يمثل الابتكار والتنمية الاقتصادية خارطة طريق لصناعة رواد الأعمال من شباب وبنات الوطن؛ ممن دفعتهم الطموحات، ورفع سقف توجهاتهم لخوض مضمار العمل؛ سعياً لتشييد مشروعاتهم الخاصة، في الوقت الذي يعد فيه قطاع ريادة الأعمال مورداً من موارد التنمية الوطنية، التي تنشدها رؤية المملكة 2030. وتعد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" أنموذجاً حياً لصناعة رواد الأعمال من الجنسين، والإسهام في تنويع المجالات الاقتصادية في المملكة، وتحويل اقتصادها إلى اقتصاد يستند إلى المعرفة، ما يعزز دورها بصفتها مؤسسة للمشاريع وبوابة لدخول هذه الموارد البشرية، التي تفاخر بها المملكة على مستوى العالم؛ علماً وفكراً وتوجهاً، إلى جانب استثمار "كاوست" في الشركات الناشئة، حيث يوجد بالجامعة أكثر من 100 جنسية لديهم خبرة في المجالات العلمية المهمة مثل: العلوم البيولوجية والبيئية وعلوم الكمبيوتر والهندسة والكيمياء، مع تقديم درجتي الماجستير والدكتوراه في 12 مجالاً في العلوم والتقنية، مع توفير فرص للتدريب والتوظيف وتأهيل رواد الأعمال. وتوظف "كاوست" علماءها وباحثيها في تطوير البحوث والابتكارات؛ لرفد الشركات الناشئة وتقديم نخبة من العقول الرائدة في مزاولة إدارة المشروعات، حيث تسعى أكاديمية "كاوست" للابتكار، لتنمية مختلف الأعمال وتطوير ريادة الأعمال، وترسيخ ثقافة الابتكار وتسريع تطوير المنتجات أو الخدمات الجديدة، التي ستساعد على تنويع الاقتصاد؛ وبالأخص إيجاد شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا، والعلوم الفيزيائية والكيميائية، بالإضافة إلى تكنولوجيا المعلومات والتقنيات الرقمية. وأوضح رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" البرفسور توني تشان، أن تسويق التكنولوجيا هو عملية جلب مخرجات البحوث من المختبر إلى السوق، لتتضاعف مهام "كاوست" في التنمية الاقتصادية، وبذل قصارى جهودها في غرس ثقافة ريادة الأعمال غرساً قوياً راسخاً، حيث تقوم الجامعة بإدارة آليات تسريع للشركات الناشئة، وتقديم برامج تدريبية وتعليمية حول ريادة الأعمال للطلاب وأعضاء هيئة التدريس وللزائرين من خارج الجامعة ولشركائها الصناعيين. وقال: " تهتم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" بشكل خاص بدعم المشاريع الجديدة، التي تتماشى مع الأنشطة البحثية للجامعة، التي سيكون لها تأثيرات محلية أو إقليمية وتخلق فرص عمل، مستهدفة الجامعة من خلال صندوق "كاوست" للابتكار، تنمية مجتمع الابتكار والاستثمار التقني، وجذب المستثمرين الدوليين وأصحاب رأس المال المغامر إلى النظام البيئي التقني السعودي الناشئ، حيث تركز استثمارات الصندوق على المشاريع الناشئة الداخلية في "كاوست" عبر فرق تعمل على مشاريع ريادية تتعلق بمجالات التميز في الجامعة، والشركات في مراحلها المبكرة؛ وذلك من خلال مشاريع "كاوست" الناشئة التي مرت بعملية التأسيس وتحتاج إلى تمويل إضافي، إلى جانب الشركات المنبثقة؛ كشركات التكنولوجيا الفائقة الدولية في مراحلها المبكرة المهتمة بتأسيس أنشطة البحث والتطوير في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية". وأضاف أن القيمة الحقيقية للجامعات وتأثيرها في إعداد وتشكيل رواد الأعمال وقادة المستقبل، التي أصبحت تدمج اليوم ريادة الأعمال ضمن تجربتها وبرامجها الأكاديمية، ويشمل ذلك تقديم مناهج مبنية على الابتكار وريادة الأعمال والتواصل مع القادة والصناعة وتأمين رأس المال، وهي بذلك تصبح الحاضنة المثالية في هذا المجال لقدرتها على تقليل المخاطر من خلال منح المبتكرين الفرصة والأرضية المناسبة لإكمال مسيرة نجاحهم في هذا القطاع الحيوي المهم. وبين نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" للأبحاث البروفيسور بيير ماجستريتي، أن رسالة التنمية الاقتصادية في الجامعة تتمثل في الإسهام في تحويل المملكة إلى اقتصاد قائم على المعرفة، ووضع نموذج ناجح وفعال لنقل التقنية من مرحلة البحث العلمي إلى مرحلة تقديم منتجات وشركات جديدة قائمة على المعرفة، وكذلك تأسيس شراكات مستمرة مع الصناعة المحلية وقطاع الأعمال لتحفيز النمو ورفع مستوى التنافسية عن طريق التقنية والإبداع. وأشار إلى أن "كاوست" أخذت زمام المبادرة في إعداد وتمكين الجيل القادم من رواد الأعمال في مجال التقنيات المتطورة، ودعم الأبحاث في محاور إستراتيجية أربعة، هي الغذاء والماء والطاقة والبيئة وتعزيزاً لهذا التوجه، أنشأت الجامعة في عام 2011م مركزاً للتدريب على ريادة الأعمال في حرمها الجامعي، إضافة لصندوق رأس المال الاستثماري، وذلك بهدف تسريع الشركات الناشئة السعودية ورواد الأعمال السعوديين؛ خصوصاً أن ريادة الأعمال تلعب دوراً كبيراً في تنمية الاقتصاد الوطني، الذي بدوره في صميم رسالة الجامعة.