تزدحم أركان مهرجان شتاء جازان، وتتنوع بشتى المشغولات التراثية والأكلات الشعبية، وأعمال الأسر المنتجة التي تتراوح بين الأزياء والإكسسوارات المستوحاة من البيئة المحلية، وهي ترجمة عن توظيف الخامات المحلية في العمل الحرفي الإبداعي، وفي هذا السياق جذبت الأزياء والمشغولات اليدوية ذات الطراز القديم المعروضة بالسوق الشعبي بقرية جازان التراثية بالكورنيش الجنوبي لمدينة جازان، العديد من الزائرات لفعاليات مهرجان شتاء جازان 23 المقام تحت شعار "أجمل وأدفأ". وتعد الأزياء والمشغولات اليدوية ذات الطراز القديم في منطقة جازان، علامة حاضرة للصناعات المحلية، ارتبطت بذاكرة الآباء والأجداد على مر الأجيال، حتى أصبحت مطلباً مهماً في أبرز المناسبات والاحتفالات قَدِيماً وَحَدِيثاً. واشتهرت نساء منطقة جازان خاصة في المحافظات الجبلية في فيفاء، وبني مالك، والريث، والعيدابي، وهروب، والعارضة، بصناعة العديد من المشغولات اليدوية والأزياء النسائية القديمة، التي لا تزال تستعرضها منطقة جازان في جميع أسواقها الشعبية ومهرجاناتها، كما أنها اقتحمت واجهات الأسواق التجارية، لتؤكد حضور الأزياء التراثية إلى جانب مثيلاتها في عالم الأزياء الحديثة. وتشهد الأزياء والمشغولات اليدوية القديمة إقبالاً من زوار المهرجان خاصة الأطفال والفتيات اللاتي يصرّرن على اقتنائها والتوشح بها متجولين بين أروقة المهرجان، ولم يتوقف الحد عند رسم الطابع التراثي على الملابس فحسب، بل امتد ليصل إلى الإكسسوارات كالقلائد والأساور وربطات الشعر وأغطية الأسرة والوسائد، إضافة إلى الملابس والجلابيات التي تستهدف جميع الأعمار، لتمثل لمحة وفاء من الجيل الجديد تجاه الجيل القديم، ودليلاً على اعتزازهم بهويتهم الثقافية والتراثية. يذكر أن مهرجان شتاء جازان الذي يستمر 60 يوماً، يضم عدداً من البرامج الترفيهية والثقافية والرياضة، وفعاليات الفرق الشعبية والفلكلور وفعاليات خاصة بالأطفال وغيرها من الفعاليات التي تشهدها معظم محافظات المنطقة، بهدف التعريف بما تزخر به المنطقة من مقومات سياحية واستثمارية واقتصادية وتراثية وأدبية وفنية. كما يشهد معرض "فنن" أحد برامج مهرجان شتاء جازان " أجمل وأدفأ"، تنظيم العديد من البرامج التدريبية المصاحبة، وذلك بمركز الأمير سلطان الحضاري بمدينة جازان. وأتاحت اللجنة المنظمة فرصة للشباب والفتيات لتعلم العديد من الحرف اليدوية عبر ورش عمل متخصصة، منها صناعة الخزف والفخار وفن القط العسيري، بمشاركة مدربات متخصصات. وتعرف 76 متدرباً ومتدربة على الفخار والخزف، وأنواع الطين وألوانه، والفرق بين القليز والاندر قليز، وطرق التجفيف والحرق، وكذلك عرض مرئي عن القط العسيري، والتعريف به، والأدوات المستخدمة، والدلالات المتنوعة للفن، إلى جانب تنفيذ ممارسات عملية للمشاركين. يُشار إلى أن معرض "فنن" يضم 100 عملٍ فني ل 63 فناناً في مجالات الخط العربي والتصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي والنحت على الخشب، والنحت على القلم الرصاص، حيث تجسد تلك الأعمال الحياة الاجتماعية للأهالي وتراث منطقة جازان وثقافتها من خلال الأزياء التقليدية والفنون الشعبية والحرف اليدوية، إلى جانب المواسم الزراعية لحصاد البن وحصاد الخضير وأشهر المنتجات الزراعية في المنطقة، فضلاً عن تجسيد تاريخ جازان وثرواتها الطبيعية.