعيق عملية التمثيل الغذائي والحرق بالجسم، كما أن زيادة الأملاح تسبب احتباس السوائل بالجسم وانتفاخه بصورة ملحوظة، والحرص على الإكثار من شرب الماء، فذلك يساعد على تعزيز عملية الأيض وتخليص الجسم من السموم، وكذلك الشعور بالشبع في حالة الجوع بين الوجبات، ولذلك فإن شرب الماء يضمن عدم زيادة الوزن بصورة كبيرة. وفي السياق يقول استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف، إن السمنة أصبحت تشكل أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات وخصوصاً الأطفال، بجانب الانعكاسات النفسية والاجتماعية والبدنية والاقتصادية المترتبة على ذلك. وذكر أن أسباب زيادة السمنة والعوامل المؤدية إلى ذلك تتمثل في عدة عوامل هي: النمط الغذائي، فالغذاء المحتوي على سعرات حرارية عالية يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان، وخصوصا مع عدم حرقها وصرفها، والوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية خير مثال على ذلك، والعامل الآخر قلة النشاط والحركة، فغياب الرياضة يمهد إلى تراكم الدهون والسعرات؛ مما يزيد الوزن بسهولة. الشريف أكد أن مواجهة زيادة الوزن والسمنة تكون باتباع العديد من الطرق الوقائية والعلاجية وفق أهداف محددة ومنطقية قصيرة.