يواصل مهرجان العلا للتمور الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العلا فعالياتهم بهدف تقديم تجربة ثقافية تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال قطاع الزراعة، إذ تتفرد العلا بتاريخ غني في زراعة التمور وتجارتها، وتشتهر بعدد من الأنواع المحلية مثل المبروم والبرني والحلوة والمجدول، ويعد البرني أكثر تمور العلا شيوعًا، إذ يشكل 80 % من إنتاج التمور فيها، وحققت سوق التمور في العلا انتعاشًا كبيرًا في السنوات الماضية، لتصبح أحد أبرز المنتجين في المنطقة. وتعد تمور العلا رافداً اقتصادياً استراتيجياً لمزارعيها، فمزارع النخيل فيها تمتد على مساحة 10 آلاف هكتار، وتنتشر بين أرجائها أكثر من 2.3 مليون نخلة، ويتجاوز إنتاجها السنوي من التمور 90 ألف طن ، ويوفر موقع المهرجان الجديد، الفرصة لاستقطاب عدد أكبر من المشاركين وزيادة جاذبية الزوار، كما يتيح كذلك الفرصة لمزارعي العلا لعرض منتجاتهم واللقاء مع المهتمين بقطاع التمور من المشترين والمستثمرين من داخل المملكة وخارجها. ويقام على هامش المهرجان "جائزة مزاد العلا للتمور 2023" للمزارعين المشاركين في مزاد مهرجان العلا للتمور، حيث سيحصل المركز الأول على 75.000 ريال، والثاني 50.000 ريال، والثالث 30.000 ريال، وسيتم اختيار الفائزين من قبل الهيئة وشركائها وزارة البيئة والمياه والزراعة، والمركز الوطني للنخيل والتمور وصندوق التنمية الزراعية وذلك ضمن معايير محددة وهي كمية المبيعات وقيمة المبيعات. كما يتيح المهرجان المجال للمزارعين للتسجيل على علامة التمور السعودية ، وهي علامة تجارية مسجلة يتم منحها للمنتجين الذين تتطابق منتجاتهم مع المتطلبات الفنية والقياسية التي يحددها المركز الوطني بالاعتماد على اشتراطات الأسواق العالمية وأفضل الممارسات الدولية ، كما سيتم اختيار عدد من مزارعي العلا للمشاركة في المؤتمر والمعرض الدولي للتمور الرابع في الرياض في نهاية العام 2023م. ويقام المهرجان على مرحلتين، تُخصص الأولى في الفترة الصباحية للمزاد التجاري والذي بدأ من 8 سبتمبر ويستمر إلى 28 أكتوبر، من خلال "المزاد" من الساعة السادسة وحتى التاسعة صباحًا، في موقع المزاد الجديد بحي العزيزية، وستخصص المرحلة الثانية خلال الفترة المسائية لسوق التمور، الذي سيقام في "سوق المنشية" إبتداءً من 13 أكتوبر وحتى 11 نوفمبر، من الخامسة عصرًا وحتى الحادية عشرة مساءً؛ حيث يضم السوق فعاليات تتيح للعائلات والزوار لقاء المزارعين والأسر المنتجة والفنانين المحليين، أو الاستمتاع بالمأكولات المعدة بمختلف أنواع التمور. كما أطلقت الهيئة منذ بداية المزاد نظام التتبع الإلكتروني للتمور عبر تقنية QR code، التي تمكن من تتبع وتوثيق مصدر وتاريخ وميزات التمور الموردة للمزاد؛ حيث يعتبر هذا النظام أمرًا حيويًّا لضمان الشفافية ومراقبة الجودة والمساءلة في سلسلة توريد التمور بالمزاد ، كما يمكن للمشترين في المزاد الوصول إلى معلومات حول المنتجات التي يقومون بشرائها من خلال قراءة الباركود الملصق على عبوات التمور عبر استخدام هواتفهم الذكية، بما في ذلك منشؤها، وأي شهادات "مثل الزراعة العضوية وعلامة التمور السعودية"، ويعتبر هذا النظام في المزاد أداة قيمة تعزز من جودة المنتجات وتضمن سلامة التمور. واخيراً .. يأتي انعقاد مهرجان الامور استمرارًا لمسيرة تاريخية أصبحت خلاله تمور العلا تشكل علامة تميز في مهرجانات التمور في المملكة ، وهو ما يحقق تنافسية لها في مختلف الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية ، وفق ما تنص عليه "رؤية العلا" المتماشية مع "رؤية المملكة 2030" الهادفة إلى تعزيز دور المملكة لتصبح المصدر الأكبر للتمور على مستوى العالم.