تتلقى مليشيا الحوثي الإرهابية هزائم متتالية في جبهات القتال، ما دفع عناصرها للهروب من المواجهة بأرض المعركة، وتحديدا عقب تحركات المجلس الرئاسي اليمني لردع هجمات المليشيا عسكريا، حيث بدت صفوفها القتالية في حالة ضعف لا تقوى على الصمود، كما أقرت بذلك قياداتها في الصف الأول، إذ قالت مصادر أمنية رفيعة إن القيادي الحوثي أبو علي الحاكم، المسؤول عن الاستخبارات العسكرية الحوثية، رفع لزعيم المليشيات تقريرا بقوائم، تضم عددا كبيرا من الجنود الفارين من الجبهات، منذ بدء الهدنة الأخيرة، وفقدان قطع السلاح التي بحوزتهم. ولفتت المصادر، وفقا ل"لعين الإخبارية"، إلى أن التقرير كشف عن نقص في المقاتلين في جبهات المليشيا في محافظة "تعز" وعلى التماس مع محافظتي "الضالع" و"لحج" إضافة إلى أن كثيرا من المقاتلين يطلبون إجازة محددة ثم لا يعودون إلى مواقعهم. وقد أثار وضع الجبهات قلق زعيم مليشيا الحوثي، والذي خرج من مخبئه لتوجيه أذرعه وقيادات المنظمة الإرهابية في صنعاء لسرعة التحرك في المحافظات غير المحررة وبين القبائل اليمنية، لحشد المقاتلين وسد فراغ الفارين، وإعادة الهاربين من الجبهات بأسلحتهم، وبالقوة. وتصدرت إب المحافظات اليمنية بنسبة أعداد الهاربين من الجبهات، فيما جاءت محافظة ذمار التي تعرف بالمخزون البشري الهائل للمليشيا في المرتبة الثانية، بمعدل أعداد الهاربين. ووفقا للمصادر فإن القيادي محمد علي الحوثي خلال لقائه القيادات في محافظة إب، أقر أن المحافظة كانت أكثر المناطق الخاضعة للمليشيا الانقلابية التي شهدت فرار أبنائها من الجبهات الحوثية. وللتغطية على خسائرهم في جبهات القتال تلجأ عناصر مليشيا الحوثي لارتكاب الجرائم بحق المدنيين، حيث أقدمت عصابة حوثية مسلحة على قتل وإصابة خمسة مواطنين، أثناء هجمة نفذتها لنهب أراضيهم في مديرية "باجل" بمحافظة الحديدة، غرب اليمن. وقالت مصادر محلية وإعلامية يمنية، إن عصابة تابعة لميليشيا الحوثي، ارتكبت جريمة بشعة بحق أسرة "بني عباقه" من أبناء تهامة العزل من أهالي منطقة "المقصع" في مديرية باجل بمحافظة الحديدة، موضحة أن العصابة الحوثية، التي يقودها المدعو "عادل عاطف"، أقدمت على نهب أرض تابعة لأبناء "بني عباقه"، وعندما حاول أصحاب الأرض الدفاع عنها قامت العصابة الحوثية بقتلهم. وأكدت المصادر أن العصابة الحوثية قتلت كلا من: هاشم أحمد هاشم عباقه، ومقبول احمد مقبول عباقه، فيما أصيب من أسرة بني عباقه كل من: على محمد حسن هاشم، وعدنان محمد مقبول عباقه، ومحمد محمدهاشم عباقه. ووثق أحد المواطنين الجريمة بالفيديو قبل أن يُصاب بطلق ناري ويُغشى عليه في مشهد مؤلم لاقى تفاعلاً كبيراً، وسط دعوات إلى تحويلها لقضية رأي عام، بينما أظهر الفيديو المتداول العصابة المسلحة بجانب "حفار" استقدمته لحفر بئر ماء في الأرض المنهوبة، وحاول الأهالي وقف ذلك، لكنهم تعرضوا لعملية إطلاق نار كثيف. وعقب الجريمة المؤلمة أطلقت أسر الضحايا بيان مناشدة للمنظمات الأممية لحقوق الإنسان والبعثة الأممية في الحديدة بالتدخل للقبض على العصابة وإيقاف عمليات السطو على أراضيهم. وتشن ميليشيات الحوثي حملة منظمة لنهب وسلب أراضي المواطنين في الحديدة ومختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها. وكشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق أكثر من 3 آلاف انتهاك طالت المساجد ودور العبادة قامت بها ميليشيا الحوثي الإرهابية، على مدى ما يقارب 8 سنوات، كما وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 3370 واقعة انتهاك طالت المساجد ودور العبادة في 14 محافظة يمنية ارتكبتها ميليشيا الحوثي، خلال الفترة من 1 يناير 2015م وحتى 30 أبريل 2022م. وأوضحت الشبكة في تقرير أن ميليشيا الحوثي ارتكبت 109 حالات قتل لخطباء وأئمة المساجد، ومصلين، منها 62 حالة قتل نتيجة الإطلاق المباشر، و17 حالة قتل نتيجة القصف العشوائي و19 حالة قتل نتيجة استخدام القوة المفرطة والضرب، و11 حالة قتل نتيجة الطعن واستخدام السلاح الأبيض، إضافة إلى 132 حالة إصابة جسدية. وبيّن التقرير أن الميليشيا اختطفت 376 من أئمة وخطباء المساجد والمصلين، مؤكداً أنه رصد وسجل 378 مسجدا، حولته ميليشيا الحوثي إلى ثكنات عسكرية، في حين حولت 54 مسجدا إلى غرفة عمليات لأعمالها الحربية، كما عبرت الشبكة عن إدانتها بأشد العبارات للمجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، أواخر الأسبوع الماضي. إلى ذلك، استنكرت نقابة الصحافيين اليمنيين، أمس، ما يتعرض له الصحافيون المختطفون لدى ميليشيا الحوثي، وتقييد حريتهم في ظروف تعسفية قاهرة، موضحة أنها تلقت بلاغا من أسر الصحافيين المختطفين لدى الميليشيا الحوثية منذ يونيو 2015. وأضافت النقابة أن البلاغ أفاد بتعرض الصحافي توفيق المنصوري للتعذيب والضرب على رأسه حتى كُسرت جمجمته من قبل قيادي حوثي مشرف على ملف المختطفين، كما تم نقله مع الصحافيين عبدالخالق عمران وحارث حميد إلى زنازين انفرادية، معبرة عن مخاوفها الكبيرة على حياة الصحافيين المختطفين، في ظل هذا التعامل القمعي من قبل المسؤولين الأمنيين الحوثيين وتعذيب مختطفين عزل، وحرمانهم من حق الرعاية الصحية والزيارة.