دَشَّنَ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية اليوم، فعاليات النسخة الأولى للمنتدى العربي للمناخ، بعنوان "معًا لتعزيز إسهام المجتمع المدني في العمل المناخي والاستدامة"، بمشاركة معالي وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد، والأمين العام المساعد رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة. وقال سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال في كلمته الافتتاحية: إن ما يشهده العالم من ظواهر مناخية غير مسبوقة ليست وليدة الصدفة، فهذه الظواهر المتقلبة تُنذر منذ أعوام بما نشهده في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة لم تكن كافية ولا تحقق المستهدفات المتمثلة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تزامنًا مع التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، والتكيف من خلال التحولات الاستباقية اللازمة لمواجهة تداعيات تغير المناخ. وأوضح سمو رئيس "أجفند" أن الدول العربية تعد من أكثر مناطق العالم عُرضةً وتضررًا جراء التغير المناخي، وأن العمل المناخي الفعّال أصبح التزامًا أخلاقيًا مشتركًا من الجميع، داعيًا الأطراف التنموية كافة إلى تحمل مسئولياتها بكل جدية ومسؤولية بهدف الإبقاء على كوكب الأرض صالحًا للعيش المستدام. وأفاد سموه بأن أكثر من 40% من سكان العالم يعيشون في أماكن وأوضاع "شديدة التأثر بتغير المناخ"، وأن شخصًا واحدًا من كل ثلاثة أشخاص يتعرض للإجهاد الحراري القاتل، وأن ما يقرب من نصف سكان العالم يعانون من ندرة المياه الشديدة في مدد مختلفة من العام، فضلاً عن خفض نمو الإنتاجية الزراعية في الكثير من دول العالم، وفقًا للتقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ، لافتًا الانتباه إلى أن كل ذلك يُشَكّل تهديدًا مباشرًا لسُبل العيش والأمن الغذائي العالمي. وأضاف أن هذه المؤشرات المناخية الخطيرة ستؤدي إلى تزايد وتيرة النزوح البشري، حيث بلغ متوسط أعداد النازحين بسبب الكوارث المناخية أكثر من 20 مليون شخص سنويًا وفقًا لإحصاءات وتقديرات مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، ومركز مراقبة النزوح الداخلي. ونوّه سمو رئيس "أجفند" بالجهود المبذولة لمواجهة هذه التحديات، ومن أهمها تخصيص جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية 2021 في فروعها الأربعة لموضوع التغير المناخي، مشيرًا إلى أنه من المقرر تكريم الفائزين الأربعة أثناء انعقاد قمة المناخ (COP27)، فضلاً عن الجهود المصرية المبذولة في إطار التمهيد للقمة، التي سيكون لها أثر مباشر على حث الدول المشاركة على العمل لإنقاذ كوكب الأرض. ونبّه سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال في ختام كلمته إلى أن الوقوف بشجاعة في وقتٍ مبكرٍ في وجه التحديات المناخية، ووضع خطة حلول قبل تفاقم الوضع، ليسا ترفًا أو خيارًا بل مسؤولية تاريخية تحتاج إلى التحالف، والتمكين والقوة والشجاعة وحكمة القادة وعلم الخبراء، وحرص وشراكة صُنّاع الإعلام على التوعية بمخاطر تغير المناخ، مُتَطلعًا إلى أن تسهم أوراق العمل والنقاشات الثرية حولها خلال أعمال المنتدى العربي للمناخ، في الوصول إلى خارطة طريق للمنظمات الأهلية العربية تُمَكّنها من القيام بالدور المنوط بها في بناء مجتمعات عربية صديقة للبيئة والمناخ. مما يذكر أن المنتدى العربي للمناخ يناقش على مدى يومين عدة محاور مهمة، منها: تغير المناخ في عالم متغير، وتغير المناخ والاستدامة، وتغير المناخ وتأثيره على الفئات الأكثر عرضة للخطر، وتشجيع الابتكار لفائدة التكيف والتخفيف، وتغير المناخ والأنشطة الاقتصادية الهشة، ودمج المواطن والمجتمعات المحلية في العمل المناخي، ودور التغيير المنظومين في التحول الأخضر. وينعقد المنتدى بتنظيم مشترك بين وزارة البيئة المصرية، وجامعة الدول العربية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، في إطار التحضيرات الجارية لاستضافة أعمال قمة المناخ (cop27) بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل.