البودكاست «Podcast» أو التدوين الصوتي ذلك التطبيق الذي ظهر إلى حيز الاستخدام مؤخراً، والذي اكتسب اسمه من اندماج كلمتي "iPod" مع لفظة"Broadcast" أي البث، ليرمز إلى المود الإذاعية وفقاً للطلب، وهو تطبيق أو برنامج أساسه البث الصوتي، وشبيه بالإذاعة التي تبث برامج مسجلة، بيد أنه يختلف عن الإذاعة المعروفة بوجوده على الهاتف الجوال، كما يُعرف بأنه مجموعة من الحلقات المسجلة صوتياً والمتوفرة على مواقع الإنترنت حيث يمكن الوقوف عليها من خلال موقع ناشر البودكاست والتطبيقات المخصصة لها على الهاتف. وتعود بداية البودكاست إلى العام 2004م حيث توصل الصحفي البريطاني "بن هامرسلي" إلى ما يعرف بالتدوين الصوتي في مقال له بجريدة "الجارديان" البريطانية، وفي العام ذاته استطاع "آدم كاري" أحد رواد صانعي البودكاست تطوير برنامج أتاح له تحميل المقاطع الصوتية، وإذاعتها عبر الإنترنت. بعدها وقفت الشركات، وفي مقدمتها "أبل" داعمة للبودكاست حيث شرعت في إصدار تطبيقاته؛ مما أكسبه مصداقية وشيوعاً. ويُعد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن أول رئيس أمريكي يوجه خطاباً أسبوعياً على هيئة بودكاست في العام 2005م. ووفقاً لإحصائية أمريكية حديثة، فإن حوالي 40 % من الأمريكيين يستخدمون هذا التطبيق، كما يقوم بعض المختصين والمفكرين بإذاعة برامج لهم عبر هذا التطبيق مجاناً، وتلقى متابعة ملايين الأمريكيين. وهنالك عدة مزايا للبودكاست منها على سبيل المثال لا الحصر: سهولة استخدامه فما على المستخدم إلا تركيب سماعة هاتفه والاستماع إليه في أي زمان ومكان يشاء وتحت أي ظرف، حيث يتيح للمستخدم تحديد الوقت الذي يفضله للاستماع، ويمنحه ميزة اختيار المادة المطلوبة خلافاً لبرامج الإذاعات ومحطات التلفزة التقليدية التي تفرض المادة عليه، كما أنه يساهم في استثمار الوقت المهدر أثناء السفر وغيره، ويوفر لمستخدمه ميزة عدم البحث عن الحلقات الجديدة التي يرغب في الاستماع إليها حيث يصل إلى هاتفه كل جديد في وقت وجيز، كما أنه يمكنه تدارك كل المواد المطلوبة بمجرد تحميله للتطبيق، بجانب أنه يوفر لمستخدمه الوقوف على حوارات لأشخاص ذوي خبرة في مجاله أو الموضوع الذي في دائرة اهتمامه، فضلاً عن توظيف البودكاست في مجال التسويق الرقمي وغيره. وأخلص إلى أن العالم يشهد قفزات كبيرة في مجال صناعة البودكاست باعتباره مذياع العصر الحالي، لذا فإن هنالك حاجة لإقامة برامج تدريبية للبودكاست تتناول السبل العلمية لتطوير صناعته، وكذا المدونات الصوتية الأخرى، ليكتسب شبابنا وشاباتنا المهارات اللازمة في هذا المجال للإبداع في منصاتهم الصوتية بطريقة علمية مقننة، بجانب العمل على تحقيق كافة أفكار ورؤى وأهداف فعالية "إقنايت الصوت" التي أطلقها مؤخراً مجلس المحتوى الرقمي السعودي وصولاً إلى رفد المحتوى الوطني للبودكاست وكافة المنتجات الصوتية الأخرى. باحثة وكاتبة سعودية