يحل يوم 22 فبراير من كل عام ذكرى تأسيس الدولة السعودية، وهو يوم وطني عظيم ومناسبة تاريخية مجيدة، نحتفل به نحن شعب المملكة العربية السعودية، وحكومتنا الرشيدة بكل اعتزاز وفخر بجذورنا التاريخية العريقة وإبراز الإنجازات الحضارية والتطورات التي تحققت في المملكة العربية السعودية، ومما لا شك فيه أن يوم التأسيس هو اللبنة الأولى التي وضعها الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن مانع بن ربيعة المريدي (1090-1179ه/1679-1765م) في منتصف عام 1139ه/1727م حينما استطاع أن يوحد الدرعية ويحقق الاستقرار والأمن، ومن ثم سار على خطاه أبناءه وأحفاده من بعده. والدولة السعودية تمتد في جذورها الى مانع المريدي الجد الأعلى للأسرة المالكة الذي انتقل من الدرعية في شرق الجزيرة العربية الى وسطها لتأسيس الدرعية الجديدة عام 850ه/1449م، وكان حلمه بناء دولة في الجزيرة العربية، وبما تبين من معطيات تاريخية استطاع أن يؤسس الدرعية لتكون المدينة الدولة القابلة للتوسع مع الأيام، فهي تتوسع وتضيق بحسب الاستقرار السياسي فيها، وقد ركز قادتها أمراء الدرعية من أبناء المريدي على العنصر العربي حتى تميزت هذه الدولة بانها عربية خالصة ولا تقوم على عصبية قبلية. والإمام محمد بن سعود فهم متطلبات هذه الدولة وعاش أوضاعها السياسية فاستطاع بذكائه وشجاعته أن ينتقل بالدرعية المدينة الى الدرعية الدولة التي تعارف المؤرخون على تسميتها ب "الدولة السعودية الأولى"، وكانت الدولة السعودية منذ تأسيسها حتى يومنا هذا دولة عربية بحكامها وشعبها. وهكذا فإن المتتبع لتاريخ المملكة العربية السعودية يجد أنها تمتد لأكثر من 300 عام وأن قادتها تمكنوا بفضل الله عز وجل من المحافظة على هذه الدولة والسير بها قدما لتكون الدولة القوية التي تخطت كل الصعاب في مراحلها الثلاث وتحلق في سماء العالم محققة إنجازات حضارية وسياسية واقتصادية واجتماعية وتكون في مصاف الدول المتقدمة، ونحن في هذا اليوم نستشعر هذه الجهود المبذولة مع اظهار الفرح والسرور والابتهاج، فالمناسبة عظيمة وتمثل فرصة لتعزيز الروح الوطنية والوعي الثقافي بين أبنائنا والاحتفال بما تحقق من تطور في بلادنا، ونسأل الله تعالى أن يحفظ حكومة دولتنا الغالية ويديم على بلادنا الأمن والاستقرار. **أستاذ مشارك التاريخ الحديث جامعة الجوف