قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن السعودية ستطلق مركز المعارف للاقتصاد الكربوني بداية العام القادم 2023 ، وستستضيف أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال نفس العام . جاء ذلك خلال كلمته أمس في انطلاق أعمال اليوم الثاني من النسخة الثانية من منتدى مبادرة السعودية الخضراء، التي انعقدت تحت إطار مبادرة سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء حفظه الله تزامنا مع فعاليات مؤتمر كوب 27 في شرم الشيخ بمصر. وخلال اليوم الأول للمنتدى ، كشف سمو وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن مبادرة الشرق الأوسط ستكتمل العام القادم وسيتم إطلاقها مع مبادرة السعودية الخضراء في (كوب 28) بالإمارات ، كاشفا عن أن المملكة ستقدم أكثر من 10 مشروعات جديدة في الطاقة المتجددة، ستوفر 20 جيجاوات، في إطار التزامها بالوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060. إنجازات رائدة وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "نتحلى بروح القيادة ولدينا قائمة طويلة ومشوقة من الإنجازات في مبادرة السعودية الخضراء، وهدفنا أن نحقق الأهداف قبل موعدها"، مؤكدا أن المملكة تمكنت من تحقيق 50% من توليد الطاقة، وتوصيل 400 ميجاوات بتخفيض حوالي مليون طن من الانبعاثات الكربونية، كما أن لديها 13 مشروعا تعمل في نفس الوقت وطاقتها حوالي 11.4 جيجاوات وباستثمارات تصل إلى 34 مليار ريال، مضيفا بأن المملكة بذلت جهودا في ملف توفير الطاقة، واستخدام مصابيح موفرة للكهرباء في المباني والشركات، وتريد من الجميع أن يحذوا حذوها وأن توفر الأموال المطلوبة لتحقيق الأهداف التي تطمح لتحقيقها. وأبان سمو وزير الطاقة أن المملكة وقعت عددا من الاتفاقيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر واستخدامه في تشغيل القطارات والطائرات وإنتاج الطاقة ، وستكون أفضل منتج وبأقل سعرا، مؤكدا أن المملكة كانت الأولى والوحيدة التي أمكنها الوفاء بوعدها في رفع وعي المشغلين،كاشفا عن أن المملكة تؤسس شركة لإدارة الكربون وخفضه، ووقعت بعض شركات الأسمنت اتفاقيات لبناء نظمها في هذا الاتجاه. في السياق أعلنت شركة التعدين العربية السعودية (معادن)، إحدى أسرع شركات التعدين نمواً في العالم وأكبر شركة تعدين ومعادن متعددة السلع في الشرق الأوسط، عن خططها لتصدير الأمونيا الزرقاء في إطار سعيها إلى دعم الانتقال العالمي إلى الطاقة المستدامة ، ووقعت الشركة خلال المنتدى اتفاقية على مدى 20 عاماً مع شركة "جالف كرايو" لبناء وتشغيل مصنع لالتقاط ثاني أكسيد الكربون في مجمع معادن للفوسفات في مدينة رأس الخير الصناعية. مبادرات واستثمارات وخلال فعاليات أمس أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه ، أن المملكة بقيادة سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- انتقلت من الطموح إلى العمل خلال السنتين الماضيتين لتمكين الإنسان وحماية الكوكب وتشكيل آفاق جديدة، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة مستفيدةً من الإمكانات التقنية الهائلة والكوادر الوطنية الرقمية التي تزخر بها، في تسريع مشاريع الطاقة الخضراء والمتجددة والمشاريع السياحة صديقة البيئة ومشاريع احتجاز وتخزين الكربون التي تعتبر الأكبر في العالم، كما سلط معاليه الضوء على نماذج أعمال مبتكرة مبنية على الحلول المستدامة في كل من أرامكو وسابك والبحر الأحمرونيوم. من جهته، قال وزير البيئة والمياه والزراعة، عبد الرحمن الفضلي، إن المملكة لديها أكثر من 65 مبادرة واستثمارات بحدود 20 مليار دولار خلال الثماني سنوات القادمة، كما تسعى الوزارة لتحقيق مبادرة السعودية الخضراء، مضيفا أن المملكة ملتزمة بالتنمية الاقتصادية المستدامة للمحافظة على الموارد الطبيعية. كما أوضح الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين بشركة أرامكو السعودية، أمين حسن الناصر، إن الشركة نجحت في احتجاز 9 ملايين طن من انبعاثات الكربون، لافتا إلى أن 98 % من مصادر الطاقة تأتي من النفط والغاز، لذا فهناك حاجة لحل يمكن تطبيقه بشكل متوازن يجمع بين الطاقة التقليدية والمتجددة وهو ما يتطلب الكثير من الاستثمارات. ودعماً لتحقيق هدف خفض الانبعاثات ، يجري العمل حالياً على إنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم، كما حصلت كل من شركة "أرامكو السعودية"، و"سابك"، و"معادن"، على أول شهادات مستقلة في العالم كمنتجين معتمدين للهيدروجين الأزرق والأمونيا، مما يعزز البنية التحتية لتصدير الوقود النظيف في المملكة. وأكد مدير البرنامج الوطني للهيدروجين والاقتصاد الدائري للكربون في المملكة الدكتور زيد الغريب، أن المملكة بدأت في إنتاج الهيدروجين وأعلنت عن طموحها في هذا الشأن، مشيرا إلى توقيع عدة اتفاقيات في هذا الصدد خلال الفعاليات. معرض توثيقي يقدم معرض مبادرة السعودية الخضراء بمدينة شرم الشيخ معلومات تفصيلية حول مشاريع المبادرة، إلى جانب أحدث الأخبار والمستجدات ذات الصلة، ويتيح المعرض المستمر حتى 18 نوفمبر للزوار فرصة التعرف على أدق التفاصيل المتعلقة بمجموعة متنوعة من المشاريع قيد التنفيذ في جميع أنحاء المملكة. وساهمت مبادرة السعودية الخضراء منذ إطلاقها في زراعة أكثر من 18 مليون شجرة منها 13 مليون شجرة مانجروف، وإطلاق 17 برنامجاً بيئياً جديداً في جميع أنحاء المملكة بهدف استعادة المساحات الخضراء الطبيعية . كما أعلنت نيوم هذا العام عن عزمها استصلاح 1.5 مليون هكتار من الأراضي، وزراعة 100 مليون شجرة محلية بحلول عام 2030 في إطار مساهمتها في تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة، كما أعلنت المملكة عن إنشاء مؤسسة معنية بالحفاظ على الشعاب المرجانية وحماية موائل السلاحف البحرية في البحر الأحمر، ونجاحها في استصلاح 60 ألف هكتار من الأراضي غير الصالحة للزراعة.