إستكمالا لمقالي السابق ، فإنه أسعدني أني حضرت بعض الحفلات من العروض الموسيقية والإستعراضات المسرحية من فنون الاوبرا والباليه والعزف الموسيقي في قاعة الاوبرا السلطانية ولاحظت أن أغلب الحضور من المقيمين وقليل من الأخوان العمانيين وأن القاعة برغم محدودية مقاعدها إلّا أنها لمن تكن مكتملة الحضور كما يتوقع الحضور في قاعة أخرى مثل رويال البرت هول في لندن أو لنكولن سنتر في نيويورك أو حتى قاعة نهرو أديتوريم في نيو دلهي ومن الطبيعي أن يكون هذا هو الحال في مناسبات الموسيقى الغربية بعكس الحال عندما تستضيف القاعة فرقة شرقية أو مطرباً عربياً أو خليجياً لأن الذائقة الخليجية لم تألف بعد الموسيقى أو الأعمال الأوبرالية القادمة من أوروبا والجميل أن خطة الأوبرا السلطانية في مسقط في تدريب الكوادر العمانية والتي بدأت منذ بداية التاسيس للدار أخرجت الآن بعض الكفاءات المحلية والتي شاركت في الإحتفال الأخير لأوبرا موتسارت ( كلهن يفعلن هذا ) cosi fan tutte والتي عرضت للمرة الأولى في يناير 1789م في فيينا بالنمسا وجاء بعد ذلك المشروع الإماراتي بافتتاح دار الأوبرا في دبي والتي قامت بتصميمها المهندسة الشهيرة زها حديد العراقية الاصل والبريطانية الجنسية في 2013م وافتتحت في صيف 2016م على مساحة 60 الف متر مربع ، كما ورد اسم المهندس الدنمركي جانوس روستوك في حساب الدار أنه المصمم للدار التي تسع قاعتها 2000 مقعد في مختلف الدرجات وتستضيف الدار الكثير من الفعاليات الشرقية من نجوم الغناء العربي ممّا يجعل الإقبال على حفلاتها أكثر ازدحاماً ، ولقد بدأ موخراً الحديث عن إنشاء دار أوبرا في المملكة بجدة حيث أعلنت الهيئة العامة للثقافة عن مشروعها لتدّشين دار الأوبرا قريباً بالقرب من المنطقة التاريخية – البلد . والمشروع قيد التنفيد حالياً ولكن لم تحدّد الهيئة تاريخ الإفتتاح حتى الآن فلا زال العمل قائماً. وهذا يقودنا ثانية إلى التساؤل الأول وهو: إلى أي حدّ يمكن للذائقة الخليجية تقبُّل المسرح الأوبرالي أو الموسيقى الكلاسيكية الغربية؟ لا شك أن مناطق المملكة الواسعة ، مشبّعة بكثير من التراث الفني الذي يجذب الجمهور الخليجي أكثر من تحديد الفعاليات للأعمال الغربية فتاريخنا الفني يزخر بالكثير يمكننا توظيفه في برنامج الدار على أن تدخل الأعمال الغربية بشكل متدرّج لتعريف الجمهور وتدّريب ذائقته.