تعمل الهيئة السعودية للسياحة، بوتيرة ممنهجة، وجهود مكثفة من أجل تعزيز السياحة المستدامة في المحميات الطبيعية، وتجعل منها روافد سياحية، بما تمتلكه هذه المحميات من بانوراما فائقة الجمال من حيث التضاريس، والأحياء الفطرية، وكافة المشاهد التي تفتح آفاق السياحة البيئية المستدامة، أمام سُيَّاح البيئة والمغامرات الاستكشافية، بعد إدراج محمية عروق بني معارض، ومحمية سجا وأم الرمث، ومحمية جزر فرسان ضمن خريطة التجارب السياحية، وذلك بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية. ويستطيع الزوار للمحميات الطبيعية الثلاث، خصوصاً من هواة ومحبي الطبيعة، الاستفادة من ذلك، وهي خطوة تحفيزية متكاملة، تهدف إلى تشجيع نمط السياحة البيئية المُستدامة، ورفع مستوى الوعي البيئي بأهمية المحافظة على الثروات الطبيعية، والتي باتت اليوم من أكثر أنواع السياحة رواجاً على النطاق العالمي، كونها تستند إلى مقومات حماية بيئة المحميات والتنوع البيولوجي فيها. وأسهم إدراج المحميات الطبيعية في فتح آفاق جديدة للسياحة البيئية المستدامة، فبإمكان العوائل والأصدقاء، وحتى الأفراد، زيارة إحدى المحميات الطبيعية الثلاث، والقيام بمختلف الأنشطة السياحية فيها من ممارسة مختلف أنواع المشي، والاستمتاع بالصحراء واستكشاف كنوزها الطبيعية من الحيوانات والنباتات النادرة بسيارات الدفع الرباعي، أو القيام برحلات السفاري، ومراقبة الطيور، وتصوير الطبيعة، والغوص والسباحة والغطس بين الشعاب المرجانية الفريدة من نوعها، والاسترخاء مع الهواء النقي والمناخ المعتدل والبارد، وزيارة المواقع الأثرية، وتسلق الجبال، ورصد النجوم، والنزهات الخلوية، كما تتوافر فرص لا حصر لها للأفراد للتعرف على العالم الطبيعي وتجربته على نحو مباشر، وغيرها من الأنشطة المختلفة المناسبة لكل أفراد العائلة والأصدقاء. تُعرف السياحة البيئية، وفقاً للأمم المتحدة، بأنها أحد أنواع السياحة المستدامة التي تسهم في الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، وشهدت نمواً كبيراً خلال العقدين الأخيرين كونها تستهدف فئة السائحين الذين يبحثون عن رحلات سياحية تُسلط الضوء على أهمية المحافظة على البيئة قدر الإمكان، واستدامة البيئة البحرية والساحلية والبرية، والمحافظة على التنوع البيولوجي في المحميات الطبيعية، وتنمية الحياة الفطرية، وتشجيع التنوع السياحي. ومن الحيثيات المهمة في هذا الإطار، أن تفعيل الهيئة السعودية للسياحة، لسياحة المحميات الطبيعية يتوافق مع الجهود التي تبذلها منظمة السياحة العالمية، وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة وأمانة اتفاقية التنوع البيولوجي لتشجيع السياحة البيئية والسياحة المستدامة في جميع أنحاء العالم، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والاستخدام المستدام للمحيطات والبحار والموارد البحرية والبرية، والنهوض بالثقافات المحلية.