هل سبق، وأن فاز أحد الفرق المستضعفة- التي ليست ضمن التوقعات- بكأس العالم من قبل؟ الجواب نعم، وأبرز مثال على ذلك هو أوروجواي في عام 1950 الذي لم يُعتبر ذلك الوقت منافسًا، وكان بعيدًا كل البعد عن أساطير عام 1930 ، ومع ذلك فقد أزعجوا البرازيل المرشحة للفوز بالبطولة ، كما أن ألمانيا الغربية في عام 1954 كانت مستضعفة حيث كانت أول بطولة للفريق الألماني منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يكن بالفريق المرشح، حيث كان المرشحون هم منتخب المجر العظيم والبرازيل إلى حد ما، لكن الألمان عكروا سير التاريخ بالنسبة لذلك المنتخب المجري العظيم في المباراة النهائية، كما لم يكن المنتخب الألماني المرشح الأكبر للفوز بالبطولة عام 1974، ومع ذلك ليس بالضرورة أن يكون معيار تصنيف أي فريق كمستضعف هو الفوز بالبطولة، ولكن البروز على صعيد مستوى المشاركة أيضاً. معيار النجاح في كأس العالم يختلف من منتخب الى آخر، وبدن شك أنك إن سألت أي لاعب أو مدرب عن أمنيته بالفوز بكأس العالم سيجيب بنعم، ولكن في قرارة نفسه يتمنى أن يخرج بمشاركة مشرفة أو ناجحة، وهنالك عوامل كثيرة لتصنيف المشاركة بأنها ناجحة مثل الرغبة في الانتصار في كل مباراة، والمقدار الصحيح من عقلية الفوز والثقة بقدراتك والروح القتالية بعدم الاستسلام مهما كان الخصم، والبراغماتية أو الواقعية (غير المبالغ فيها) بالقدرة على التكيف مع كل خصم، واللعب على نقاط قوتك وضعفه واستخدام نقاط ضعفه لصالحك والقدرة على استغلال الفرص عند إتاحتها، وأخيرًا الحظ. نعم الحظ وهو غاية المجتهدين. الحقيقة أن المنتخبات التي تمتلك جميع هذه العوامل لا تتعدى 3 أو 4، وهم الذين يفوزون بالبطولة ويحتلون المراكز الأولى حيث عادة ما يفتقر المستضعفون المجتهدون إلى الخبرة والبراغماتية؛ مثل اليابان ضد بلجيكا في 2018 وهذه الأمور تحتاج إلى زمن طويل لإتقانها حيث يتأهل الكثير من المنتخبات لكأس العالم بمبدأ " لكل حادث حديث" أو "نتأهل ويجيب الله مطر" لذلك عند تقييم منتخبنا لابد من أن نتحلى بالواقعية؛ لذلك من حقنا أن نرى على الأقل المحاولة من السيد رينارد ولاعبيه، لا أن تشاهد عقماً هجومياً أو ضياعاً دفاعياً وكأنها المرة الأولى التي نلعب فيها مباراة دولية، وهذا الأمر هو ما يجعل الكثير من الإعلاميين يقيّمون الموقف بتطبيق المثل الشعبي القائل " طخه أو اكسر مخه" فلا مجال للنقد والتحليل المنطقي، وهذا الأمر للأسف لم يساعد السيد رينارد في منعه بأداء المنتخب السلبي الذي ابتدأ منذ آخر جولات التصفيات حتى مباراة الإكوادور. بُعد آخر.. كوستاريكا 2014 في نظري أفضل أداء لفريق مستضعف في تاريخ كأس العالم بالأخذ في الاعتبار جميع العوامل.