مع بداية العطلة الأسبوعية، تنطلق قوافل المركبات التي تحمل العائلات من مختلف المدن والمحافظات، متجهين نحو الشواطئ والسهول، التي زادتها الأمطار الغزيرة مؤخراً، جمالاً إلى جمال أجوائها الدافئة التي تتمتع بها، وأصبحت مقصداً مهما للأهالي والزوار، حيث هيأت أمانة محافظة جدة، كافة المرافق لاستقبال إجازة نهاية الأسبوع المطولة، من خلال تجهيز المرافق السياحية في المدينة كالحدائق، والساحات العامة والواجهات البحرية، والشواطئ ومسارات رياضة المشي لاستقبال السكان والزائرين. وأوضحت أمانة جدة، أن الإدارات المعنية كثّفت جهودها الميدانية لتهيئة المواقع التي تشهد إقبالاً من السكان وزائري المحافظة، للاستمتاع بأوقاتهم كالحدائق والأماكن العامة، وعلى امتداد كورنيش جدة، ويشمل ذلك واجهة روشن البحرية على الكورنيش الشمالي وشاطئ السيف على الكورنيش الجنوبي، بجانب مواقع مسارات رياضة المشي الموزعة في أنحاء المدينة التي باتت متنفساً تستقطب جميع فئات المجتمع. وأشارت أمانة جدة، إلى رفع درجة التنسيق بين الإدارات والبلديات الفرعية، ووضع برنامج عمل مستمر يتضمن مواصلة تكثيف النظافة العامة على المرافق والرقابة الميدانية الدائمة عليها؛ فضلًا عن أعمال التطهير والتعقيم، نظرًا لكثافة المتنزهين والسائحين خلال هذه الإجازة. وفي ظل الأجواء الباردة التي تخيم على قمم الجبال في عسير، التي تصل درجاتها إلى الصفر أحياناً، تزدان السواحل التهامية بالطبيعة الخلابة والأودية المكسوة بالأشجار المعمرة والمياه الرقراقة وشواطئ البحر الزاهية برمالها البيضاء التي تحيط بها أشجار المنجروف في بعض الجزر والأخوار، حيث تبدأ رحلة المتنزه عبر عقبة شعار، ذلك الطريق الحيوي الرابط بين سراة عسير وساحلها الذي تعبر خلاله آلاف المركبات يومياً، ثم تفترق بهم الطرق نحو عدة محافظات ومراكز رئيسية منها محايل والبرك وبارق والمجاردة، التي أسهمت الأمطار الشتوية في اكتسائها بحلة خضراء، منها ما يلفت الأنظار، ويشهده المتنزه خلال عبوره من الطريق المؤدي إلى مركزي "سعيدة الصوالحة" و"عمق" على ساحل البحر الأحمر. وتشتهر محافظة محايل بأجوائها الدافئة مع توفر أنواع الخدمات التي يبحث عنها السائح مثل السكن الفاخر والمجمعات التجارية والمطاعم والمقاهي الحديثة والمتنزهات الواسعة، إضافة إلى البرامج والمهرجانات الترفيهية الموجهة للعائلات والأفراد في مواقع عديدة من المحافظة. وركزت الجهات المنظمة للفعاليات في السنوات الأخيرة على الميز النسبية لكل محافظة والمراكز التابعة لها حيث تعددت المهرجانات والفعاليات المعنية بإنتاج العسل وتربية النحل بصفتها من أهم المنتجات والمهن المحلية ذات الشهرة والجودة حيث أقيمت عدة مهرجانات للعسل في رجال ألمع والمجاردة و قنا، وحظيت بإقبال واسع وحركة تجارية جذبت لها الزوار من مختلف مناطق المملكة. كما تعد محافظة البرك وشواطئها البحرية البكر مقصداً للكثير من الزوار، حيث تضم عدداً من الشواطئ الجاذبة للسياح، أبرزها شاطئ "النهود" والذي يقع شمال المحافظة بحوالي خمسة كيلومترات، وشاطئ المحاجي الذي يبعد عن وسط المحافظة 18 كيلومتراً، ويتميز برماله البيضاء وشعبه المرجانية التي يجد هواة رياضة الغوص مكانهم المحبب للغوص من خلالها، بالإضافة إلى شاطئ زهران والذي يقع في الجهة الشمالية أيضاً بمسافة 14 كيلومتراً تقريباً، وتحيط به أشجار المنجروف التي تحف شواطئه. وحينما تكتمل مؤثرات الجمال الطبيعية بين الضباب والأمطار والأشكل الإبداعية المختلفة، تظهر كثبان النفود الذهبية بحائل في أجمل حلة وإطلالة لتدعو كل محب وهاوٍ وسائح في المنطقة وخارجها لتحتضنهم وتمتع ناظرهم بأجمل المشاهد الطبيعية الخلابة للنفود وسط الأجواء الباردة التي تعيشها المنطقة خلال هذه الأيام. وعملت تلك المكونات الطبيعية على جذب هواة الرحلات البرية من أهالي المنطقة وزوارها للخروج إلى صحراء النفود بعيداً عن ضجيج المدينة والاندماج مع ليل الشتاء الطويل وسط مخيماتهم التي نصبوها بالأماكن البكر للاستمتاع بالصحراء الواسعة المرتوية بماء المطر مستعينين بالحطب المستورد لتدفئة الأجواء الباردة المحيطة بالمكان، والسهر مع الأهل والأصدقاء لتبادل الأحاديث والسمر بجوار النار وتناول القهوة والشاي، والحليب بالزنجبيل، إضافة إلى التفنن والمسابقات فيما بينهم في أفضل إعداد للأكلات الشعبية التي يفضلها أهالي المنطقة.