كأس العالم .. هو الحدث الأكثر إثارة، الذي ينتظره عشاق الساحرة المستديرة حول العالم كل 4 أعوام؛ كأكبر كرنفال لكرة القدم في العالم. إنها البطولة المثالية؛ حيث تجتمع أقوى منتخبات المعمورة للتنافس على لقب كأس العالم، عبر عرض مهاراتها ومواهبها أمام العالم بأسره. وعلى مر السنين، شهدت منافسات كأس العالم بعضًا من أكثر اللحظات الرائعة في تاريخ الرياضة، وبعض الذكريات المضحكة وكذلك الحزينة التي ستظل عالقة في ذاكرتنا لزمن طويل. فيما يلي نستعرض بعضًا من تلك اللحظات والذكريات. رقصة ميلا أصبح اللاعب الكاميروني" روجيه ميلا" أكبر لاعب يسجل في بطولة كأس العالم بهدفه في مرمى كولومبيا واحتفاله به بطريقة مدهشة، فبعد تسجيل الهدف، احتفل " ميلا" بالرقص حول راية الزاوية، فأصبح أحد أكثر الاحتفالات بإحراز أهداف، في تاريخ كأس العالم، فقد حاول حارس المنتخب الكولومبي" المجنون" هيجيتا مراوغة رأس الحربة العجوز، إلا أن ميلا خطف الكرة منه، وسجل في المرمى الخالي، واحتفل بعد ذلك برقصته الشهيرة. هدف الموت سجل المدافع الكولومبي أندريس إسكوبار بالخطأ في مرماه في دور ال 16 بكأس العالم 1994 بأمريكا؛ ليودع منتخب كولومبيا البطولة أمام المنتخب الأمريكي. حاول المدافع الكولومبي اعتراض عرضية أمام المرمى، إلا أنه بالخطأ ليحول الكرة إلى داخل الشباك، لتتسبب هذه الهزيمة في وداع كولومبيا للبطولة. هذا الخطأ غير المقصود- بالطبع- كلف المدافع إسكوبار حياته عندما عاد إلى كولومبيا على يد مجموعة اعترضت طريقه في أحد الشوارع وأردته قتيلًا، لتشكل هذه الحادثة نقطة سوداء في تاريخ كرة القدم. قصة شعر رونالدو في كأس العالم( اليابان- كوريا الجنوبية 2002) أثار المهاجم البرازيلي رونالدو ضجة عندما ظهر بقصة شعر غريبة في المباراة النهائية للمونديال أمام المنتخب الألماني، التي انتهت بهدفين لصالح المنتخب البرازيلي وتتويجه باللقب، وتم الكشف لاحقًا عن أن قصة الشعر كانت نتيجة تقليم فاشل لشعر رونالدو، لكنها لم تمنع المعجبين من السخرية منه، لتتحول هذه القصة بعد ذلك إلى موضة شائعة بين الأطفال والمراهقين. يد مارادونا في ربع نهائي كأس العالم 1986 بالمكسيك، سجل دييجو مارادونا هدفًا مثيرًا للجدل ضد إنجلترا، مستخدمًا يده لتحويل الكرة في شباك بيتر شيلتون، لتصبح من أشهر اللحظات في تاريخ كأس العالم، فهذا الهدف بالإضافة لهدف أسطوري آخر في الشوط الثاني قادا الأرجنتين لنصف نهائي المونديال. نطحة زيدان في نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا، ضرب لاعب الوسط الفرنسي زين الدين زيدان المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي، في المباراة النهائية على لقب كأس العالم. وحصل على بطاقة حمراء، لينهي مسيرته الدولية بشكل غير مرضٍ، والتقط المصورون الصورة الأكثر شهرة وحزنًا لزيدان وهو يغادر أرضية الملعب، وفي الخلفية كأس العالم على منصة، منهيًا بذلك حياة أسطورة كرة القدم الفرنسي. عضة سواريز في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، قام المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز بِعضّ المدافع الإيطالي جورجيو كيليني. وصدر قرار من الفيفا ضد سواريز، الذي أفلت من العقاب خلال المباراة، بالإيقاف أربعة أشهر، و9 مباريات دولية. وكانت النتيجة لتعادل المنتخبين قبل وقوع هذا الحادث، لكن بعدها بدقائق نجحت أوروغواي في تسجيل هدف الفوز 1-صفر الذي صعد بها إلى دور الستة عشر على حساب إيطاليا. وأثار الحادث ضجة كبيرة على مستوى العالم، وأصبح مادة للسخرية من سواريز. لحظات محرجة لمنتخب زائير حدثت إحدى أغرب لقطات كرة القدم عبر تاريخها في مونديال 1974 بألمانيا، عندما خرج مدافع منتخب زائير سابقاً- جمهورية الكونغو الديمقراطية الآن- من حائط الدفاع وركل الكرة بعيدا عن لاعبي البرازيل" ريفيلينيو وجارزينيو" ما جعل الجمهور يعتقدون أن السبب كان سوء فهم عند لاعب المنتخب المغمور، إلا أن السبب الحقيقي كان خوفًا من الديكتاتور موبوتو سيكو سيكو، رئيس الدولة. وقد أقيمت المباراة على ملعب "بارك شتاديون" في غيلسنكيرشن، حيث كان يتقدم المنتخب البرازيلي بهدفين دون رد أمام نظيره الزائيري الذي خسر لقاءيه الأولين أمام أسكتلندا ويوغوسلافيا، قبل أن يحتسب حكم المباراة ركلة حرة للسامبا، استعد لتسديدها ريفيلينو وجارزينيو قبل أن يركض مدافع زائير مويبو إيلونغا، من الحائط البشري ويركل الكرة بعيدًا ليتلقى إنذارًا من الحكم بسبب تعطيل اللعب. وانتشرت الحادثة على أنها من لأكثر اللقطات كوميدية في تاريخ كأس العالم، وأنها خطة فاشلة لتضييع الوقت لمصلحة منتخب مغمور. وعبثًا حاول الحكم شرح طريقة لعب الركلة الحرة، إلا أن هذا استعصى على لاعب زائير، ما أدى إلى حصوله على بطاقة حمراء. معركة نورمبرج اشتهر لقاء المنتخبين البرتغالي والهولندي في كأس العالم 2006 بألمانيا باسم" معركة نورمبرج" حيث ظهرت 16 بطاقة صفراء، و4 بطاقات حمراء للاعبي المنتخبين، وتعين إيقاف المباراة عدة مرات لمنح اللاعبين وقتًا للاسترخاء، ومازال جمهور كرة القدم يعتبرها واحدة من أبشع المباريات في تاريخ كأس العالم. صاعقة مدوية فوز الأخضر السعودي على الأرجنتين 1/2 في المباراة الافتتاحية لمونديال قطر 2022، صعق عشاق كرة القدم الأرجنتينية، عندما تفوق الصقور الخضر على رفاقي ميسي، فقد كان أكثر المتشائمين لا يتوقع هذه النتيجة، خصوصًا أن هذه البطولة كانت بمثابة آخر فرصة ليونيل ميسي لنيل لقب كأس العالم. وقبل انطلاق المنافسات، كان المنتخب الأرجنتيني من أقوى المرشحين للحصول على هذا اللقب، إلا أن هذه الهزيمة وضعت علامة استفهام على أداء رفاق ميسي، رغم أن منتخب التانغو تفوق في جميع مبارياته بعد تلك الهزيمة المدوية، حتى حصل على لقب كأس العالم بعد فوزه في المباراة النهائية على المنتخب الفرنسي.