أكد استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير ، أن مخاطر السجائر الالكترونية لا تقل خطورة عن السجائر العادية في جانب التعرض لسرطان الرئة وجلطات القلب ، مبيناً أن بعض المدخنين يعتقدون أن أضرار السجائر الإلكترونية أقل وبالتالي استبعاد تعرضهم للمخاطر المترتبة للتبغ. وقال إن دراسة طبية أمريكية كشفت أن فرص تعرض المدخن الإلكتروني لسرطان الرئة لا تقل عن السجائر العادية ، إذ إن بخار السجائر الإلكترونية العالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة "فورمالديهايد" التي تجعله خطرأً على الصحة ، كما أن الخطورة لا تتوقف على السرطان فقط بل تهدد القلب أيضاً ، إذ بينت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا ونشرت بمجلة "جمعية القلب الأمريكية" بأن مدخني السجائر الإلكترونية معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب مثل مستخدمي السجائر العادية ، إذ تسبّب السجائر الإلكترونية تلفاً مشابها للأوعية الدموية مثل تدخين التبغ ، وفي حال تلف الأوعية الدموية أو عدم تمكنها من العمل بشكل صحيح، يصبح من الصعب انتقال الأكسجين إلى القلب وأعضاء الجسم ، كما أن تدخين السجائر الإلكترونية يضعف وظيفة بطانة القلب، وبالتالي عجز الأوعية الدموية على الإنفتاح بدرجة كافية لتزويد القلب والأنسجة الأخرى بالدم الكافي ، وتبطن الخلايا البطانية الأوعية الدموية وتحافظ على سيولة الدم، وتنظّم تدفقه، وتتحكم في نفاذية جدار الوعاء الدموي عن طريق توليد أوكسيد النيتريك. وكشف "مير" عن أن السجائر الالكترونية اعتمدت على الترويج لها من خلال إقناع المدخنين أنها وسيلة للإقلاع عن تدخين السجائر العادية، إلا أن نوايا المروّجين لها سرعان ما ظهرت، وثبت أن هذه السجائر الإلكترونية هي نوع آخر من التدخين وتسبب الإدمان شأنها شأن السجائر العادية، بل إنها أكثر خطورة، حيث إنه قد يحتوي البخار المستنشق على النيكوتين وهو الذي يسبب الإدمان في التبغ. وخلص "مير" إلى القول: جميع أشكال التبغ ضارة، بما فيها منتجات التبغ الالكترونية ، فالتبغ سام بطبيعته ويحتوي على مواد مسرّطنة حتى في شكله الطبيعي، وعادة ما تحتوي سوائل السجائر الإلكترونية على النيكوتين والعديد من الإضافات والمواد الكيميائية الأخرى، حيث أن تسخين هذا السائل يؤدى الى إطلاق رذاذ قابلًا للإستنشاق، يحتوى على مواد كيميائية جديدة ومعادن تدخل إلى رئتيْ المدخن ، وبالتالي التعرّض إلى أمراض خطرة مع مرور الزمن. يقول البروفيسور جون بريتون، الأستاذ الفخري في جامعة نوتنغهام بالممكلة المتحدة، والذي قدم نصائح للحكومة بشأن تقريرها الأخير حول إنهاء التدخين: "من غير المعقول القول إن التدخين الإلكتروني آمن تماماً، إذ أن ذلك هو محض مفاضلة بين المخاطر، فإذا كنت لا تستخدم النيكوتين بأي شكل من الأشكال، فمن الجنون أن تبدأ التدخين الإلكتروني". يتوقع البروفيسور بريتون أنه في غضون 40 أو 50 عاماً، سنشهد إصابات بسرطان الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن وأمراض الرئة الخطيرة الأخرى نتيجة لتدخين السجائر الإلكترونية. وتقدر أبحاث كلية لندن الجامعية أن هناك 74 ألف مستخدم للسجائر الإلكترونية تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عاما في إنجلترا وحدها.