تحفل محافظة الخرمة بالعديد من الآثار التاريخية والمباني القديمة التي تقبع بين جبال الحرة الصماء، و الأماكن التي حضرت بأحداثها إلى وقتنا الحاضر، وما يميزها جغرافيًا بنخيلها السامقات، وجبالها الراسية، وأوديتها وسهولها التي جمعت التاريخ والحضارة والتراث والآثار، وما تشرّبته أرضها من عبق الماضي الذي تحدث عنها المؤرخ والمثقف والقاص والراوي. وتعتبر"قلعة المسهر" أهم معالم الخرمة، في مركز الغريف، وهي عبارة عن برجٍ من الطين بارتفاع 5 أمتار، قام ببنائه أهالي المنطقة قبل 350 عامًا، وقد استخدم قديمًا للمراقبة والرماية وحماية المنطقة من الغزاة، ومتابعة قوافل الرّحل المستخدمة للتجارة والحجيج، حيث تبعد قلعة المسهر 45 كيلًا إلى جنوب محافظة الخرمة؛ أسفلها واسع وأعلاها ضيق مما يعطي نموذجًا فنيًا رائعًا لجودة البناء، والقدرة على التصميم، مُطلة على وادي الخرمة الكبير في ارتفاع جبلي يكشف المنطقة المجاورة ويعد برج مراقبة حربي. كما يوجد في الغريف أيضاً آبار قديمة مرصوصة، حيث كان الغريف يعرف سابقًا باسم بستان بني عامر لكثافة الزراعة به وتعدد أنواعها وخصوبة تربته وتوفر المياه، وتعدّ الزراعة المهنة الأولى للسكان، حيث اهتموا بزراعة النخيل في المقام الأول حتى عرفت المحافظة ببلد النخيل السامقات، وكذلك زراعة بعض المحاصيل الأخرى كالبر والذرة والشعير، و تجارة البيع والشراء في المواشي. واكتسبت محافظة الخرمة أهمية كبرى بسبب وقوعها على طريق الحج، حيث تجتمع فيها قوافل الحجيج القادمة من الأجزاء الجنوبيةالشرقية، ومن وادي الدواسر وبيشة وعمان فأصبحت مركزًا مهمًّا ونقطة التقاء للقوافل. وأورد العديد من الرحالين والمؤرخين ذكر الخرمة في كتبهم، ويرجع سبب تسميتها لاختراق الأودية الممر الضيق وسط الكثافة النباتية أو غيرها مما يسمى ب"خريمة" لذا اشتقت كلمة "الخرمة" من هذا الاسم؛ لأن نشأة المدينة حول هذه الخريمة أو ممر العبور.