(لقد وُجدت حضارات بلا رياضيات، وحضارات بلا رسم ،وحضارات حُرمت من العجلة أو الكتابة لكن لم تُوجد حضارة بلا موسيقى) – جون بارو عالم الرياضيات الانجليزي المتوفي عام 2020م. وعندما يقول الناس إن الموسيقى لغة البشرية يسمعها ويفهمها الجميع ،نجد أن هناك فوارقاً إقليمية للموسيقى صنعتها الذائقة المختلفة لكل إقليم فالموسيقى الشرقية ونقصد العربية والتركية والفارسية تختلف في ألحانها عن الموسيقى الغربية ونقصد الأوروبية هنا ممّا يجعل جمهور الشرق يبحث عن ألحان تختلف عن الغرب. وكانت "أوبرا عايدة"، هي أول عمل موسيقي غربي دخل الشرق وعزف في مسارحه في نهاية القرن التاسع عشر ضمن إحتفالات إفتتاح قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل في نوفمبر 1869م حيث قام الموسيقي الشهير فيفالدي ( مؤلف السيمفونية المشهورة الفصول الاربعة ) ، بوضع اللحن لقصة فرعونية تحكي إنتصار مصر الفرعونية على الأحباش والتي تخللها قصة العشق بين الأميرة الفرعونية عايدة والقائد الحبشي والذي إتفق مع معشوقته على الهرب من مصر في السر واكتشف ذلك الفرعون فأمر بقتل قائد الأحباش . وبُنيت دار الأوبرا المصرية الخديوية في ميدان العتبة بالقاهرة في نفس الوقت لعرض العمل الأوبرالي الأول – عايدة – الذي جاء الى الشرق العربي ضمن إحتفالات إفتتاح قناة السويس ثم إنتقلت دار الأوبرا الحديثة الى مقرها الحالي في الزمالك. وكانت سلطنة عمان هي الدولة الخليجية الأولى التي تنشئ دارة للأوبرا في عهد السلطان قابوس -يرحمه الله- الذي أمر بها في 2001م وأفتتحت في 2011م على مساحة ثمانين ألف متر مربع وبلغت مساحة المباني خمسة وعشرين ألف متر مربع من ثمانية طوابق في مدينة مسقط العاصمة وتستوعب 1100 شخص .