تواصل معي أحد القراء، ذكر أن أخته المتزوجة قامت بإجراء عملية تكّميم للمعدة ، و عليه فإن وزنها قد إعتدل و اكتسب جسمها رشاقة و مهارات رياضية حملت بعدها ،بعد الولادة وجدت أن طفلها لا يتفاعل بالحديث مع الآخرين مثلما يفعل من في مثل عمره ، و بعد جهد و متابعة مع إستشاريي الأمراض النفسية ، كان التشخيص أن الطفل لديه اضطراب سلوكي ، يُسمى الصمت الإختياري ، و نظراً لأن السيدة كان لها أولاد عاديون ، فإنها باتت تعتقد أن عملية تكّميم المعدة قد أدت إلى حالة الطفل هذه ، و نظراً لأنها أخذت تتابع ما يكتب عن مضاعفات عمليات التخّسيس فقد إعتقدت أن سبب ما حدث ،هو أنها مثل كل من أجرى هذه العملية تعرّض لنقص في عناصر التغذية الدقيقة ، وهذه تزيد من نسبة الأجنّة الذين يقلّ معدل نموّهم عن المتوقع خلال حياتهم الجنينية ، وعند ولادتهم يتبين أن وزنهم أصغر من وزن نظرائهم. إستبد القلق بالأم ومع الوقت تطورت أمورها الى حالة نفسية سيئة ، اجتمعت فيها جلد الذات مع التأثّم و الإحساس بالخطيئة، و هي مصرّة على أنها تسبّبت لولدها بهذا الإضطراب السلوكي ، بسبب إقدامها على هذه العملية، و في النهاية أصبحت مريضة نفسياً، و صعوبة حالتها ناشئة عن عدم قناعتها بأن العملية التي أجرتها بريئة من اللوم. فاجأني الأمر ، سبق لى أن تعاملت مع حوامل كثيرات أجرين هذه العمليات ، ولم يحدث لأي منهن -على الأقل فيما وصلني – أن أيا من الأبناء قد تطورت أموره على هذا النحو، قلت للرجل : إن ما أعرف من معلومات لا يؤيد ما تقوله أختك، و لكننى ككثير من الأطباء تعاملت مع حالات كثيرة ، تأتى فيها المريضة بمعلومة لم تكن قد وصلت اليّ ، وجدتها خلال بحث على الشبكة. و لذا أرجو أن تعطينى وقتا أعود فيه إلى مراجع حديثة ، و تابعت: إننى لا أظن أن معلومات شقيقتك دقيقة ، و لكن العلم يأتينا بالجديد كل يوم ، و حالة مثل الحالة التى وصفتها ، لا تظهر إلا بعد سنوات من العملية ، بمعنى أن مثل هذه المسائل لم تلاحظ سابقاً ، لأن عمر عمليات جراحة السُمنة بالكاد يصل الى خمس و عشرين عاماً ، وحتى نتأكد فإننا بحاجة إلى متابعة هذه الحالات فترة زمنية تطول ، و عقبت بأننى سآتى بالمعلومات التى توصل إليها الطب حتى اليوم، و كلنا لا يدري ما يخبئه المستقبل. الناس تجري جراحات التخّسيس للتخلّص من مشاكل السُمنة ، و السُمنة عند الحامل تعرّضها لمجموعة من المخاطر، سوف نستعرضها فى المقال القادم.