لم يكن يوم 11 مارس اعتيادياً هذا العام، بعد أن خصص للعلم بأمر ملكي، فأصبح يوم اعتزاز بالهوية الوطنية، والوحدة والتلاحم، فالراية الخفاقة التي رفعت منذ عام 1727م ظلت ترفرف دون تنكيس إلى يومنا هذا، وستظل كذلك رمزاً لقصة شموخ وبناء وعز، وشاهداً على مسيرة عظيمة لقادة عظماء، بدأها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وسار على نهجه ملوك هذه البلاد المباركة حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. ويحمل العلم الوطني رمزيات ثقافية وتاريخية، تحضر في وجدان كافة السعوديين كرمز للوحدة والتلاحم، منذ بداية الرحلة في الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، إذ خاض الأجداد بطولات وتضحيات لكتابة تاريخ مشرق، بينما يعزز يوم العلم بكل فخر قيمته ورمزيته ودلالاته الوطنية، إذ يمثل عمقاً متجذراً في تاريخ المملكة الممتد منذ ثلاثة قرون، حيث يعتبر هذا اليوم قصة ارتباط عميقة وعظيمة بين الشعب والوطن والقيادة، فالعلم راية العز الشامخة التي لا تُنكّس في أي ظرف من الظروف، وهو مظهر من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها.