كشفت دراسة حديثة أنه في ظل التقدم الكبير الذي يشهده العالم في مجالات الرقمنة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن تخلق هذه المجالات ما يصل إلى 97 مليون وظيفة جديدة واستبدال 85 مليون وظيفة أخرى. ووفقًا للدراسة التى أجرتها كورسيرا لاستكشاف الدوافع والاحتياجات والتحديات التي يواجهها الطلاب الذين ينشدون الحصول على شهادات أكاديمية وكذلك أصحاب العمل الذين يسعون إلى توظيف فقد أصبحت الحاجة إلى تطوير المهارات على نطاق واسع أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى خاصة مع الذكاء الاصطناعي. ويستكشف التقرير، والذي تم إجراؤه بالشراكة مع عدد من أبرز الجامعات والكليات العالمية، متطلبات الحصول على الشهادات الاحترافية للمبتدئين والتدريب اللازم على المهارات المتعلقة بالوظائف عالية الطلب في برامج الدرجات العلمية بهدف تحسين فرص الطلاب والخريجين في الحصول على وظائف. وشارك في الاستطلاع – الذي تم تنفيذة بالتعاون مع شركتي أبحاث السوق "ديناتا" dynata و"ريبداتا"Repdata – حوالي 5,000 من الطلاب وأصحاب العمل في 11 دولة. وتظهر بيانات التقرير أن 98٪ من الطلاب أجمعوا على أن الحصول على شهادات احترافية سيميّزهم لدى أصحاب العمل ويساعدهم في الحصول على وظائف بعد التخرج، بينما أكد 92٪ أن الشهادات الاحترافية ستساعدهم على تحقيق النجاح في وظائفهم المستقبلية. وتم تسجيل ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات التسجيل في عام 2022 للحصول على شهادات احترافية من شركات عالمية مثل "جوجل" Google و"ميتا" Meta، إذ تساهم هذه الشهادات، بالإضافة إلى التدريب على المهارات التطبيقية، في تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لوظائف المستقبل والالتحاق بسوق العمل، فضلًا عن جعل مؤسسات التعليم العالي أكثر مرونة في اختيار المواد الدراسية وبما يتماشى مع احتياجات سوق العمل. وقال هادي موسى، المدير العام ل "كورسيرا" لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: "مع التغيرات المختلفة التي يشهدها سوق العمل اليوم، يبحث أصحاب العمل عن مواهب جاهزة تمتلك المهارات الرقمية المطلوبة، وهذا يتطلب من مؤسسات التعليم العالي دمج نسب أكبر من التدريب القائم على المهارات والمحتوى المتعلق بالوظائف ضمن المناهج الأكاديمية لإعداد الطلاب لوظائف المستقبل" خاصة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي .