وقَّع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر أربعة عقود لعدد من المشروعات، التي تستهدف تنمية المراعي الطبيعية في المملكة وحمايتها وإعادة تأهيل المتدهور منها، وذلك ضمن مبادرة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للمراعي (إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني)، ما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث تتضمن المشروعات العديد من الأعمال القائمة على التأهيل والحماية والرعاية والتسييج والدراسات والإنشاء في جميع مناطق المملكة. وشملت العقود تقديم الخدمات الاستشارية للعديد من المشروعات القائمة، منها على سبيل المثال: عمل المسوحات الميدانية لحصر الغطاء النباتي في بعض مواقع المراعي المختارة، وتقدير الإنتاجية النباتية والحمولة الرعوية، وإعداد الخرائط والتقارير الفنية حولها، وكذلك تحديد المواقع الرعوية الجيدة ذات الأولوية في الحماية وكيفية تنميتها، وتعيين الأنواع النباتية الرعوية المناسبة وأنسب الطرق لنثر واستنبات بذورها في البيئات الحقلية المختلفة عبر إجراء الأبحاث والتجارب الحقلية. كما تضمنت المشروعات تطوير قطاع إكثار بذور النباتات الرعوية عبر تحديد احتياجات مراكزها القائمة؛ لتوفيرها وإعادة تأهيلها، وعمل تصاميم للمراكز الجديدة، وكذلك تسييج مركز أبحاث وتنمية المراعي والمحطات التابعة له في منطقة الجوف، ومركز إكثار بذور النباتات الرعوية بحائل؛ للمحافظة عليهما، فضلًا عن جمع وتخزين مياه الأمطار لتوفير الاحتياجات المائية لإعادة تأهيل المراعي وتنميتها، ورفع الوعي البيئي بها، وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية في حمايتها, إضافة إلى إعادة تأهيل بعض المواقع الرعوية المتدهورة في مناطق مختلفة بالمملكة عبر إنتاج شتلات رعوية واستزراعها بالأراضي المتدهورة؛ لحماية البيئة من الأخطار الطبيعية، والحد من ظاهرة التصحر، واستعادة التنوع الأحيائي، وكذلك إنشاء مشاتل لإنتاج الشتلات الرعوية ومحميات رعوية جديدة، والمحافظة على الأصول الوراثية الرعوية من خطر الانقراض، وتوفير كميات مناسبة من بذور النباتات الرعوية المهمة لبرامج إعادة التأهيل، واستزراع المسيجات الرعوية وتنميتها لتكون بنوك بذور طبيعية ومحميات نباتية نموذجية. وتهدف المشروعات في مجملها إلى إثراء التنوع الحيوي في المملكة من خلال توفير الأصناف النباتية ذات القيمة الرعوية العالية لسد احتياج الثروة الحيوانية، وتطوير الجهاز المؤسسي لقطاع المراعي وبناء قدرات قطاعه، وتنظيم الأنشطة المؤثرة فيها، ووضع الحوافز التي تُخفِّف الضغط على الموارد الرعوية، وتشجيع مشاركة القطاع الخاص، ودراسة الأنشطة التي تعتمد على المراعي وتحليل تأثيرها، وتطوير الدراسات والأبحاث الرعوية، والإدارة المتكاملة للمراعي، والمحافظة على الغطاء النباتي. يذكر أن المركز يعمل على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها وتأهيل المتدهور منها، بما في ذلك إدارة أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، فضلًا عن الكشف عن التعديات على الغطاء النباتي، ومكافحة الاحتطاب حول المملكة، ما يعزز التنمية المستدامة التي ترتقي بجودة الحياة تحقيقًا لمستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.