الرياض : أشاد دبلوماسي نرويجي رفيع المستوى بدور المملكة العربية السعودية لتقاربها مع إيران وجهودها المستمرة لإستعادة السلام والأمن في السودان الذي مزقته الصراعات وجاء ذلك من قبل السفير النرويجي توماس ليد بول وهو كان يتحدث في حفل استقبال الذي أقيم مؤخراً بمناسبة العيد الوطني النرويجي هنا حيث تحتفل النرويج باليوم الوطني في 17 مايو كل سنة . والاحتفال باليوم الوطني في منزل السفير النرويجي توماس، حضره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد الرحمن آل سعود، نائب أمير منطقة الرياض كضيف شرف وعدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين ورجال الأعمال والصحفيين السعوديين حيث قام كل من سمو الأمير محمد بن عبد الرحمن والسفير النرويجي بقطع الكعكة الإحتفالية معاً . وبهذه المناسبة قال السفير توماس في كلمته " أود أن أغتنم هذه الفرصة بتقدير بالغ للإتفاقية التي تهدف إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية و جمهورية إيران الإسلامية وهذا طبعاً يبشر بالخير للمنطقة وكذلك الجهود المبذولة لوقف اطلاق النار والعملية السياسية في اليمن. كما لعبت سلطنة عُمان دوراً مهماً وجديراً بالثناء والتقدير في هذا الصدد. كما اضاف السفير النرويجي " أن النرويج لا تزال ملتزمة بدعم عملية السلام تحت قيادة الأممالمتحدة والإستجابة الإنسانية في اليمن" على حد قوله. كما أشاد السفير بدور المملكة العربية السعودية في بذل الجهود المخلصة لإعادة السلام والأمان في السودان . وفي هذا الصدد، لفت النظر إلى أن النرويج كانت دائماً في طليعة في مساعدة السودان مشيراً إلى أنه في عام 2005م، ساعدت النرويج في التوسط في اتفاقية السلام الشامل واستضافت مؤتمراً للمساعدات الإنسانية لجمع الأموال للسودان ثم في عام 2008م أعلنت النرويج عن تقديم 490 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية للسودان. كما صرح السفير النرويجي وهو أيضاً معتمد لدى كل من البحرين وسلطنة عُمان واليمن " إن الإحتفال باليوم الوطني هو فرصة لدعوة شركائنا وأصدقائنا السعوديين من الحكومة والمجتمع المدني والمشهد الثقافي والقطاع الخاص ونفس الأمر ينطبق على أصدقائنا وشركائنا في البحرين وسلطنة عُمان واليمن" معرباً عن شكره وتقديره للأصدقاء في سفارات السويد وفنلندا والدنمارك على تعاونهم الرائع . كما أوضح السفير النرويجي قائلاً " اسمحوا لي أيضاً أن أعبر عن شكري وإمتناني للدكتور عبد الله بن محفوظ الذي يتواجد في هذا الحفل على العمل الممتاز كقنصل فخري للنرويج في جدة مضيفاً أن العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والنرويج انشئت منذ أكثر من 60 عاماً وهي الآن تمتد على القطاعات المتعددة سواء في مجال الطاقة أوالصناعة أوالثروة السمكية أو المأكولات البحرية و تربية الأحياء المائية أو الإنشاء والتعمير أو التحول الرقمي – فإن كل هذه الشراكات لها شيء مشترك وهو أنها تساهم في تحقيق رؤية 2030 في المملكة " . وفي إشارة إلى احتفالات باليوم الوطني للنرويج قال السفير " في 17 مايو، يذكر النرويجيون بتقدير خاص لدستورهم الذي أقر في عام 1814م وهو أقدم الدساتير في العالم ويبلغ عمره اكثر من 209 سنة والذي رسم الخطوة الأولى نحو نرويج حديثة وذات سيادة وديمقراطية والذي وضع الأسس لبرلمان يشترك فيه السلطات ويحمي حقوق المواطنين " مضيفاً أنه في يومنا الدستوري ، لا يزال من الضروري التأكيد مرة أخرى على حق كل أمة مستقلة في تقرير مستقبلها الخاص " على حد وصفه. ومن جهة أخرى ، اعرب السفير توماس عن قلقه بشأن الحرب الدائرة في أوروبا قائلاً " في هذا العام، مثل العام الماضي ، إننا نحتفل باليوم الوطني في أيام الحرب في أوروبا حيث يحتاج ملايين من المدنيين إلى الحماية والمساعدة لإنقاذ حياتهم وإننا متأثرون جميعاً إما بطريقة أو أخرى بالعواقب الواسعة النطاق نتيجة الهجوم الروسي غير المبرر وغير القانوني على أوكرانيا . كما تحدث السفير النرويجي عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان في حين أنه شكر المملكة على إجلاء المواطنين الأجانب بمن فيهم النرويجيين عبر ميناء السودان وجدة. كما أوضح السفير النرويجي قائلاً " انه بمناسبة العيد الوطني للنرويج ، نكرم عائلتنا المالكة ويسرني أن أقرأ رسالة تلقيناها من مالك النرويج ". كما إننا نثمن عالياً جهود المملكة العربية السعودية المستمرة بشأن هدنة إنسانية لوقف اطلاق النار في السودان وبالتالي إيجاد حلول سياسية للأزمة على المدى الطويل . كما هو من المهم أن نشير إلى العلاقات الدبلوماسية بين المملكة والنرويج تعود إلى عام 1961م. كما اشار السفير إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعززت من خلال افتتاح سفارة المملكة العربية السعودية في أوسلو عام 2012م حيث تعمل البلدين بشكل وثيق في عدة قطاعات بما في ذلك قطاع النفط والطاقة مضيفاً أنه بإعتبار دولتين منتجتين للطاقة ومصدرتين رئيستين للطاقة على مستوى العالم فإن النرويج والمملكة العربية السعودية تتبادلان الخبرات والتجارب في قطاع البترول وطبعاً بشكل متزايد في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة " على حد قوله . كما اضاف السفير أن كلا البلدين يستخدمان مواردهما الهيدروكربونية الوفيرة من أجل تطوير البنية التحتية الإجتماعية والإقتصادية وعلاوة على ذلك ، تشارك النرويج والمملكة العربية السعودية في حوار بناء بشأن التطورات في الشرق الأوسط بما في ذلك ما يتعلق بآلية التمويل للسلطة الفلسطنية (AHLC) التي تترأسها النرويج كما تعترف النرويج بالمملكة العربية السعودية كأكبر اقتصاد في العالم العربي وكذلك العضو العربي الوحيد لدى مجموعة العشرين ( G20) وفي الوقت نفسه أنها عضو مهم في مجلس التعاون الخليجي (GCC) " على حد اعتباره .