بينما تستمر المساعي الدولية لحل الأزمة النيجرية قبل التدخل العسكري، وصل وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) إلى النيجر أمس (السبت)، برئاسة رئيس وزراء سابق من نيجيريا؛ من أجل إجراء محادثات مع المجلس العسكري، الذي أعلن الانقلاب أواخر الشهر الماضي، حيث تشكل المفاوضات الأخيرة قبل التدخل العسكري. وطبقاً لمصدر مقرّب من إيكواس، فإنّ هذه البعثة تريد أن تنقل رسالة حازمة للانقلابيين، وأن تلتقي بالرئيس المعزول بازوم؛ وفقاً لوكالة فرانس برس، بينما يضع وفد إيكواس الإفراج عن بازوم في أولوية مطالبه. وشهدت نيامي أمس تجمعاً حاشداً بالقرب من ملعب سيني كونتشي في نيامي تأييداً للمجلس العسكري، حيث احتشد آلاف الشباب وسط العاصمة؛ تلبية لدعوة جمعيات مؤيدة للعسكر، أعلنت أنها ستبدأ في تسجيل المتطوعين؛ من أجل الذهاب إلى جبهات القتال دفاعًا عن سيادة البلاد، غير أن حالة من الفوضى سادت المكان، حيث قام بعض الشبان الغاضبين جراء انتظارهم في طوابير منذ ساعات الصباح الأولى، بتكسير السيارات وعرقلة حركة المرور، واستهداف الناس في الشوارع. وبعد تأكيد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) أن تاريخ التدخل العسكري في النيجر حدد، هددت بوركينا فاسو بالانسحاب من المجموعة. وقال وزير دفاعها، قاسم كوليبالي: إن بلاده مستعدة للانسحاب من "إيكواس"، مجددًا دعمه الكامل للنيجر ضد أي عدوان. وأضاف في مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي" الروسية أمس: " نحن مستعدون للعدوان، وندعم نيامي". كذلك وصف سياسة المنظمة تجاه النيجر بغير المنطقية، معتبرًا أن فكرة التدخل عسكرياً صادمة، مشدداً على أن دول الإكواس ليس لها الحق في محاربة بعضها البعض. وقال: "نحن جزء من اتحاد اقتصادي واحد؛ لذا فإن فكرة شن حرب ضروس بين أعضاء المجموعة صادمة"، محذراً من تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة إذا غرقت النيجر في الفوضى. إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس وصول السفيرة الجديدة لدى النيجر كاثلين فيتزجيبونس إلى العاصمة نيامي، لكنها لن تقدم أوراق اعتمادها رسمياً؛ بسبب الأزمة السياسية الحالية. وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر في بيان: " إن وصول فيتزجيبونس إلى النيجر لا يعكس تغييراً في موقفنا السياسي، ولكنه يأتي استجابة للحاجة إلى وجود قيادة عليا لبعثتنا في وقت صعب". كما أضاف أن وصول السفيرة يهدف لتسريع الوصول إلى حل سياسي، والتركيز على الحفاظ على النظام الدستوري في النيجر بعد الانقلاب. وكان البيت الأبيض قد جدد تأكيده أن الرئيس محمد بازوم هو الرئيس المنتخب ديمقراطياً في النيجر، مشدداً على ضرورة الإفراج عنه وأسرته، وأن تستمر إدارته.